جيسون جرينبلات هو المبعوث الأمريكى لما يسمى بـ«مفاوضات السلام فى الشرق الأوسط»!!!. لا نعرف عن أى سلام بعث به أو له جرينبلات، الشىء الوحيد الذى نراه هو العدوان الإسرائيلى المستمر والمتنوع على فلسطين والفلسطينيين!!!.
جرينبلات محام أمريكى مولود عام 1967، وهو يهودى أرثوذكسى، وابن لاجئين يهود هنغاريين.. يعيش فى تينيك، نيوجيرسى، مع زوجته وستة أطفال. وكان نائب الرئيس التنفيذى وكبير الموظفين القانونيين لدونالد ترامب ومنظمة ترامب، ومستشاره بشأن إسرائيل. وفى يناير 2017، عينه ترامب مساعدا للرئيس والممثل الخاص للمفاوضات الدولية.
فى اخر الشهر الماضى نشرت نوعا لانداو الصحفية فى «هاآرتس» العبرية، فيديو لمجموعة من اليهود بينهم جرينبلات وهم يؤدون طقوسا يهودية احتفالية فى كنيس بالعاصمة البحرينية على هامش افتتاح «ورشة المنامة» .
فى الكنيس الصغير فى المنامة، غنى جرينبلات ومعه مجموعة من اليهود الآخرين: «شعب إسرائيل حى»!!.
جرينبلات يهودى وهذا أمر لا يشينه، فاليهودية ديانة سماوية مثلها مثل الإسلام والمسيحية، وهناك يهود كثير اتخذوا موقفا محترما وإنسانيا من البلطجة الصهيونية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والعرب.
لكن السيد جرينبلات ينسى فى أحيان كثيرة أنه أمريكى وليس إسرائيليا، بل إنه يتصرف فى مرات كثيرة، ليس فقط باعتباره إسرائيليا، بل ومن عتاة الصهاينة المتطرفين.
هو رأس حربة فى مثلث الشر ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين مع كل من جاريد كوشنر زوج بنت دونالد ترامب، وديفيد فريدمان سفير أمريكا لدى إسرائيل.
مواقف الثلاثة منذ مجيئهم مع إدارة ترامب أشد تطرفا بمراحل من مواقف كثير من الأحزاب والقوى والشخصيات الإسرائيلية مثل حزب العمل وميرتس، بل ومن مواقف داخل حزب الليكود.. فى مرات كثيرة نشعر أن جرينبلات وزميليه يزايدون على مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف بنيامين نتنياهو نفسه!!.
آخر مواقف جرينبلات الصهيونية كانت ليلة الجمعة قبل الماضية، حينما قال بأن إسرائيل ضحية للنزاع مع الفلسطينيين، ولم ترتكب أخطاء بحقهم!!!.
كلام جرينبلات جاء فى حوار مع شبكة «P.B.S» الإخبارية الأمريكية، جاء فيه: «إن إسرائيل تتعرض لهجمات متكررة، ولاتزال منذ تأسيسها، وأنه لا يتذكر حالة واحدة أخطأت فيها إسرائيل، أو تجاوزت سلطتها، وحتى إذا كانت هناك أخطاء، فإن تل أبيب تفعل كل ما بوسعها لإصلاحها. مبعوث ترامب يرفض استخدام مصطلح المستوطنات، بل يفضل مصطلح «البلدات والضواحى، والضفة ليست محتلة، بل هى أرض متنازع عليها».
يمكن للإنسان أن يقول بضمير مستريح بأن هذا الدبلوماسى الأمريكى بز وفاق كل عتاة الصهاينة وانحيازهم الأعمى لإسرائيل، رغم أنه نظريا يحمل الجنسية الأمريكية.
مرة أخرى فإن مواقف بعض الدبلوماسيين والمسئولين والإعلاميين الإسرائيليين أكثر تقدما واعتدالا، حينما نقارنهم بهذه النوعية من المسئولين الأمريكيين!!!.
لن نناقش ما قاله جرينبلات عن أن إسرائيل ضحية، لأن أى مناقشة موضوعية، ستكون ضد العقل والمنطق. فحينما يصبح الاحتلال ضحية ويتحول ليكون هو المحتل والجانى، فأى منطق يمكن أن نحتكم إليه؟!.
كنا نعتقد أن الرؤساء الأمريكيين السابقين أمثال جورج بوش الابن أو دونالد ريجان أو جونسون أو نيكسون هم الأكثر انحيازا لإسرائيل، ثم فوجئنا بأنه بعضهم يمكن تصنيفهم باعتبارهم «قوميين عربا» مقارنة بفريق ترامب وحواريه!!.
يتحدث جرينبلات عن الواقعية ويطالب الفلسطينيين بأن يكونوا واقعيين، والحقيقة أنه يطلب منهم أن يكونوا وقوعيين أو «واقعين» بالتعبير العامى المصرى.
الآن فهمنا جيدا سر تخوفات الفلسطينيين وغالبية العرب مما يسمى بصفقة القرن التى يرعاها جرينبلات وكوشنر وفريدمان.