توقيت القاهرة المحلي 20:07:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لجنة لتقصى حقائق ما حدث

  مصر اليوم -

لجنة لتقصى حقائق ما حدث

بقلم : عماد الدين حسين

أتمنى مخلصا أن يخضع ما حدث من تطورات طوال الأيام الماضية إلى الفحص والتدقيق والمراجعة من قبل أجهزة الدولة المختلفة، حتى يتم استخلاص الدروس والعبر الصحيحة، بحيث نرمم ونصلح ونعالج ما يحتاج إلى الترميم والإصلاح والعلاج.
أتمنى أن تكون هناك جهة أو هيئة أو لجنة أو خلية أزمة تضم خبراء فى كل المجالات ذات الصلة، تدرس ما حدث بهدوء ووضوح وعمق وصراحة، حتى تصل إلى نتائج تشرح وتفسر وتحلل وتجيب على عدة اسئلة اهمها: «ما الذى حدث، ولماذا والأهم كيف يمكن علاجه؟».
لو جاز لى أن اقترح فإن البداية الصحيحة للتعامل مع ما حدث، ألا يتم اعتباره من تدبير وتنفيذ الإخوان والمتآمرين والمتربصين فقط!.
لو حدث ذلك فسوف يكون خطأ كبيرا. لا ينكر إلا أعمى دور الإخوان التخريبى، منذ سقوطهم فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، حتى هذه اللحظة، وبعضهم اعترف وتباهى بالعنف والإرهاب والاغتيالات، بل وتخريب محطات وأبراج الكهرباء، ولا ينكر إلا أعمى تشجيع الإخوان الأخير للتظاهرات، ومحاولاتهم المستميتة لاستغلالها وركوبها بأى صوة من الصور، ولا ينكر الا اعمى المسافة القصيرة جدا التى صارت تفصل بين الاخوان وبقية التنظيمات المتطرفة خصوصا داعش والقاعدة.
الإخوان يحرصون على التظاهر والعنف منذ أول يوم لخروجهم من السلطة، فلماذا فشلوا فى كل مرة، ونجحوا هذه المرة، رغم التقارير المتعددة التى تقول إنهم فى حالة تراجع كامل؟!
كنت أتمنى أن يكون الإخوان فقط هم من حرضوا وشاركوا فى الأحداث الأخيرة. لو كان الأمر كذلك، لاعتبرناه مجرد محاولة أخرى يائسة، للعودة إلى المشهد السياسى، لكن الخبر السيئ أن قطاعات أخرى مختلفة شاركت فى التظاهر.
طبقا لمشاهدات ومؤشرات واعتراف المقبوض عليهم فإنهم ليسوا جميعا من الإخوان. هناك بعض المغرر بهم، وهناك الذين دهسهم قطار الإصلاح الاقتصادى والفئة الأخيرة يفترض أن يتم التوقف عندها كثيرا لدراسة مغزى ما حدث. وفى بيان المستشار حمادة الصاوى النائب العام يوم الخميس الماضى، جاء أن بعض المقبوض عليهم اعترفوا بأنهم شاركوا، بسبب سوء أحوالهم المعيشية.
المهمة الأساسية للجنة تقصى الحقائق المقترحة أن تضطلع على كل ما يتعلق بالمظاهرات الأخيرة والمشاركين فيها خصوصا، الخلفيات الاجتماعية والوظيفية والطبقية والفئات العمرية والمناطق الجغرافية وحجم المشاركين، وأن يتم تحليل ذلك بصورة علمية باردة، حتى يمكن استخلاص النتائج، لتلافى الأسباب وعلاجها.
من شاهد فيديوهات بعض المظاهرات التى خرجت فى الأسبوع الماضى، سوف يكتشف وجود فئات عمرية صغيرة جدا، بعضها لم يكن ولد أثناء ثورة ٢٥ يناير، وبعضها عمره لم يتجاوز السنوات العشر فى نفس التاريخ. وكانت هتافاتهم عفوية أو اقتصادية وليست أيديولوجية كتلك التى يهتف بها الإخوان.
سيقول قائل إن الإخوان تقمصوا دور مواطنين عاديين واستغلوا الأزمة الاقتصادية، قد يكون ذلك صحيحا، والسؤال: اليست هذه الحالة هى ما يعانى منها الكثير من المصريين وبالتالى ستكون قابلة للتكرار؟!
الرجاء الحار لكل من سوف يتصدى لهذه المهمة هى ألا يكون الحل قاصرا فقط على الجانب الأمنى. نقدر تماما دور أجهزة الأمن سواء كانت قوات مسلحة أو شرطة، فى التصدى للمخربين والإرهابيين والمتطرفين، والتضحيات الكبيرة التى قدموها، واخرها ما حدث فى كمين التفاحة ببئر العبد يوم الجمعة الماضى.
دور الأمن مهم جدا فى فض مظاهرة أو مداهمة بؤرة تطرف وإرهاب او الوقاية من اعمال العنف والتخريب، لكن فى مثل هذه المظاهرات التى تخرج من الحوارى والقرى والمناطق الشعبية والحضرية، يستلزم أن يكون هناك دور مكمل ومختلف للسياسة والسياسيين.
بعد أن نشكر رجال الأمن على جهدهم وسهرهم وتعبهم فى حفظ الأمن والاستقرار، ينبغى أن نطالب السياسة والسياسيين بالتقدم لمعالجة بعض أوجه الخلل التى تشجع على الانفلات والفوضى وتقديم بدائل لها، حتى لا يتم استخدام المشكلة الاقتصادية كحجة لكل متظاهر أو غاضب، والأهم ألا يتم استخدامها كسلاح فى يد المتطرفين والإرهابيين.
نحتاج إلى دراسة دقيقة وهادئة لكل ما حدث وليكن الشعار: «رب ضارة نافعة».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لجنة لتقصى حقائق ما حدث لجنة لتقصى حقائق ما حدث



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 09:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يفتح آفاقا جديدة في علاج سرطان البنكرياس

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:54 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أغنياء المدينة ومدارس الفقراء

GMT 09:59 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

GMT 10:29 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

شريف مدكور يُعلن إصابته بفيروس يُصيب المناعة

GMT 12:37 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

طبيب الأهلي يعلن جاهزية الثلاثي المصاب للمباريات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon