على مدى يومى الثلاثاء والأربعاء الماضيين، شاركت، فى الدورة السنوية السابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربى فى دبى، ضمن مجموعة كبيرة من الكتاب والإعلاميين ورؤساء تحرير الصحف المصرية والعربية. العنوان الرئيسى لدورة هذا العام هو «تحولات إعلامية مؤثرة».
الجلسة الحوارية الرئيسية فى اليوم الأول كان بطلها وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وأدارتها الإعلامية منتهى الرمحى.
أبرز ما لفت نظرى فى كلام الوزير أنه رد على سؤال يقول إن بلاده تابعة للسعودية، فقال: إننا حليفان منذ زمن طويل.
وهو يرى أن أهم سؤال وأهم موضوع يفترض أن يشغل العرب الآن هو ما يحدث من تطور وانفتاح فى السعودية، حيث يتم إطلاق طاقات الشعب السعودى، أما باقى الملفات فهى تحديات يمكن التغلب عليها.
قال آل خليفة أيضا إن أساس مجلس التعاون الخليجى، لا يقوم على وجود قطر داخله، وهو ما يعنى بمنطق المخالفة أن احتمال إبعاد قطر عن المجلس لم يعد أمرا مستبعدا. هو يرى أن النظام فى إيران خطر على المنطقة، لكنه خطر أيضا على الشعب الإيرانى. وإيران أكبر من نظام الجمهورية الإسلامية. وكشف الوزير عن أن بلاده اكتشفت أخيرا أن فرع بنك المستقبل الإيرانى فى بلاده كان يقوم بعمليات تهريب وتحويل منظمة للأموال، وأن اساس العلاقات مع ايران صار منعدما منذ قيام ثورتها عام 1979.
قبل هذه الجلسة الحوارية كانت انطلاقة المنتدى صباحا بجلسة نقاشية حملت عنوان «تحولات عربية قادمة»، وتحدث فيها الكاتب والخبير الإعلامى المصرى المتميز ياسر عبدالعزيز، وجلسة أخرى بعنوان «الإعلام العربى المؤثر» وتحدث فيها الدكتور على النعيمى رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية.
كانت هناك جلسة ممتعة، تحدثت فيها ليزا جيبس مسئولة استراتيجية الذكاء الاصطناعى فى وكالة أسوشيتدبرس عنوانها «ثورة الروبوتات ومستقبل الصحافة». وأتمنى أن يبدأ الإعلام المصرى فى الانتباه إلى هذا الملف بدلا من «الهرى» فى موضوعات عبثية.
مدير الشراكات الإعلامية فى فيسبوك بالمنطقة باتريك وولكر تحدث فى جلسة عنوانها «فيسبوك يغير المشهد الاعلامى» فى حين أن من يحمل نفس الصفة فى شركة جوجل، تحدث عن «بناء مستقبل أفضل للأخبار»، أما فهد الشليمى فقد تحدث عن «صناعة التحريض والتضليل».
ومن بين العناوين اللافتة للجلسات: «كيف يتشكل الجمهور فى العصر الرقمى؟!». للمدير العالمى للأخبار فى تويتر، بيتر جرينبرجر. وكذلك «الصورة.. مستقبل يغير العالم» لرئيس تحرير وكالة الأنباء الفرنسية فيليب شيتويند. وشرق أوسط جديد برؤية اعلامية لمأمون فندى.
ومن الجلسات المهمة أيضا «تحولات إعلامية إماراتية» وتحدث فيها الزملاء والأصدقاء، منى بوسمرة ومحمد الحمادى وسامى الريامى ورائد برقاوى، وأدارتها نوفر رمول. أما نايلة توينى رئيسة تحرير النهار اللبنانية، فقد تساءلت: «هل بقى للصحافة مستقبل؟».
وكان هناك عنوان لافت للإعلامية نشوى الروينى هو «بروز الوهمى وسقوط الموثوق» وكذلك «صناعة التزييف» لنشوى على و «صناعة الابتكار الإعلامى» لروبرت برادلى نائب رئيس قسم الاستراتيجية الرقمية فى سى إن إن.
ومن الإعلام إلى السياسة، فقد كانت هناك جلسة نقاشية مهمة عنوانها «القدس فى قلب المشهد الإعلامى» شارك فيها كل من ضياء رشوان ونبيل الحمر وطارق المؤمنى، وأدارها نديم قطيش، كما أدار نيشان جلسة نقاشية عنوانها تحولات فنية تحدث فيها على جابر ونجوى كرم.
كانت هناك فاعليات مصاحبة وورش عمل مختلفة عن أخلاقيات الصحافة ومبادرة جوجل للأخبار ومشروع فيسبوك للصحافة. وفى نهاية اليوم الثانى وزع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد حاكم دبى الجوائز على الفائزين فى الدورة السابعة عشرة.
كالعادة يواصل المنتدى خلق حالة التواصل المباشر بين الإعلاميين العرب.. المنتدى كان حيويا، لكن الملاحظة الجوهرية أن وقت الجلسات كان قليلا جدا، فكيف يتحدث أربعة ضيوف فى قضية كبرى خلال عشرين دقيقة؟!!.
أرجو من منى المرى والفريق المساعد خصوصا جاسم الشمسى، إعادة النظر فى الوقت المخصص للجلسات أو تقليل عدد الجلسات حتى تكون المناقشة أكثر عمقا وثراء.
نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع