توقيت القاهرة المحلي 08:38:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فستان رانيا يوسف

  مصر اليوم -

فستان رانيا يوسف

بقلم - عماد الدين حسين

سؤال هل من حق أى شخص أن يرتدى ما يشاء من ملابس؟!
الإجابة نظريا هى نعم، لأن الملابس حرية شخصية.
انطلاقا من هذه الإجابة.. هل أخطأت الفنانة رانيا يوسف حينما ارتدت فستانا يشبه المايوه فى حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائى مساء يوم الخميس؟!
الإجابة هى نعم أخطأت وبصورة فادحة.
هل هناك تناقض بين إجابة السؤالين؟!
إطلاقا، لا يوجد أى تناقض بالمرة.
تفصيل ذلك، هى أنه حتى إذا كانت الملابس حرية شخصية، فهى مقيدة أحيانا بعوامل وظروف كثيرة.
الإنسان مثلا لا يمكنه السير عاريا فى الشارع، بل لا يستطيع أن يفعل ذلك فى نافذة أو بلكونة شقته، رغم أنه داخل منزله الخاص. فى هذا الموضوع هناك العديد من الشروط والعوامل والظروف التقديرية لخصها المثل الشعبى «كل ما يعجبك والبس ما يعجب الناس».
سيقول دعاة الحرية المطلقة إن رانيا يوسف فنانة ومعروف عنها جرأتها فى كل شىء حتى فى تصريحاتها وثقتها المطلقة فى نفسها وشخصيتها وأنوثتها ثم إنها فى مهرجان سينمائى دولى، وليست فى مسجد أو محاضرة جامعية، فما الذى يمنعها أن ترتدى ما تشاء من الملابس؟!
الذى يمنعها أشياء كثيرة، منها أن هناك قانونا يمنع خدش الحياء العام، لكن الأهم هناك قيم مجتمع ينبغى مراعاتها!
سيقول البعض أيضا ولكن عبارة قيم المجتمع تعبير مطاط جدا ويستخدم فى مرات كثيرة، لتقييد الحريات.
نعم هذا صحيح لكن ما فعلته الفنانة رانيا يوسف يراه كثيرون يجافى الذوق والفطرة السليمة وضرره أكثر من نفعه إذا كان له نفع.
لكن بعيدا عن الجدل التقليدى بشأن القيم والذوق العام، هناك عامل مهم صار يلعب الدور الأكبر فى مثل هذه الظواهر التى بدأت تزيد فى الفترات الأخيرة.
هذا العامل هو السوشيال ميديا.
ظنى الشخصى أن رانيا يوسف وغيرها من الفنانين والشخصيات العامة، حينما يذهبون الآن إلى المناسبات الاجتماعية والفنية والسياسية الكبرى. فإن عيونهم وقلوبهم صارت معلقة بالسوشيال ميديا.
أظن أيضا أن هذه الفنانة وهى تشترى هذا الفستان ــ إذا جاز أن نقول عنه فستانا ــ كانت تعلم يقينا أنها سوف تحدث ضجة كبرى فى المجتمع. 
رأينا نماذج كثيرة من هذا السلوك فى الأسابيع الأخيرة. فنان يتعمد تقبيل زوجته بصورة لافتة، وفنانة ترتدى ملابس غريبة جدا، كما فعلت رانيا نفسها فى حفل الافتتاح حينما ارتدت بدلة سوداء على طريقة مايكل جاكسون، وكما فعلت سما المصرى فى حفل الافتتاح أيضا رغم أن ملابسها يومها كانت محتشمة. عيون هؤلاء جميعا على «الترنيد» أو فى أضعف الإيمان هى أن يضمنوا وجود أخبارهم وصورهم على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى لو كان هذا الظهور مسيئا ومعيبا وفاضحا!
حضرت حفل الافتتاح، ورأيت أن الجزء الأكبر لنشاط بعض الفنانين هو التقاط الصور على السجادة الحمراء أو «الريد كاربت». هذا حقهم وشأنهم وحريتهم الشخصية. لكن وبما أن الفنان شخصية عامة، فمن حق المشاهدين أو الجماهير، أن تحاسبهم. مدحا أو ذما، وهنا لا ينبغى أن نقول إن الملابس حرية شخصية.
فى أوروبا والولايات المتحدة نقرأ كثيرا عن مقالات لنقاد كبار تمتدح فستان هذه النجمة أو تنتقده. 
الخبر السيئ أن هذا الأمر سوف يستمر، لأنه مرتبط بوسائل التواصل الاجتماعى، التى لا تنشغل بأخبار جادة فى مجال الفن، بل تركز اهتمامها الأساسى على ملابس هذه النجمة، وحجم ما تكشفه من جسدها. وصارت هناك مواقع كثيرة تعيش وتقتات على التحركات بل والهمسات التفصيلية لبعض النجوم مثل كيم كاردشيان!
الفنانون كانوا يفعلون ذلك منذ سنوات طويلة بصورة أقل، لكن لم نكن نعرف لغياب وسائل التواصل الاجتماعى. ما يشغلنى شخصيا هو التأثير الخطر الذى يمكن أن تلعبه سلوكيات نجوم المجتمع سواء كانوا فنانين أو لاعبين على الشباب الصغار.
لدينا نماذج تسعى لتقليد محمد صلاح لأنه صار قدوة فى طموحه ونجاحه، ولدينا نماذج ستحاول أن تلبس مثل رانيا يوسف.. وربنا يستر!
الحل ليس تحريك بلاغات أو حتى محاكمة رانيا يوسف وأمثالها، ولكن السؤال عن البيئة والظروف والقيم التى أوصلتنا إلى هذه الحالة وكيف يمكن ترشيدها وتهذيبها لنعود إلى قيم تشجع الفن والإبداع ولا تصدم الذوق العام.

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فستان رانيا يوسف فستان رانيا يوسف



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon