توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يسيطر على طرابلس؟!

  مصر اليوم -

من يسيطر على طرابلس

بقلم: عماد الدين حسين

فى يوليو الماضى دافع أحد قادة الميليشيات الخاصة فى العاصمة الليبية طربلس عن قيام بعض عناصره بتنفيذ عمليات اعتقالات من دون وجود أوامر قضائية، وقال: «لا يمكن التصرف، وكأن الحكومة فى وضع يسمح لها بإصدار أوامر لنا»!.
بدأت بهذه الفقرة تحديدا للإشارة إلى حقيقة الأوضاع فى طرابلس، التى يدور قتال شديد على أطرافها الآن بين قوات الجيش الوطنى الذى يقوده المشير خليفة حفتر، ضد مجموعة من الميليشيات المختلفة، سنحاول أن نلقى الضوء عليها، اعتمادا على المعلومات المنشورة فى أكثر من مكان، خصوصا موقع هيئة الإذاعة البريطانية فى ٥ إبريل الجارى، تحت عنوان، من يقاتل من فى ليبيا؟!.
المفترض أن هناك حكومة فى العاصمة، معترف بها من الأمم المتحدة نتجت عن اتفاق الصخيرات، ويقودها فايز السراج، والمفترض أنها تسيطر نظريا على العاصمة، لكن واقع الحال يقول العكس، والقائد الميليشاوى الذى بدأنا به الكلام، هو يقودها عبدالرءوف كاره، ويقود ميليشيا «قوات الردع الخاصة» وتتكون من ١٥٠٠ عنصر وذات توجه سلفى، والمفترض أنها تابعة نظريا لوزارة داخلية حكومة الوفاق. فى قاعدة معيتيقة الجوية، فى مايو الماضى أمر المجلس الرئاسى بحلها وضمها لجهاز ردع الجريمة غير المنظمة والإرهاب، لكنها رفضت الامتثال للقرار. وهناك اتهامات بأنها تدير سجونا سرية خاصة تجرى بها عمليات تعذيب بعيدا عن أعين الحكومة.
تحالفت الميليشيات الرئيسية الفاعلة فى طرابلس هى «قوات حماية لييبيا» وهى تحالف يضم ٤ ميليشيات وتأسست فى ديسمبر الماضى، بعد اشتباكات دامية جرت بينها فى أغسطس وسبتمبر الماضيين.
الميليشيا الأولى فى هذا التحالف هى «ثوار ليبيا» ويقودها هيثم التاجورى الذى بدأ حياته ضابط شرطة ويسيطر على منطقة ورشفانة جنوب العاصمة، وهى التى اعتقلت عضو المجلس الرئاسى فتحى المجبارى بحجة دعمه للمشير حفتر، وتسيطر على مناطق عين زارة والمناطق الساحلية الغربية وسوق الجمعة وقرقارش، ويصل عدد أفرادها إلى ١٣٠٠ مقاتل، وتدين بالولاء لجماعة الإخوان.
والميليشيا الثانية هى «قوة الرادع والتدخل المشترك»، أو أبوسليم ويقودها عبدالغنى الكلكى وشهرته غنيوة، ورغم دعمها للحكومة إلا أنها دخلت فى صراع مع ميليشيا أخرى هى «النواصى» المعروفة أيضا بـ«القوة الثامنة»، ويعتقد أنها مسئولة عن خطف المدير المالى لهيئة الاستثمار الليبية فى يوليو الماضى، وتنتشر حول مطار معيتيقة وعددها «٥٠٠ عنصر»، ونشرت دبابات فى شوارع العاصمة احتجاجا على اعتراف وزير خارجية الوفاق محمد سيالة بحفتر قائدا للقوات المسلحة.
تلك هى الميليشيات الأربع الرئيسية وهناك لاعبون آخرون منهم «لواء البقرة» ويقوده بشير خلف الله الشهير بالبقرة، ودخل فى اشتباكات دامية ضد قوات الردع الخاصة، مما دفع السراج إلى إصدار أوامر بحل الميليشيا، لكن خلف الله لم يمتثل.
هناك أيضا فيلق صلاح البركى ويدعم المؤتمر الوطنى الهام، ويسيطر عليها المتطرفون الإسلاميون، ويرفضون الاعتراف بشرعية المؤسسات التى تدعمها الأمم المتحدة، ويرتبط الفيلق بقوات فجر ليبيا الموالية للإخوان، وكذلك ميليشيا صلاح بادى، التى تسببت فى تدمير مطار طرابلس الدولى، خلال الاشتباكات الدامية فى عام ٢٠١٤، وهناك صراع مستمر بين هذه الميليشيا وقوات غنيوة فى أبوسليم.
هناك أيضا «اللواء السابع ــ ترهونة» وشهرته «الكانيات» نسبة إلى قائده محمد الكانى، ويتمركز أساسا فى ترهونة ٦٠ كيلومترا جنوب شرق طرابلس، ودخل فى قتال عنيف مع ميليشيا ثوار ليبيا، وقوات أبوسليم ولواء النواصى، لكنه انهزم وانسحب من مواقعه وسط طرابلس.
هناك أيضا لواء حلبوص فى مصراتة، وصار قائده محمد الحلبوصى قائدا عاما فى المنطقة المركزية العسكرية، لكنه قتل فى الاشتباكات التى وقعت قبل عام وحل محله بشير عبداللطيف، وتسيطر قواته على قصور الضيافة وباب بن غشير، وصلاح الدين وخلة الفرجان وطريق المطار.
وهناك ميليشيا لواء المحجوب وهى كتيبة تابعة للمجلس العسكرى بمصراتة أو قوات «البنيان المرصوص» ومكلفة بحماية مبنى رئاسة الوزراء وتتكون من ألف عنصر.
وهناك أخيرا ما يسمى بـ«القوات الوطنية المتنقلة»، وهى موالية لبقايا حكومة الإنقاذ الوطنى التى كان يقودها خليفة الغويل الموالى بدوره لفجر ليبيا أو جماعة الإخوان، لكنه ينكر كل ذلك الآن.
تلك إشارة سريعة إلى الميليشيا التى تحكم طرابلس، وهى ليست منسجمة، وتدخل فى صراعات دائمة بالأسلحة الثقيلة وعمليات تصفية واغتيالات، ويدفع الأبرياء الثمن.
لا يستطيع فايز السراج أن يأمر أى قائد ميليشيا بأى أمر، وحتى المبعوث الدولى للأمم المتحدة لم يستطع ذات يوم أن يشير صراحة إلى اسم «البقرة» باعتباره المتهم بقصف مطار طرابلس الدولى! فهل يمكن مع مثل هذه الميليشيات الحديث عن دولة قانون ومؤسسات؟!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يسيطر على طرابلس من يسيطر على طرابلس



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon