توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتبهوا.. لا تستنسخوا بلاك ووتر فى سوريا!

  مصر اليوم -

انتبهوا لا تستنسخوا بلاك ووتر فى سوريا

بقلم : عماد الدين حسين

 «بلاك ووتر» هذه الشركة سيئة السمعة التى ارتكبت جرائم بشعة بحق المدنيين فى العراق قبل سنوات، قد تعود قريبا للعمل فى سوريا، ولكن هذه المرة تحت لافتة «القوات العربية».

نعلم جميعا أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ألمح قبل أيام إلى انسحاب قوات بلاده «2000 جندى» من سوريا، ودعته السعودية إلى التريث فى الخروج، فطلب منهم «دفع فاتورة البقاء»، إضافة إلى إرسال قوات عربية بديلة لقوات بلاده، فرد وزير الخارجية السعودية عادل الجبير، بأن بلاده مستعدة لإرسال قوات سعودية.

غالبية التقديرات تقول إن بلدان الخليج لن ترسل قوات، لأسباب متعددة، ليس هذا مجال الخوض فيها، كما أنها لن تتمكن من إقناع بلدان عربية أو إسلامية كبرى بإرسال قوات.

قد تقنع بلدانا فقيرة بإرسال قوات رمزية، وبالتالى فإن الاحتمال الأكبر أن تقوم شركة «بلاك ووتر» بحل المشكلة، أو لنقل «تعقيد المشكلة» كما فعلت فى العراق.

ما يعزز هذا الاحتمال ما كشفته صحيفة «وول ستريت جورنال» يوم 16 إبريل الماضى، حينما قالت إن مؤسس شركة «بلاك ووتر» ايريك برينس تلقى اتصالات من مسئولين عرب كبار، بشأن جمع وتشكيل قوات فى سوريا، لكنه أخبرهم أنه سوف ينتظر معرفة ما سيقوم به ترامب أولا.

وقبل أن تقع الواقعة، نلفت نظر الجميع فى المنطقة العربية ونذكرهم بالماضى القريب والأليم لشركة «بلاك ووتر» فى العراق، علهم يتفقهون.

حينما زادت خسائر القوات الأمريكية الغازية على يد المقاومة العراقية بعد الغزو عام 2003، ظهرت الحاجة إلى وسيلة لتقليل الخسائر، وهكذا جاءت فكرة الاستعانة بشركة «بلاك ووتر». هى شركة تضم مقاتلين مرتزقة من أمريكا وجنوب إفريقيا وتشيلى والبوسنة والفلبين، وبلدان أخرى. وتعمل بشكل رسمى أو من خلال شركات وسيطة فى عدة دول بالعالم من بينها إسرائيل. مقاتلوها ولأنهم يعملون فى مناطق عالية الخطورة، فإنهم يتقاضون رواتب باهضة، والأخطر لا يلتزمون بأى قوانين عسكرية أو قواعد اشتباك. ولذلك يقال عنهم إنهم يملكون رخصا للقتل والدمار.

بين عامى 2005 و2007 وطبقا لتقرير صادر من الكونجرس الأمريكى، وليس من أى منظمة حقوقية متعاطفة مع العرب، فإن قوات الشركة ارتكبت 195 حادثة بحق مدنيين عراقيين، وكانت أبشع جرائمها على الإطلاق، مجزرة ساحة النسور ببغداد، حينما أطلقت النيران عشوائيا على المدنيين، ما أدى لمقتل 17 منهم. تمت محاكمة أربعة من القتلة وإدانتهم فى الولايات المتحدة، لكن محكمة أمريكية برأتهم عام 2009.

أوباما قال إنه سينهى تعاقد وزارة الخارجية مع «بلاك ووتر» عام 2009، لكن عمليا ظلت إدارته تتعاون سرا وعلنا معها. وكشفت صحيفة «دير شبيجل» الألمانية أن واشنطن أرسلت 400 جندى عبر الشركة إلى شرق أوكرانيا فى مايو الماضى لحساب قواتها المسلحة لمناكفة روسيا.

جرائم بلاك ووتر لا تعد ولا تحصى فى العراق وأماكن أخرى، وبدلا من تحجيمها، فإن نشاطها زاد بصورة كبيرة، وصارت دول فى المنطقة وخارجها تعتمد على مثل هذه القوات المرتزقة لتحديث جيوشها، أو العمل بالأجر وبالقطعة فى مهمات محددة. ويقال إن رئيس الشركة برينس يرتبط بعلاقات متميزة مع بعض المسئولين العرب.

نعرف أن هناك تكتيكات كثيرة تتغير فى المعارك العسكرية، ولم تعد بأكملها بين جيوش نظامية، أو تخضع لقواعد الاشتباك المعروفة، أو التزامها بالأخلاقيات العسكرية. ومن ضمن هذه التغيرات الاستعانة بمثل هذه الميليشيات التى تعمل بالايجار. هى ليس لديها عدو أو صديق ثابت.. هى تعمل لمن يدفع لها. ولا تنشغل بمن تقتله من بشر أو تهدمه من أوطان.

السؤال لكل المسئولين الذين يفكرون فى الاستعانة بهؤلاء المرتزقة: ألا تفكرون فى عواقب مثل هؤلاء القتلة المحترفين، الذين لا نستبعد أن يكونوا أيضا مرتبطين بالإسرائيليين والمحافظين الجدد المتطرفين فى الولايات المتحدة؟!.

لماذا لا توجه الدول العربية خصوصا جهودها لتسوية سياسة توقف القتل والدمار فى سوريا، وتحارب فعلا المتطرفين والإرهابيين، الذين ثبت أنهم خطر أيضا ليس على سوريا والعراق، بل على كل الخليج العربى؟!!.
أرجوكم لا تكرروا مأساة «بلاك ووتر» العراقية مرة أخرى فى سوريا.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتبهوا لا تستنسخوا بلاك ووتر فى سوريا انتبهوا لا تستنسخوا بلاك ووتر فى سوريا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon