توقيت القاهرة المحلي 07:52:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مطلوب محاكمة من سمحوا بإهدار حقوق الدولة

  مصر اليوم -

مطلوب محاكمة من سمحوا بإهدار حقوق الدولة

بقلم - عماد الدين حسين

لو أن شخصا قام ببناء عقار أو منشأة مخالفة، وقامت السلطات المختصة باتخاذ إجراء رادع وسريع ضده، فالمؤكد أن غيره سيفكر تريليون مليون قبل أن يحاول تكرار نفس السلوك.
أقول هذه السطور كبداية لمناقشة ما طالب به الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح الأربعاء الماضى، بتنفيذ القانون على الجميع، وعدم الخوف من المخالفين، وذلك خلال افتتاحه المرحلة الثانية من مشروع تطوير منطقة غيط العنب بالإسكندرية «بشاير الخير ٢».
الرئيس قال نصا: «مطلوب تحصيل كل جنيه مستحق للدولة وهذا الوضع لا يرضى الله، ومش هيمشى معايا الوضع كده فى أى حتة فى مصر، وأنا زعلان على حالنا، لأن هناك أناسا يستبيحون أموال الدولة ومنهم من يذهب للحج والعمرة كل عام».
أوافق الرئيس تماما على ما قاله فى الإسكندرية، ولا أعتقد أن هناك عاقلا يمكن أن يختلف مع هذا الطرح، لكن السؤال الجوهرى هو: كيف يمكن ترجمة وتطبيق كلام رئيس الجمهورية على أرض الواقع؟
الرئيس خلال حديثه طالب المسئولين بتنفيذ القانون على الجميع. والسؤال هل يحدث ذلك؟!
الإجابة ببساطة هى لا. وللأسف فإن القانون يطبق على ناس، ولا يطبق على آخرين وتلك هى المأساة.
القانون موجود وكاف ولا يحتاج إلى تشديد، هو يحتاج فقط إلى تطبيق على الجميع. ونسأل مرة أخرى ولماذا لا يتم ذلك؟ الإجابة ببساطة، مرة أخرى، لأن هناك تواطؤا واضحا بين المخالفين وبين من يقوم بتطبيق القانون.
الرئيس تحدث عن عدم تحصيل الدولة لنحو ٤٠٠ مليون جنيه من مشروعات بالإسكندرية وهنا نسأل: هل يجرؤ أى شخص على عدم سداد حقوق الدولة، إلا إذا كان يحتمى خلف مسئول آخر، استفاد منه بصورة أو بأخرى أو جامله لسبب أو لآخر؟!
نعلم جميعا آلية الفساد وحجمه الرهيب المستشرى فى المحليات.
والمثال الأبرز على ذلك هو فساد الأحياء. لا يوجد تقريبا برج أو عمارة مخالفة اقيمت وارتفعت وترسخت إلا بوجود مسئول فاسد أو مرتشٍ أو مات ضميره سمح بها.
أتذكر أن الحكومة وأجهزتها المختلفة هدمت وأزالت برجا سكنيا بالقاهرة قبل سنوات، كان يملكه مسئول مهم، وبعدها توقفت عملية البناء المخالف لفترة، لكنها عادت مرة أخرى، حينما شعر الفاسدون بأن الجو موائم لاستئناف عملهم!
نعلم جميعا مثال موظف الحكومة الذى يذهب لإزالة عقار مخالف مبنى على أرض زراعية، ثم يكتفى بإزالة حائط فقط، بعد ان يكون قبض المعلوم، ثم يستمر البناء المخالف ويعلو وتدخل اليه كل المرافق، وهكذا دواليك. 
الشخص العادى يخالف القانون حينما يدرك انه لن يعاقب. هو يركن سيارته فى الممنوع لأن شخصا آخر قبض نظير هذه المخالفة، ولا يسدد قسط شقة الدولة، لوجود مسئول آخر يحميه، ولا يجدد رخصة سيارته أو أى رخصة أخرى لأنه يدرك أحيانا أنه سيفلت بجريمته مقابل رشوة هنا أو هناك.
بالطبع نلوم المواطن المخالف والذى يقبل أن يأكل الحرام، وبعض الناس للأسف مجبولة على التهرب من المسئولية ومن أداء الواحب. لكن اللوم الأساسى ينبغى أن يوجه إلى المسئولين عن تطبيق القانون، الذين يحمون هذا الفساد. 
تخيلوا لو بحثنا وراء المستفيد من كل عمارة مخالفة، أو عدم تحصيل مستحقات للدولة فى هذا المرفق أو تلك المنشأة؟! سوف نكتشف وقتها خريطة واضحة لعمليات الفساد المنظم التى جرت فى مصر طوال الحقب الماضية. 
من السهل مثلا أن نعرف من الذى استفاد من الرشاوى المقننة فى البناء العشوائى. ومن السهل أن نعرف كيف تم تبوير مئات الآلاف من الأراضى الزراعية والبناء المخالف عليها، أو كيف تفاقمت عملية عدم سداد حق الدولة فى العديد من المرافق خصوصا المياه والكهرباء والغاز.
نعم هناك إهمال وفوضى وأزمات اقتصادية ومعيشية دفعت بعض الناس لعدم سداد مستحقات الدولة، لانهم لا يملكون مالا، لكن المجرم الرئيسى فى هذا الأمر لم يكن المخالفين فقط، لكن من سمح لهم بارتكاب المخالفات. ونكرر مرة أخرى المثل الشعبى القائل «من أمن العقوبة أساء الأدب»!.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطلوب محاكمة من سمحوا بإهدار حقوق الدولة مطلوب محاكمة من سمحوا بإهدار حقوق الدولة



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon