توقيت القاهرة المحلي 02:36:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ملاحظات فنية على «الشيوخ»

  مصر اليوم -

ملاحظات فنية على «الشيوخ»

بقلم: عماد الدين حسين

قد يستغرب البعض عنوان هذا المقال، بل قد يرونه محاولة للهروب من التعليق على مضمون انتخابات مجلس الشيوخ، التى جرت أمس وأمس الأول، لكن الأمر ببساطة أننى سأتناول جوانب فنية أراها جديرة بالاهتمام، وفى المقال التالى، سوف أركز إن شاء الله على الجوانب والدلالات السياسية.
مجلس الشيوخ موجود فى الحياة السياسية المصرية منذ أكثر من ١٥٠ سنة، كان اسمه الشيوخ أو الأمة أو الشورى، واختفى فى فترات وعاد فى أخرى، أعاده أنور السادات تحت مسمى الشورى عام ١٩٨٠، حتى تم حله بعد قيام ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣.
الشيوخ أو الشورى أو الغرفة الثانية، موجودة فى بلدان كثيرة. دول تنتخبهم بصورة كاملة مثلما يحدث فى الولايات المتحدة، ودول تعينهم عبر الحكومة أو الملك أو الرئيس، ودول تأخذ خليطا من هذا وذاك بنسب مختلفة، وحتى الصلاحيات مختلفة بين كل دولة وأخرى.
صلاحيات مجلس الشيوخ فى أمريكا مثلا مهمة جدا، ويكفى أن نتذكر أنه لولا معارضة مجلس الشيوخ، لكان ترامب قد أصبح الرئيس المخلوع أو المعزول على خلفية قضايا متعددة منها التدخل الروسى فى الانتخابات وتلاها محاولة إجبار الرئيس الأوكرانى على فتح تحقيق فى المعاملات التجارية لنجل منافسه المرشح الديمقراطى جو بايدن.
عدد المصريين المقيدين فى الجداول الانتخابية الآن يصل إلى نحو ٦٣ مليون ناخب، يفترض ينتخبوا ٣٠٠ نائب بالمجلس، ثلثهم بالنظام الفردى المباشر، وثلثهم بقائمة مغلقة، والثلث الأخير يعينه رئيس الجمهورية.
فى هذه الانتخابات كان هناك ١٤٠٩٢ لجنة فرعية و٢٧ لجنة عامة، و١٨ ألف قاضٍ رئيسى ويعاونهم ١٢٠ ألف موظف، وهناك ٢٧ لجنة لانتخاب المرشحين على المقاعد الفردية، بمعدل لجنة فى كل محافظة، إضافة إلى ٤ لجان للقوائم، دائرتان بكل واحدة ١٥ مقعدا، ودائرتان بكل واحدة ثلاثين مقعدا.
المرشحون للمقاعد الفردية بلغ عددهم ٧٨٧ مرشحا، تنازل منهم عشرة فى اللحظات الأخيرة، والعدد الأكبر منهم كان فى محافظة القاهرة «98 مرشحا على عشرة مقاعد»، ثم الجيزة «٧٣ مرشحا على ٨ مقاعد»، والقليوبية «٦٠ مرشحا على ٦ مقاعد» والإسكندرية «٦٧ مرشحا على ٧ مقاعد»، أما الأقل على الإطلاق، فكان فى محافظة الوادى الجديد؛ حيث ترشح اثنان فقط للتنافس على مقعد واحد، أى أن كل واحد منهما لديه ٥٠٪ فرصة للنجاح!.
هذه الانتخابات ستدخل التاريخ السياسى المصرى بأنها أول استحقاق سياسى فى زمن كورونا، والباحثون الذين سيعملون على تحليل مضمون ما كتب عن هذه الانتخابات، سوف يكتشفون أن الحديث عن الإجراءات الاحترازية من أجل سلامة الناخبين، طغت كثيرا على صلاحيات المجلس والمنافسات بين المرشحين.
وربما نظرا لتداعيات فيروس كورونا وأسباب أخرى، فقد زادت إلى حد كبير وسائل الدعاية على السوشيال ميديا مقارنة بوسائل الدعاية التقليدية، خصوصا اللافتات القماشية التى تراجع دورها إلى حد ما، إضافة إلى تراجع دور المؤتمرات والندوات والسرادقات الضخمة بسبب الخوف من التجمعات، حرصا على سلامة المواطنين.
المرشحون استغلوا وسائل التواصل الاجتماعى إلى حد كبير، ومنهم من أجاد استخدامها بصورة ملحوظة ومنهم من لم ينجح، لكن تظل المشكلة أن عددا كبيرا من الناخبين ليس متعودا على استخدام السوشيال ميديا، وربما لا يتعامل معها أساسا، وإذا علمها، فقد لا يكون مهتما بالسياسة أو عازفا عنها.
بجانب السوشيال ميديا، فقد زاد دور التكنولوجيا الرقمية خصوصا فيما يتعلق بتسجيل البيانات للمصريين لدى السفارات والقنصليات فى الخارج، قبل إرسال تصويتهم عبر البريد السريع.
تلك هى الملاحظات الفنية المبدئية السريعة من خلال ملاحظات اليوم الأول للانتخابات، ولاحقا إن شاء الله سأناقش الجزء الموضوعى، فى هذه الانتخابات التى وصفها المستشار لاشين إبراهيم، رئيس اللجنة الوطنية للانتخابات، فى حواره مع «الوطن» بأنها نظيفة.. والسؤال هل تعبير نظيفة مفرح وإيجابى، أم سيراه البعض دليلا على غياب المنافسة تقريبا؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات فنية على «الشيوخ» ملاحظات فنية على «الشيوخ»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon