توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المتغير التكنولوجى فى قضية خاشُقجى

  مصر اليوم -

المتغير التكنولوجى فى قضية خاشُقجى

بقلم - عماد الدين حسين

هل يمكن لأى جهة أو دولة أو مؤسسة أو جهاز أن تفكر فى تكرار قضية قتل جمال خاشقجى بالطريقة التى يقال إنها تمت بها، داخل القنصلية السعودية فى إسطنبول يوم ٢ أكتوبر الجارى؟!.
القتل سوف يستمر طالما كانت هناك حياة. يحدث ذلك منذ خروج أبينا آدم من الجنة، وبدايات الحياة، حينما قتل قابيل أخاه هابيل، وعجز حتى أن يوارى جثمانه، وسوف يستمر ذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
لكن نظريًا يفترض أن هناك العديد من الدروس التى ينبغى تعلمها مما حدث فى هذه القضية.
كتبت هنا وكتب غيرى عن الجوانب السياسية والإعلامية للقضية، وأدنت الجريمة بصورة لا تحتمل اللبس.
واليوم أتحدث عن الجانب التكنولوجى للحادث، وما هى الدروس المستفادة منه تقنيًا؟.
فى عصر انفجار ثورة التكنولوجيا والاتصالات والمعلومات صار صعبا جدا ــ إن لم يكن مستحيلا ــ إخفاء أى شىء. تقريبا كل ما نفعله صار مكشوفا، وعلى الهواء مباشرة. 
أو قد يمكن إخفاؤه لفترة قليلة إلى أن تقوم جهة بنشر تلك المعلومات أو حجبها أو «تكميرها» إلى أن يحين وقت استخدامها!!.
الكاميرات والأجهزة الكبيرة منها والصغيرة، صارت قادرة على رصد «دبة النملة» حرفيا.
الكاميرات هى التى رصدت دخول جمال خاشقجى مقر القنصلية فى إسطنبول، وهى التى رصدت كل تحركاته فى المبنى الذى يقيم فيه.
قبل ساعات من توجهه إلى القنصلية رصدت خروجه من المبنى فجرا، لمقابلة خطيبته ثم عودته برفقتها مرة أخرى.
طبقا للرواية السعودية الأخيرة فإن أحد أعضاء الوفد السعودى الذى حقق مع خاشقجى، واشتبك معه وقتله، قام بارتداء ملابسه والخروج من الباب الخلفى للقنصلية للإيحاء بأنه خرج من القنصلية.. هذه اللقطة سجلتها الكاميرات التركية، ويبدو واضحا أن الشخصين مختلفان، رغم أن الملابس واحدة، الأمر الذى جعل الإعلام التركى يسخر من هذه المحاولة البدائية جدا، حيث إن الكاميرات لم ترصد فقط اختلاف الشخصين، بل إن رجل الأمن السعودى كان يلبس «كوتش أبيض» فى حين أن خاشقجى دخل بحذاء أسود!!. 
الكاميرات أيضا هى التى رصدت الفريق السعودى المكون من ١٥ شخصا، ومتى دخل ومتى خرج، سواء من المطارات أو من القنصلية. كل ذلك ذلك مثبت صوتا وصورة وبالثانية.
وضمن هذه البيانات المرصودة كانت هناك روايات دقيقة عن التحركات التفصيلية لأعضاء الوفد منذ خروجهم من المملكة وحتى خروجهم من تركيا.
المتغير الآخر المهم ــ والذى لا تريد أن تركز عليه الأجهزة التركية المختصة ــ هو التنصت والتجسس التقليدى الذى تمارسه الأجهزة الأمنية على البعثات الدبلوماسية المختلفة. 
هناك تخمينات وتقديرات بأن الأجهزة التركية حصلت على معلومات قيمة عبر هذه الوسائل، لكنها لا تستطيع أن تستخدمها حتى لا تسوء علاقتها بالمملكة.
التقديرات تقول إن هذه الأجهزة سربت حكاية «ساعة الآيفون» الملفقة، حتى تجد ستارا للكشف عن المعلومات الدقيقة التى حصلت عليها من خلال التجسس. بل إن هذه التقديرات تزعم أيضا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية، قد تمكنت من رصد واعتراض التخطيط السعودى للحادث قبل وقوعه، وبالتالى توريط الحكومة السعودية فى هذه الدوامة التى تتسع وتتعمق يوما بعد يوم بطريقة تتيح لواشنطن ابتزاز الرياض. 
إذا كان الأفراد يدركون أنهم صاروا عرايا ومكشوفين تماما أمام وسائل الاتصال الحديثة وأجهزة الأمن المختلفة، ألا يفترض أن تكون الحكومات أيضا على وعى بهذا الأمر، وبالتالى فالسؤال الجوهرى هو: كيف افترض الفريق السعودى أن هذه الفعلة الشنيعة ستمر من دون رصد؟!.
خلاصة القول، فالمفترض أن أى حكومة أو مؤسسة أو جهة عامة أو خاصة، ستفكر مليار مرة قبل أن تقدم على تنفيذ جرائم مماثلة بنفس الطريقة التى تمت بها داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.
والسؤال: هل سيحدث ذلك؟ والإجابة صعبة جدا، فكل ما يحدث فى معظم منطقتنا العربية يشير إلى أن الحماقة بلا حدود!!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتغير التكنولوجى فى قضية خاشُقجى المتغير التكنولوجى فى قضية خاشُقجى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon