توقيت القاهرة المحلي 04:57:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إسرائيل وتركيا.. ودبلوماسية القوة الغاشمة

  مصر اليوم -

إسرائيل وتركيا ودبلوماسية القوة الغاشمة

بقلم: عماد الدين حسين

سؤال: ما الذى يدفع إسرائيل ومعها حليفها الأمريكى، أن تقدم أى تنازل للعرب والفلسطينيين؟!!. سيجيب البعض فورا: عليها أن تفعل ذلك انفاذا وتطبيقا للشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة وللمواثيق والقواعد الاخلاقية؟!، ولمن لا يزال يصدق ذلك، ويتعامل على اساسه أقول: استيقظوا يرحمكم الله، من سباتكم العميق، فتعبير الشرعية الدولية، لا يستخدمه الاقوياء لفرضه بالقوة، او الضعفاء لانهم لا يملكون غيره، وللأسف، فإن العلاقات الدولية كانت وماتزال وستظل قائمة على لغة القوة، ولا بأس بدعمها بالشرعية الدولية إذا توافرت.
سؤال آخر للعائشين فى سراب الشرعية الدولية؟!
الأمم المتحدة أصدرت مئات القرارات الدولية لصالح فلسطين وشعبها، ومجلس الأمن الدولى أصدر عشرات القرارات الملزمة لصالح العرب وضد إسرائيل، لكن الأخيرة لم تنفذ أى قرار.. فما السبب فى ذلك؟!
مرة أخرى، هى لا تنفذ، لأنها لا تشعر، أنها ستدفع ثمنا باهظا لذلك. أو أن فوائد عدم التنفيذ أكبر بكثير من أضرار عدم التنفيذ!.
سؤال ثالث: إسرائيل تعربد كل يوم فى المنطقة، تقصف سوريا ليل نهار، فلماذا تفعل ذلك، وهى تدرك تماما أن القانون الدولى يمنعها من الاعتداء على دولة ذات سيادة؟!
الإجابة لأنها سياسيا مستفيدة من الحرب الأهلية فى سوريا، وتدعم بعض الأطراف الإرهابية، وحينما بدأ النظام يتعافى، قررت أن تضرب قواعد ومعدات وأسلحة الجيش السورى وهى تدرك تماما أن هذا الجيش غير قادر على الرد بالمثل، لأنه مشغول ومنهك فى الحرب ضد الإرهاب، لكن الأهم أن إسرائيل تدرك أنه لا توجد قوة توقفها عن الاعتداء على سوريا.
سؤال رابع: لماذا غزت القوات التركية شمال شرق سوريا خلافا لكل المواثيق الدولية، ومعارضة شاملة من كل الدول ما عدا قطر وجماعة الإخوان؟!
الإجابة هى أن تركيا تنفذ نفس الطريقة الإسرائيلية متذرعة بأنها تحارب تنظيمات كردية انفصالية موجودة على حدودها مع سوريا.
سؤال خامس: لماذا قامت تركيا باحتلال مساحات واسعة من محافظة أدلب السورية، وتمنع قوات الجيش السورى من تحرير هذه المنطقة من الإرهابيين الذين تدعمهم تركيا علنا. أليس ذلك مخالفا للشرعية الدولية ؟!
الإجابة هى نفس إجابة السؤال السابق: لكن فى حالة إدلب، فإن المبررات التركية واهية جدا. هى تتجرأ على السيادة السورية وتحتل الأرض وتدعم الإرهاب، بل ويتبجح رجب طيب أردوغان، ويمهل الحكومة السورية شهرا لسحب قواتها من مناطق التماس مع قواته فى إدلب، ويمارس عدوانه يوميا على سوريا، فى نفس التوقيت مع العدوان الإسرائيلى، وهدفهما المشترك اخضاع سوريا وتقسيمها. المأساة هنا أن غالبية الدول الغربية وأمريكا التى تقول إنها تحارب الإرهاب، لا تمنع أردوغان من حماية ودعم الإرهابيين فى ادلب!
سؤال سادس: لماذا أرسل أردوغان مرتزقته إلى العاصمة الليبية طرابلس، رغم معارضة غالبية دول العالم، ورغم تعارض ذلك مع الشرعية الدولية ورغم مقررات مؤتمر برلين الأخير؟!
الإجابة أيضا أنه منطق القوة، وغياب أى رد فعل عربى حقيقى، أو الاكتفاء بالشجب والإدانة من دون أن يتواكب ذلك مع خطط واجراءات عملية توقف التدخل التركى.
سؤال سابع: لماذا يتجرأ أردوغان على منع قبرص الشمالية من التنقيب عن الغاز فى منطقتها الاقتصادية بمياه شرق البحر المتوسط، رغم أن الشرعية الدولية مع قبرص، ولا تعترف بقبرص التركية أو الجنوبية؟!
الإجابة مرة أخرى أنه منطق القوة وفقط، وفى اللحظة التى سيدرك فيها أردوغان، أنه سيدفع ثمنا لمغامراته فى سوريا أو ليبيا أو مياه شرق المتوسط، فسوف يتوقف فورا.
أردوغان يقلد المنطق الإسرائيلى الفج، وهو دبلوماسية القوة الغاشمة، لكن هل نلوم اردوغان ونتنياهو وقادة إسرائيل إذا هم استغلوا الضعف العربى، أم نلوم أنفسنا كعرب حينما تفرقنا فصائل وتنظيمات وميليشيات وأنظمة، ورهنا أنفسنا للقوى الإقليمية أو الدولية؟
الشرعية الدولية تظل مهمة جدا، لكن من دون قوة تحميها وتنفذها فإنها للأسف بلا قيمة تذكر. وبالتالى علينا أن نتوقف عن النواح والبكاء والصراخ، مطالبين بتطبيق الشرعية الدولية، وأن نبدأ البحث عن السبل التى تجعلنا أقوياء، بحيث يحترمنا العالم، والأهم يخشانا الخصوم والأعداء. وقبل أن نتحدث عن الحق والشرعية علينا أن نسأل أنفسنا مجددا، ما الذى سيدفع إسرائيل أو يجبرها على الانصياع للشرعية الدولية، فى حين أن الفلسطينيين بهذا الانقسام المزرى والبائس والفاضح منذ عام ٢٠٠٧؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إسرائيل وتركيا ودبلوماسية القوة الغاشمة إسرائيل وتركيا ودبلوماسية القوة الغاشمة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon