توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اقتراحات لمواجهة التعنت الإثيوبى

  مصر اليوم -

اقتراحات لمواجهة التعنت الإثيوبى

بقلم: عماد الدين حسين

ما هى الحلول والبدائل المتاحة أمام مصر فى حالة أصرت الحكومة الإثيوبية على موقفها المتعنت، ولم تستجب للشواغل المصرية الأساسية بشأن سد النهضة، خصوصا زيادة عدد سنوات ملء خزان السد؟!.
أتصور أن الحكومة المصرية ناقشت الموضوع بصورة تفصيلية، والمنطقى أن يكون لديها حزمة متنوعة من البدائل.
أحاول الاجتهاد فى إلقاء الضوء على هذا الملف الشائك عبر بعض الافكار والمقترحات. وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر الشباب الأخير، فإنه فى كل الأحوال سيكون هناك قدر من الإضرار لمصر، وسنقبلها بشرط أن تكون فى استطاعتها.
للأسف فإن بعضنا لا يزال يعتقد بوجود حلول فورية للمشكلة، رغم أنها ليست وليدة اليوم أو حتى امس. هى مشكلة مستمرة منذ عقود طويلة، والفارق الوحيد أن إثيوبيا تحركت من طرف واحد فى إبريل ٢٠١١، لاقتناعها أننا غير قادرين على الرد عليها بحسم.
ورغم كل ما جرى فالبدائل لدى مصر كثيرة، ويخطئ من يتصور العكس، شرط أن نحسن طريقة استخدامها.
يرى البعض أن الحكومة المصرية أخطأت، حينما لم تتحرك منذ سنوات ضد مماطلة الحكومة الإثيوبية. لكن هناك وجهة نظر تقول إن هذا الانتظار المكلف جدا، أعفى الحكومة المصرية من أى اتهامات بالتربص بإثيوبيا. حينما أعلنت إثيوبيا نيتها بناء السد، تحركت مصر دوليا لاقناع الدول الكبرى والمؤثرة بخطورة السد، لكن غالبية هذه الدول كانت تقول لمصر: «إثيوبيا دولة نامية ومتعاونة وتعلن دائما أنها لن تضر بمصالحكم فلماذا افتراض سوء النية!».
الآن الصورة تغيرت وعلى مصرية معاودة التحرك الدولى واسع النطاق والاتصال بكل دولة او منظمة اقليمية أو دولية، يمكنها اقناع إثيوبيا بتغيير موقفها المتصلب.
القضية ليست «عركة فى حارة» كما يعتقد بعض البسطاء. هى معركة طويلة ومعقدة، وتحتاج لبناء رأى عام دولى داعم لموقفنا. علينا أن نشن حربا دبلوماسية شاملة. وأن نوظف كل علاقاتنا الدولية، لإقناع العالم بعدالة قضيتنا.
سيقول البعض ايضا: «ولكن إثيوبيا لن تكترث لكل ذلك، وهى تحاول فرض أمر واقع». قد يكون ذلك صحيحا، لكن فى مثل هذه القضايا، فإن بناء الموقف الدولى الداعم مسألة فى غاية الأهمية. قد تكون هناك دول تدعم إثيوبيا سرا أو علنا، لكن مرة أخرى من المهم أن ننقب خلف كل حجر، لتغيير هذه المواقف المناوئة.
بعد أن نفعل ذلك أو بالتوازى معه، علينا أن نقنع إثيوبيا بكل الطرق الممكنة أن تعنتها سيكلفها الكثير.
علينا أن نبذل جهدا مماثلا مع دول حوض النيل، حتى لو كان معظمهم وقع على اتفاقية عنتيبى. نقول لهم نحن مع حقكم فى التنمية، ولكن لن نقبل أى مساس بحقوقنا.
هناك بديل مهم أيضا هو إقناع الدول العربية، أن ترسل رسالة واضحة لإثيوبيا، بأنها ستوقف كل استثماراتها الأساسية لديها، إذا لم تقبل الحل الوسط والعادل للقضية.
للأسف فإن بعض الدول العربية اتخذت مواقف مخجلة فى هذا الصدد. بعضها بحث عن مكاسب استثمارية سريعة فى إثيوبيا، وبعض الشركات العربية عملت مباشرة فى السد. والبعض ربما يكون دعم إثيوبيا لكى «تقرفنا وتنكد علينا»!.
يمكننا أن نقول لبعض هذه الدول: «عليكم أن تختاروا بيننا وبين إثيوبيا، حتى يتم حل المشكلة». اعرف أن ذلك ليس سهلا، ولا يمكن تطبيقه على كل الدول، خصوصا الكبرى، لكن علينا أن نستخدم كل إمكانياتنا لشن هجوم دبلوماسى على أديس أبابا، حتى تعود لصوت العقل.
داخليا على الأجهزة المختلفة التى تتابع هذا الملف، أن تجلس مع كل العقول المصرية ذات الخبرة بإثيوبيا وحوض النيل. أتابع أحيانا مناقشات لمجموعة مغلقة تضم سفراء وخبراء متقاعدين، يقدمون اقتراحات مهمة جدا فى قضايا وطنية مختلفة، منها سد النهضة، أتمنى أن يتم الاستماع لأفكارهم.
أحد البدائل الأخرى إذا استمر التعنت الإثيوبى أن نعلن سحب توقيعنا على إعلان المبادئ الصادر فى مارس ٢٠١٥. نحن وقعنا عليه بحسن نية شديد كى نثبت جديتنا فى بدء صفحة جديدة. لكن إذا هى أصرت على المماطلة، فعلينا أن نلقى الكرة فى وجهها. سيقول البعض: ولكن كل البدائل والاقتراحات السابقة مجرد كلام لا يسمن ولا يغنى من جوع، والحل العملى هو استخدام القوة العسكرية.
لست خبيرا عسكريا أو استراتيجيا، لأفتى فى هذا الموضوع، لكن أراه كلاما فى غاية الخطورة والتهور. والحل أن نترك هذا الكلام للخبراء الفعليين، فهم الأقدر على تقييم أى تحرك. لكن فى كل الأحوال علينا أن نرسل رسالة واضحة لإثيوبيا، بأننا نمد أيدينا لها بكل قوة للتعاون، وإذا كانت الإجابة هى الرفض.. فعليها أن تتحمل العواقب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اقتراحات لمواجهة التعنت الإثيوبى اقتراحات لمواجهة التعنت الإثيوبى



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon