توقيت القاهرة المحلي 06:46:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثلاث حقائق عن آبى أحمد

  مصر اليوم -

ثلاث حقائق عن آبى أحمد

بقلم - عماد الدين حسين

غالبية العرب يعتقد أن آبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا مسلم، والحقيقة أنه ليس كذلك. والده كان مسلما، لكن آبى تحول إلى المذهب البروتستانتى.

الحقيقة الثانية والمهمة أن اختيار الحزب الحاكم أو «الجهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية» لآبى أحمد رئيسا للوزراء، كان تطورا نوعيا معاكسا ومخالفا لقواعد اللعبة السياسية الجارية هناك منذ عشرات السنين.

ومنذ سقوط منجستو هيلى ماريام الرئيس الإثيوبى الذى كان متحالفا مع الاتحاد السوفييتى فى مايو 1991 ونفيه إلى زيمبابوى، فإن النخبة الحاكمة كانت تأتى من قومية التيجراى التى تمثل الأقلية فى إثيوبيا، ويطلق عليهم سكان الهضاب العليا، أو «الهاى لاندرز» فى حين أن قومية الأرومو، أو ما يطلق عليهم سكان المناطق السفلية أو «اللو لاندرز». هؤلاء ينحدر منهم آبى أحمد، فى حين أن سلفه هيلى ماريام ديسالين كان أول رئيس وزراء يأتى من الجنوب من قومية «الواليتى».

يعتقد الأرومو أنهم الملاك الحقيقيون للعاصمة أديس أبابا لأن معظم المنشآت الجديدة مقامة ومشيدة على أرض تعود تاريخيا إليهم منذ قديم الزمان.

هذا الخلاف على الأرض تسبب فى تفجر مظاهرات واضطرابات كثيرة فى الشهور الاخيرة، قادت فى النهاية إلى إقالة ديسالين، واختيار آبى أحمد على حساب نائب رئيس الوزراء من قومية التيجراى الذى كان ينافسه.

معظم المعلومات السابقة سمعتها من دبلوماسى عربى مرموق، خدم فى أديس أبابا لمدة خمس سنوات، وما يزال يتردد عليها من حين إلى آخر. طبقا للتقديرات فهناك 80 قومية (شعب) ومجموعة عرقية وثقافية في مقدمتهم الأورومو او "الغالا" ويشكلون اكثر من 40% من الشعب، ومعظمهم من المسلمين ،ويقولون ان نسبتهم الفعلية تزيد عن 60%، ثم هناك نحو 27% من قومية الأمهرا، و7% من قومية التيجراى، ورغم ذلك يسيطرون على غالبية المناصب المهمة فى الدولة سواء فى السياسة أو القوات المسلحة . لكن الحزب الحاكم يضم أعضاء بارزين من غالبية القوميات بطبيعة الحال.

الحقيقة الثالثة هى ان آبى أحمد فقد شقيقه فى الحرب التى اندلعت مع اريتريا لسنوات، وربما كان ذلك سببا فى الخطوة التاريخية التى اتخذها أحمد بالتقارب مع اريتريا وزيارتها وإعادة العلاقات معها قبل اسابيع، واستقبال رئيسها أسياسى أفورقى فى أديس أبابا، بل وتهدئة كل الخلافات فى القرن الإفريقى سواء مع جيبوتى أو الصومال.

لكن السؤال الجوهرى المطروح منذ صعود آبى أحمد حتى هذه اللحظة هو: إلى أى مدى سيتمكن من تطبيق منهجه وتحقيق أهدافه؟!

هذا السؤال صعب، وفى تقدير الكثير من الخبراء الذين سألتهم، ومنهم هذا الدبلوماسى العربى، فإن أحمد يبدو متعجلا ومندفعا لتحقيق أهدافه، فى حين أن القوى المناوئة له كثيرة. إثيوبيا مصنع للقوميات، والخلافات والتباينات والمشكلات هناك كثيرة وقد تنفجر فى أى لحظة. وعندما يأتى شخص مثل أحمد ويشتبك مع قوى كثيرة متنفذة، فالمخاطر ستكون بلا حدود.

أولى هذه المخاطر هى الرهان على أسياسى أفورقى الذى يعتبر عدوا لكثير من الاثيوبيين، بعد حرب حدودية استمرت عامين من مايو 1998 إلى مايو 2000 وأدت إلى مقتل أكثر من خمسين الف شخص، واصابة وتشريد مئات الآلاف من ابناء البلدين.
ثانى المخاطر أنه اشتبك مع القوات المسلحة، حينما قال إن «الهيئة الهندسية» فيها فشلت تماما فى انجاز ما تم الاتفاق عليه فى بناء سد النهضة، وجاء مقتل مدير السد سيمجنيو بيكيلى اواخر شهو يوليو الماضى، ليزيد المشكلات، خصوصا أن آبى شكك فى قدرة بلاده على إنجاز السد، رغم أن البعض يرى أن هذا التشكيك هدفه إصلاح الأخطاء حتى يتم استكمال السد، الذى ينظر إليه كثير من الإثيوبيين باعتباره «مشروعا قوميا جامعا»!. وفى هذا الصدد فقد جرت قبل ذلك محاولة لاغتيال آبى نفسه فى وسط اديس ابابا فى 23 يونيه الماضى.

ثالث المخاطر أن هناك ما يشبه الصراع الإقليمى من قبل قوى مختلفة على القرن الإفريقى، خصوصا فيما يتعلق بالحصول على المواد الخام والسيطرة على الموانى، وأخير الدور الخليجى البارز أخيرا، وكان لافتا للنظر أن المصالحة الإثيوبية الاريترية الجيبوتية قد تمت فى جدة السعودية، وبدعم كامل من الإمارات المتحدة.

ما يحدث فى إثيوبيا والقرن الإفريقى، تطور مهم وكبير، وعلينا أن نراقبه بكل دقة، وأن نضمن أن نكون فاعلين ومؤثرين وألا نكتفى بالحديث عن الماضى والتاريخ.

العالم يتغير واللاعبون الجدد يتزايدون. وعلينا أن نتأكد أن هذه التغيرات لن تتسبب فى إحداث ضرر لمصالحنا العليا.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث حقائق عن آبى أحمد ثلاث حقائق عن آبى أحمد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon