بقلم: عماد الدين حسين
فى السابعة إلا الربع من صباح يوم الثلاثاء الماضى، وصلت إلى مقر الفرقة الثانية مشاة فى منطقة الهايكستب، لحضور «اصطفاف عناصر من القيادة العامة للقوات المسلحة لمجابهة انتشار فيروس كورونا»، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وكبار المسئولين.
قبل دخول مقر الفرقة تم اتخاذ كل الإجراءات الصحية الاحترازية مثل تعقيم السيارة، وأن تكون هناك مسافة لا تقل عن مترين بين الواقفين فى طابور الدخول، وقياس درجة حرارة الداخلين، وتعقيمهم.
جلسنا فى الصالون من السابعة حتى التاسعة وخلالها ثم توزيع كمامة على كل شخص، وكان هناك عرض اختيارى بسحب عينة دم من الحاضرين، للتأكد من خلوهم من الفيروس.
بطبيعة الحال فإن الجلسات الجانبية سواء بين الصحفيين، أو بينهم وبين القادة العسكريين، لم تشهد نقاشا إلا عن كورونا، وتطوراتها.
دخلنا القاعة الرئيسية وهى كبيرة الحجم وتتسع لأكثر من ألف كرسى، لكن عدد الحاضرين كانوا أقل من مائة تقريبا، ولذلك كانت المسافة بين كل مقعد وآخر أكثر من متر ونصف على الأقل، قبل الجلوس عليها كان هناك من يقوم بتعقيم المقاعد والأرضية، بل وأجهزة التكييف.
وقبل الدخول كان مطلوبا من كل مدعو، أن يرتدى الكمامة، وبعدها يتم تعقيمه، جلس الجميع فى مقاعدهم، ودخل رئيس النواب د. على عبدالعال، ود. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، ووزير الدفاع الفريق أول محمد زكى، ورئيس الأركان الفريق محمد فريد، ومعهم عدد كبير من الوزراء، وهم يرتدون الكمامة، وبعد دقائق دخل رئيس الجمهورية مرتديا الكمامة أيضا، والرسالة أن الدولة على أعلى مستوياتها تلتزم بالإجراءات الصحية الواجبة.
انتهى الجزء الأول من الحدث داخل قاعة العرض التى شهدت كلمات لرئيس هيئة الإمداد والتموين اللواء وليد حسن أبوالمجد، ووزير الدفاع ورئيس الأركان، وجوهر الكلمات الثلاثة هو أن كل إمكانيات القوات المسلحة، مسخرة لمواجهة فيروس كورونا، إضافة إلى الدور الأساسى وهو حفظ حدود البلاد وأمنها القومى، وتكرر الأمر ثانية فى طابور الاصطفاف.
وخلال هذه الكلمات عرفنا أنه تم رفع درجة الاستعداد لـ ٤٥ مستشفى عسكريا بإمكانيات ١٢٣٠٠ سرير منها ١٨٧٠ سرير رعاية مركزة، بعدد ١١٠٠ جهاز تنفس صناعى، وعدد ٢٢ مستشفى عزل، بإجمالى ٤٠٠٠ سرير، إضافة إلى تطويع ٤ مستشفيات ميدانية متنقلة بطاقة ٥٠٢ سرير، وكذلك تخصيص عدد ١١ جهاز تحليل عينات بالمعامل المركزية والمستشفيات العسكرية بإمكانيات تصل إلى ٢٢٠ عينة يوميا، وعرفنا أيضا أن القوات المسلحة تشارك فى تعقيم وتطهير العديد من المؤسسات والمنشآت العامة.
ومن كلمة اللواء مصطفى أمين، مدير جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، عرفنا أنه تم تجهيز ما يقرب من ٢٥ ألف طن من اللحوم والدواجن والأسماك المجمدة، بخلاف ١٨ ألف طن من أصناف السلع الغذائية الأخرى مثل الزيت والسكر والأجبان والبقوليات والخضراوات، وهناك ١٢٠ طنا يوميا تنتجها شركة مكرونة كوين، و٢٢ طنا من أنواع الأجبان المختلفة تنتجها يوميا شركة مصر العليا، إضافة إلى ٤٦ ألف رأس ماشية و١٣٥٠٠ رأس أغنام، أما شركة النصر للكيماويات الوسيطة فسخرت جهودها لإنتاج منتجات الوقاية والتطهير، وعرفنا أيضا أن القوات المسلحة قامت بتخزين وقود يكفى كل احتياجات البلاد لمدة عشرة أيام تحسبا لأى طارئ.
كلمة رئيس الجمهورية كان عنوانها الأساسى هو رسالة للمواطنين بأن يطمئنوا وأن الأوضاع تحت السيطرة، طالما التزم المواطنون بالإجراءات الصحية الاحترازية، وقللوا من التجمعات، هى رسالة من شقين، وأتمنى أن تصل واضحة إلى الجميع، بمعنى ألا يفهمها البعض على أساس أن المشكلة انتهت، وأن الفيروس غادر مصر مهزوما، أو أننا فى مشكلة بلا حل!!.
كان البعض قبل اللقاء يعتقد أن الدولة ستتجه لزيادة ساعات الحظر، خصوصا بعد أن تجاوزت أعداد الإصابات أكثر من ١٣٠٠ مصاب ونحو ٩٠ متوفى، لكن الرئيس قال إننا لا نريد أن نتخذ إجراء أكثر حدة على الشعب طالما أنه التزم بالإجراءات الاحترازية.
إحدى الرسائل الأساسية للرئيس أيضا هى أن مخاطر توقف الإنتاج تزيد عن مخاطر استمرار الإصابات، وهى رسالة تسعد وتريح منتجى ومصنعى القطاع الخاص، ولكن فى المقابل، فإن الرئيس طلب من القطاع الخاص، ألا يخفض من رواتب العاملين فيه أو يقوم بالتخلص منهم، وأعتقد أن هذه كانت رسالة مهمة جدا، خصوصا فى ظل أن بعض رجال الأعمال، بدأوا يلمحون إلى إمكانية الاستغناء عن العمالة أو تقليل مرتباتهم، وبالتالى فالمؤكد أن كلام الرئيس سوف يفرمل هذا التوجه.
لقاء الهايكستب كان محملا بالكثير من الدلالات والرسائل فى هذه الأيام الصعبة التى نرجو أن تمر على خير.