توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فاتورة الحرب.. مدفوعة مقدمًا!

  مصر اليوم -

فاتورة الحرب مدفوعة مقدمًا

بقلم - عماد الدين حسين

إذا كانت الولايات المتحدة تؤكد كل لحظة فى الأيام الأخيرة أنها لا تريد حربا مع إيران، ولا ترى احتمال نشوب حرب، فلماذا هذا التصعيد، ولماذا تسريب القصص والروايات ومنها تحريك ١٢٠ ألف جندى امريكى إلى منطقة الشرق الأوسط؟!

المشكلة أن السيناريو الذى نشاهده حتى الآن شديد الركاكة، ومفكك، و«بلدى قوى»، وصانعوه لم يكلفوا أنفسهم، حتى عناء بذل جهد قليل لإحكام الحبكة، من أجل إقناع جمهور المشاهدين بالمسرحية المعروضة!

بالطبع هناك شق موضوعى فى الأمر يتعلق بالصراع الأمريكى الإسرائيلى الخليجى من جهة، وإيران من جهة أخرى، منذ قرر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلغاء الاتفاق الغربى مع إيران فى مايو ٢٠١٨، وفرض عقوبات على إيران، تم تشديدها أوائل الشهر الحالى، وتهدف لمنع إيران من تصدير النفط تماما وإيصاله إلى «الصفر».

ومع بدء تنفيذ هذه العقوبات المشددة، بدأت إيران تهدد بعدم السكوت، وإغلاق مضيق هرمز، بل واستهداف المصالح الأمريكية، ومصالح حلفائها فى المنطقة.

إلى هنا، والأمور تبدو منطقية، وشهدنا مثلها كثيرا فى الماضى، لكن فجأة تم الإعلان عن تعرض أربع سفن تجارية إماراتية قرب ميناء الفجيرة للتخريب، وفى اليوم الثانى، تم الإعلان عن تعرض سفينتين سعوديتين قبالة سواحل الإمارات للتخريب.

فى اليوم الثالث، تبنى الحوثيون فى اليمن الهجوم على محطتين نفطيتين فى محافظتى عفيف والدوادمى فى العمق السعودى بسبع طائرات مسيرة.

فى اليوم الرابع سربت صحيفة النيويورك تايمز أن القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكى باتريك شاناهان، قدم خطة مطورة إلى الرئيس الأمريكى تتضمن إرساله ١٢٠ ألف جندى إلى الشرق الأوسط، فى حال هاجمت إيران قوات أمريكية، أو سرعت العمل لإنتاج أسلحة نووية، وذلك بناء على طلب التيار المتشدد فى الإدارة الأمريكية الذى يقوده مستشار الأمن القومى جون بولتون، الذى سبق وطلب نفس الطلب من إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش الابن لكن الاخير رفض. المهم وبعد أن وصلت رسالة الـ120 ألف جندى إلى من يهمهم الامر فقد نفتها الإدارة الامريكية!!!

فى اليوم الخامس اتهمت مصادر أمريكية إيران وعملاءها وحلفاءها بتخريب السفن الإماراتية والسعودية، لكن طهران ردت واتهمت إسرائيل بذلك، حتى توفر ذريعة للتصعيد.

فى كل الأحوال لن تنشب حرب فى المنطقة غدا أو بعد غد، حتى لو كانت هناك نوايا لذلك. ولكى تصل القوات والمعدات الأمريكية للمنطقة، وتتخذ أوضاعها القتالية، فهى تحتاج شهورا، وعلينا أن نتذكر السيناريو الذى تم قبل غزو أمريكا وبريطانيا للعراق فى مارس ٢٠٠٣.

لكن الملفت للنظر هو التأكيد الأمريكى المستمر على أن واشنطن لا تريد حربا، وآخر من أكد ذلك، كان جاريث ماركيز المتحدث باسم مجلس الأمن القومى، حينما قال إن «الرئيس ترامب كان واضحا بأن بلاده لا تسعى لنزاع عسكرى مع إيران، وهو مستعد لإجراء محادثات مع القيادة الإيرانية، لكن خيار طهران طوال ٤٠ عاما كان اللجوء للعنف».

إذا كان الأمر كذلك، فلماذا التصعيد الراهن ومن الذى سوف يستفيد منه؟!
إسرائيل هى المستفيد الأكبر. وهناك تقديرات كثيرة تقول إن الولايات المتحدة تقوم بالتصعيد إلى حافة الهاوية ليس من أجل الحرب، التى لا يفضلها ترامب، لكن من أجل جر إيران إلى مائدة تفاوض جديدة، تقدم خلالها ثمنا أكبر لأمريكا وإسرائيل والمنطقة، لا يتضمن المزايا التى حصلت عليها فى الاتفاق الذى وقعته مع الغرب فى عام ٢٠١٥، وألغاه ترامب من طرف واحد العام الماضى.

وظيفة ومهنة ترامب السابقة كسمسار عقارات ترجح التحليل السابق، هو تحليل قد يكون صحيحا، لكنه لا يستبعد إطلاقا تطور الأمور إلى حرب واسعة، أو حتى بالوكالة. خصوصا أنه صار معروفا أن الولايات المتحدة لن تتكلف مليما أو سنتا واحدا فى أى حرب تخوضها فى المنطقة. سيكون صراعا أو حربا مدفوعة مقدما بالكامل، فإذا كان ترامب يستفز ويهين العديد من الدول الكبرى فى العالم أكمله، خصوصا الخليج ويطلب ثمن الحماية، فما بالكم حينما يرسل جنودا وعتادا للمنطقة؟!

فى كل الأحوال على العرب أن يعيدوا قراءة المشهد، وألا يكرروا خطأ سيزيف القاتل فى الاسطورة الإغريقية الشهيرة، حينما كان يصعد إلى أعلى التل المدبب حاملا الصخرة، فتسقط منه ثم يهبط ليصعد بها مرارا وتكرارا، بعد أن أصابته اللعنة الأبدية!

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع       

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاتورة الحرب مدفوعة مقدمًا فاتورة الحرب مدفوعة مقدمًا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon