توقيت القاهرة المحلي 10:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل انتهت المعركة؟

  مصر اليوم -

هل انتهت المعركة

بقلم : عماد الدين حسين

خلال الأيام الماضية ظهرت فى أكثر من برنامج تليفزيونى، وكان هناك سؤال تكرر كثيرا هو: هل انتهت المعركة مع الإرهابيين والمتطرفين بالانتصار عقب المظاهرات الضخمة يوم الجمعة الماضى فى مدينة نصر تأييدا للرئيس عبدالفتاح السيسى والحكومة؟!
كنت أتمنى أن تكون الإجابة هى نعم، لكن للأسف فالمعركة مستمرة وطويلة وتحتاج إلى أدوات وآليات وسياسات متنوعة، وليس فقط تجميع الآلاف أو حتى ملايين الناس فى كل الميادين؟!
بالطبع التجمعات والتظاهرات الشعبية المؤيدة مهمة، لكنها لا تحسم المعركة مع الإرهابيين بمفردها. هى أداة لتثبيت انطباع، أو تعزيز موقع أو تغيير فكرة أو بعث رسالة أو لإظهار موقف. فما بالك حينما لا يكون كل المتظاهرين من الإرهابيين، بل من مواطنين عاديين، لهم مطالب اقتصادية واجتماعية، تخص أحوالهم المعيشية؟
ما سبق ليس رأيى فقط ولكن وجدته فى تقرير بالصفحة الثالثة من جريدة الدستور فى عددها يوم أمس الأول الثلاثاء الماضى.
فى هذا التقرير قرأت للباحث أحمد عطا قوله: «إذا كان البعض يظن أن إحباط خطة تنظيم الإخوان للتظاهر يوم الجمعة الماضية، هو آخر المطاف، فهو مخطئ، لأن التنظيم لديه خطط ممنهجة لاستهداف مصر بشكل مرحلى».
نفس الأمر كرره بصيغة أخرى سامح عيد، وكذلك منير أديب، الذى قال إن الإخوان سوف يستمرون فى محاولات الحشد، حتى لو بأعداد ضئيلة للوصول إلى الهدف النهائى بإسقاط الدولة.
اللواء مجدى البسيونى مساعد وزير الداخلية السابق قال أيضا إن الجماعة تعتمد منهجا يتمثل فى إنهاك الشرطة عبر تنظيم مظاهرات متفرقة. نفس الفكرة كررها الدكتور خالد عكاشة رئيس المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، الذى قال إن فشل مظاهرات الجمعة الماضى للإخوان لا يعنى أن خطط التنظيم قد انتهت.
ما ورد فى تقرير «الدستور» صحيح إلى حد كبير. ومن المنطقى أن تحاول جماعة الإخوان بكل الطرق قلب الطاولة على الحكومة.
هى تفعل ذلك منذ أن أخرجها الشعب المصرى من الحكم فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وهى ستواصل فعل ذلك، طالما كان ذلك ممكنا بالنسبة لها.
الجماعة لا تخفى ذلك، بل تستخدم كل منصاتها خصوصا الإعلامية من أجل أن تستمر فى المشهد، مدعومة فى ذلك بقوى إقليمية ودولية، تختلف بصورة كاملة مع نظام الحكم الموجود فى مصر.
الجماعة تعرضت لضربات شديدة جدا من أجهزة الأمن أثرت فى عمودها الفقرى، لكنها لم تنته كما يعتقد كثيرون. هى تعودت على الاستمرار فى المحن والشدائد من عام ١٩٥٤ و١٩٦٥ نهاية بـ ٢٠١٣.
الضربات الأمنية تؤلمها جدا، لكن الذى سيؤثر فيها هو وجود نموذج فكرى يعيد تقديم الفكر الإسلامى فى قالب مستنير يتوافق وحقائق العصر الجديد.
المعركة لم تنته، وهى مستمرة كما قال الخبراء، لكن جميعهم يركز الآن على الجانب الأمنى فقط للأسف.
الفكرة الجوهرية التى يراهن عليها الإخوان، كما أشار أكثر من خبير، هى إنهاك الدولة ومؤسساتها، سواء كانت شرطة أو قوات مسلحة أو حكومة، ثم المجتمع بأكمله، ظنا أن ذلك، سيقود إلى إسقاط الحكومة والنظام أو يدفع الشعب ليثور عليهم، وتعود الجماعة للمشهد.
الجماعة فعلت ذلك أكثر من مرة طوال السنوات الماضية، وتتذكر عمليات اغتيال القضاة والضباط، واستهداف محولات وأبراج الكهرباء.
قد يسأل البعض: ولكن الجماعة تفعل ذلك منذ ٢٠١٣ فما هو الجديد؟!
نعم السؤال صحيح، وتفسيره أن الجماعة وصلت إلى قناعة بأنها فشلت بامتياز فى كل محاولاتها، لعدم وجود غطاء شعبى، حتى لو كان محدودا لدعم محاولاتها.. فما الذى استجد؟!
الذى استجد وشجّع الجماعة فى الفترة الأخيرة، هو وجود حالة من الغضب والاستياء بين بعض الفئات والطبقات، بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتلك هى الثغرة التى نفذ منها الإخوان لمحاولة العودة للشارع أو للمشهد السياسى.
وبالتالى فإذا كان الرد على سؤال هل انتهت المعركة أمنيا، هو لا. فما بالك حينما يكون السؤال هو: هل انتهت المعركة اقتصاديا واجتماعيا؟!!
وبالتالى يصبح النقاش الحقيقى هو السؤال الآتى: كيف سيحاول الإخوان الاستفادة من المشكلة الاقتصادية، وما هو المطلوب من الحكومة أن تفعله لمنعهم من ذلك؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل انتهت المعركة هل انتهت المعركة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:27 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفكار لجعل المطبخ عمليًّا وأنيقًا دون إنفاق الكثير من المال

GMT 22:21 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

عباس النوري يتحدث عن نقطة قوة سوريا ويوجه رسالة للحكومة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 19:37 2024 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مصر تُخطط لسداد جزء من مستحقات الطاقة المتجددة بالدولار

GMT 13:21 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الأهلي يتعاقد مع "فلافيو" كوم حمادة 5 سنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon