توقيت القاهرة المحلي 11:12:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى

  مصر اليوم -

شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى

بقلم - عماد الدين حسين

«إن الهدف من وراء نقاشنا حول منطلقات الأخوة الإنسانية، هو إطلاق مشروع إعادة بناء جسور التواصل الإنسانى الحقيقى، والتعاون المثمر والثقة والاحترام والمحبة الضرورية، لعبور الإنسانية، بشتى أعرافها وأطيافها وتنوعها الجمالى إلى شاطئ السلام، فى أفق فتح صفحة جديدة فى العلاقات الإنسانية لمواجهة التطرف الفكرى ونتائجه السلبية التى عانت منها الإنسانية طويلا».
الفقرة السابقة بأكملها، ليست كلامى، ولكنها وردت فى مقدمة برنامج عمل «المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية» الذى انعقد فى اليومين الماضيين فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، وتوج بزيارة تاريخية لبابا الفاتيكان فرنسيس للإمارات، هى الأولى لبابا الكاثوليك، ليس فقط للإمارات، ولكن لشبه الجزيرة العربية بأكملها.
فى هذا المؤتمر التقى البابا وشيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، فى رسالة شديدة الرمزية للمتطرفين فى جميع أنحاء العالم.
حينما دخلت قاعة المؤتمر، فى قصر الإمارات، وبدأت فى تصفح جلسات وورش عمل المؤتمر، لفت نظرى مستوى الحضور والتمثيل. فبعد الافتتاح الرسمى بكلمة للشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح الإماراتى، تحدث السفير أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية فى الجلسة الافتتاحية بصورة موجزة، غادر بعدها مباشرة للسفر إلى بروكسل لحضور اجتماع مهم بين وزراء الخارجية العرب ونظرائهم الأوروبيين بشأن القمة المنتظرة.
فى الجلسة الافتتاحية تحدث جيمس زغبى رئيس المعهد العربى الأمريكى. والأنبا يوليوس أسقف عام بطريركية الأقباط الأرثوذكس نيابة عن البابا تواضروس، والقس اولاف فيكس تافيت الأمين العام لمجلس النائس العالمى بسويسرا، وأخيرا سوامى برهمافيهارى كبير كهنة معبد سواميناريان سانساتا الهندى، وكان لافتا أن يصفه الكتيب بـ«الموقر» ولم أعرف هل هذا منصب أم صفة أم رتبة دينية هندوسية؟!
حينما تلقيت الدعوة لحضور المؤتمر كنت أظن أنه قاصر على حضور رجال الدين المسلمين والمسيحيين، إضافة إلى الصحفيين، لكنى فوجئت بأنه يشمل رجال الدين فى كل الأديان السماوية والوضعية، فالمتحدثة الأولى فى الجلسة الأولى كانت الكاهنة كوشو نيوانو رئيس منظمة كوسى كاى اليابانية، وبعدها الكاهنة مارى سول فيلالون راعى الكنيسة المثيودية بالفلبين، ثم تشونج أوك لى رئيس مؤسسة ون البوذية الدولية بكوريا، وأخيرا الدكتورة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج. وهذه الجلسة أدارتها نورة الكعبى وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية.
بجانب الجلسات الرئيسية فى اليوم الأول، كانت هناك ورشة عمل أدارها محمد السماك وتحدث فيها القس بوب روبرتس قس كنيسة نورثوود الأمريكية، ثم ميخيل انخيل موراتيوس وزير خارجية إسبانيا الأسبق والممثل الأعلى لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، ثم شارل سان برو مدير عام مرصد الدراسات الجيوسياسية الفرنسى، وأخيرا «المعلم» امرتا سوارو بانندا بورى «التلميذ الأول» لطائفة أمرتا نندا مانى الهندوسية الهندى.
وإضافة لرجال الدين المسلمين، فقد كان لافتا أيضا حضور دينى بارز لطوائف وملل أظن أن كثيرا منا يسمع عنها للمرة الأولى مثل انيل كومار جين رئيس ومؤسس «اهمسا» أو «الديانة الجينية» الهندية. وفى الجلسة الثانية التى أدارها زكى أنور نسيته كان لافتا حضور الحاخام مايكل شودريش حاخام بولندا الأكبر. والجلسة كانت بعنوان المسئولية المشتركة لتحقيق الأخوة الإنسانية. فى ورشة أخرى تحدثت بنى دوغال الممثلة الرئيسية لدى الأمم المتحدة للمجتمع البهائى.
وفى ورشة ثانية كان هناك الحاخام ميشيل بروس لستيج كبير حاخامات المجتمع العبرى بواشنطن، ومعه فى نفس الورشة هومى دهلد مؤسس ورئيس المؤسسة الثقافية لمعتنقى الزرادشتية.
وفى الورشة الثالثة كان هناك سودهيندرا كولكارانى مراقب مؤسسة مومباى البحثية الهندوسية.
فى اليوم الثانى كان أبرز المتحدثين الكردينال مار بشارة بطرس الراعى بطريرك الكنيسة المارونية اللبنانية وايرينا بوكوفا المدير السابق لليونسكو.
وفى الورشة التى أدارها محمد السماك تحدث الحاخام مارك شناير رئيس مؤسسة التفاهم العرقى بأمريكا ثم «الموقر» موهيدر سنج مدير المعهد الوطنى لدراسات البنجاب، وجوليان حاييم سوليفان حاخام فرانكفورت. والمطران أفراييم تينديرو الرئيس التنفيذى للتحالف الإنجيلى العالمى بأمريكا.
كان هناك حضور لافت لرجال الدين الإسلامى من غالبية الدول العربية إضافة إلى حضور مميز لرجال الدين المسيحيى المصريين واللبنانيين.
ما شاهدته كان مشهدا متميزا يعكس روح التسامح، لكن السؤال الذى ظل يشغلنى طوال جلسات المؤتمر كيف يمكن ترجمة كل هذا الكلام الطيب والجميل والمتسامح الذى ورد فى مقدمة هذا المقال إلى سلوكيات ملموسة بين انصار هذه الاديان والملل والنحل؟!

 

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى شيوخ وقساوسة وحاخامات فى أبوظبى



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon