توقيت القاهرة المحلي 22:43:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى مناقشة منطق السفير نادر سعد

  مصر اليوم -

فى مناقشة منطق السفير نادر سعد

بقلم : عماد الدين حسين

الطريقة التى رد بها السفير نادر سعد المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء مساء الأربعاء الماضى، على اسئلة الاعلام بشأن الأمطار وشبكة الصرف لم تكن ــ من وجهة نظرى ــ موفقة، وربما ادت إلى عكس ما كانت تريده الحكومة!
بالصدفة كتبت فى مقالى أمس فى «الشروق» تحت عنوان «لماذا نعجز دائما عن مواجهة الأمطار؟!» مطالبا الحكومة بأن تكشف للشعب سبب العجز وما هى تكلفة بناء شبكة صرف جديدة؟
وفى المساء تحدث السفير نادر سعد مع أكثر من فضائية، منها برنامج «صالة التحرير» للإعلامية عزة مصطفى على قناة «صدى البلد». وأهم ما جاء فى كلامه أنه لا توجد شبكة صرف فى مصر، لأن بلادنا جافة، وتكلفة إنشائها الآن تترواح بين ٢٠٠ و ٣٠٠ مليار جنيه، وبالتالى هل نبنى شبكة جديدة بهذا المبلغ ولا نستخدمها إلا يومين فى السنة، أم نبنى بهذا المبلغ مدارس ومستشفيات؟!. هو أرجع سبب غرق الشوارع لأن هطول الامطار كان غزيرا بمعدل ٦٥٠ ألف متر مكعب فى ٩٠ دقيقة، رغم جهد الأجهزة المحلية وتواجد جميع المسئولين فى الشارع.
هذا هو كلام المتحدث باسم الحكومة وأحترم تماما صراحته حتى لو كانت صادمة، لكنها أفضل مليون مرة من التصريحات الإنشائية المدغدغة للعواطف، ولن تؤدى لشىء.
وقبل مناقشة كلامه نؤكد أن الأمطار هى من فعل الطبيعة، وتحدث فى كل دول العالم المتقدم والمتخلف. ونشاهد أمطارا وأعاصير وعواصف تقتلع فى طريقها الأخضر واليابس. لا أحد يختلف على ذلك. الخلاف فقط على كيفية استعداد كل دولة لغضب الطبيعة، وهل تتخذ الإجراءات الكافية أم لا؟!
أعود لمناقشة كلام المتحدث باسم الحكومة حتى نصل إلى أفضل الطرق للحل.
هو يقول إن الأمطار الأخيرة والسيول التى تحدث بمصر بسبب التغير المناخى، وهو مدخل مهم للمناقشة. فإذا كنا ندرك جميعا أن التغيرات المناخية بدأت تؤثر على غالبية بلدان العالم، ومصر من بينها، فالسؤال الموجه للحكومة: هل لدينا أى استعدادات أو حتى دراسات للتعامل مع هذه التغيرات؟! وإذا كنا غير قادرين على التعامل مع أمطار حجمها ٦٥٠ ألف متر سقطت فى نصف يوم، فكيف سنتعامل مع ذوبان جليد قد يغرق أجزاء كبيرة من الدلتا لا قدر الله؟!
يسأل السفير نادر سعيد بصيغة استنكارية ويقول: هل نبنى شبكة صرف أم مدارس ومستشفيات؟.. وتقديرى أنه لم يكن موفقا فى هذه المقارنة، لعدة أسباب أولها أنه لم يفكر أن بعض الناس سيسألون مستنكرين ايضا: نحن لا نختلف على بناء المدارس والمستشفيات، لكن هناك أشياء أخرى يتم بناؤها قد لا تمثل أولوية الآن أو غدا !!
يقول السفير إن القاهرة القديمة والمدن الأخرى لم يتم فيها بناء شبكة صرف، لأننا لم نكن بحاجة إليها إلا مرة كل عام أو عامين. والسؤال هنا: ولماذا لم نفعل ذلك فى المدن الجديدة مثل القاهرة الجديدة؟ وهل نحن نلزم المطورين بأن يقيموا شبكات صرف فى المدن الجديدة التى نقوم ببنائها الآن تحسبا للمستقبل؟!
النقطة الثالثة أن كثيرا من المصريين الذين تألموا مما شاهدوه فى الأيام الأخيرة، لم يسألوا أصلا عن شبكة الصرف القومية، بل اشتكوا من أشياء بسيطة مثل عدم وجود مخرات لا تكلف المليارات فى الطرق والكبارى، بحيث لا تتكون برك وبحيرات، ولا يضطر الناس إلى السباحة الفعلية فى نفق العروبة فى قلب مصر الجديدة وغيرها؟! او غياب ثقافة التطوع ومساعدة ملايين المحشورين والمحاصرين لساعات وسط الامطار.
نعذر الحكومة لعدم وجود ميزانيات بالمليارات لإنشاء شبكة صرف جديدة. رغم وجود ادعاءات أن حكومات حسنى مبارك أنجزت بناء هذه الشبكة فى غالبية أحياء القاهرة الكبرى عام ١٩٩٠، لكن ما لم يمكن أن نعذر الحكومة عليه، أننا صرنا نغرق فعلا فى «شبر ميه»، ليست القضية أن يتواجد المسئولون فى مكان الأمطار، أو لا يناموا هذه الليلة، لكن أن يكونوا قد أدوا وأنجزوا عملهم قبل هطول الأمطار. لا نريد من المحافظ أو الوزير أو مسئول المحليات أن يشفطوا المياه بأنفسهم، بل أن يتخذوا سياسات تقلل قدر الإمكان من غضب الطبيعة.
ختاما أتمنى أن تدرس الحكومة والدولة فكرة إنشاء لجنة قومية بصلاحيات واسعة تناقش بهدوء قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على مصر، وما الذى ينبغى أن نفعله، سواء بصورة عاجلة أو آجلة، وأن يتم فتح نقاش مجتمعى حقيقى ــ وليس كروتة ــ فى هذه القضية حتى لا نتفاجأ بغضب الطبيعة الحقيقى الذى لم نجربه حتى الآن!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مناقشة منطق السفير نادر سعد فى مناقشة منطق السفير نادر سعد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
  مصر اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
  مصر اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 17:42 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني
  مصر اليوم - أحمد عز يتحدث عن الفترات الصعبة في مشواره الفني

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 09:04 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

فولكس واغن تعيد إحياء علامة الأوف رود الأميركية "سكاوت"

GMT 17:01 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 02:21 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

تعرّف على أشهر 9 رؤساء للبرلمان المصري

GMT 11:00 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

الراحة النفسية في ارتداء الملابس أهم من المنظر الجذاب

GMT 12:06 2024 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

أحدث صيحات حقائب الشاطئ لهذا الصيف

GMT 10:16 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما يزهر الخريف

GMT 09:39 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

الفرق بين العطور الصيفية والشتوية

GMT 21:14 2021 الأربعاء ,02 حزيران / يونيو

هواوي تطلق رسميا نظام HarmonyOS لـ 100 مليون جهاز الليلة

GMT 09:33 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج القوس

GMT 22:33 2021 الجمعة ,19 شباط / فبراير

أول إعلان رسمي من إدارة بايدن بشأن سد النهضة

GMT 02:37 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان سلامة توضح أن شخصية ليلي في"الأب الروحي" كانت تحدي

GMT 08:22 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

Casio" " تُعلن عن ساعتها الجديدة الذكية "WSD-F20A"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon