توقيت القاهرة المحلي 12:49:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى مناقشة منطق السفير نادر سعد

  مصر اليوم -

فى مناقشة منطق السفير نادر سعد

بقلم : عماد الدين حسين

الطريقة التى رد بها السفير نادر سعد المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء مساء الأربعاء الماضى، على اسئلة الاعلام بشأن الأمطار وشبكة الصرف لم تكن ــ من وجهة نظرى ــ موفقة، وربما ادت إلى عكس ما كانت تريده الحكومة!
بالصدفة كتبت فى مقالى أمس فى «الشروق» تحت عنوان «لماذا نعجز دائما عن مواجهة الأمطار؟!» مطالبا الحكومة بأن تكشف للشعب سبب العجز وما هى تكلفة بناء شبكة صرف جديدة؟
وفى المساء تحدث السفير نادر سعد مع أكثر من فضائية، منها برنامج «صالة التحرير» للإعلامية عزة مصطفى على قناة «صدى البلد». وأهم ما جاء فى كلامه أنه لا توجد شبكة صرف فى مصر، لأن بلادنا جافة، وتكلفة إنشائها الآن تترواح بين ٢٠٠ و ٣٠٠ مليار جنيه، وبالتالى هل نبنى شبكة جديدة بهذا المبلغ ولا نستخدمها إلا يومين فى السنة، أم نبنى بهذا المبلغ مدارس ومستشفيات؟!. هو أرجع سبب غرق الشوارع لأن هطول الامطار كان غزيرا بمعدل ٦٥٠ ألف متر مكعب فى ٩٠ دقيقة، رغم جهد الأجهزة المحلية وتواجد جميع المسئولين فى الشارع.
هذا هو كلام المتحدث باسم الحكومة وأحترم تماما صراحته حتى لو كانت صادمة، لكنها أفضل مليون مرة من التصريحات الإنشائية المدغدغة للعواطف، ولن تؤدى لشىء.
وقبل مناقشة كلامه نؤكد أن الأمطار هى من فعل الطبيعة، وتحدث فى كل دول العالم المتقدم والمتخلف. ونشاهد أمطارا وأعاصير وعواصف تقتلع فى طريقها الأخضر واليابس. لا أحد يختلف على ذلك. الخلاف فقط على كيفية استعداد كل دولة لغضب الطبيعة، وهل تتخذ الإجراءات الكافية أم لا؟!
أعود لمناقشة كلام المتحدث باسم الحكومة حتى نصل إلى أفضل الطرق للحل.
هو يقول إن الأمطار الأخيرة والسيول التى تحدث بمصر بسبب التغير المناخى، وهو مدخل مهم للمناقشة. فإذا كنا ندرك جميعا أن التغيرات المناخية بدأت تؤثر على غالبية بلدان العالم، ومصر من بينها، فالسؤال الموجه للحكومة: هل لدينا أى استعدادات أو حتى دراسات للتعامل مع هذه التغيرات؟! وإذا كنا غير قادرين على التعامل مع أمطار حجمها ٦٥٠ ألف متر سقطت فى نصف يوم، فكيف سنتعامل مع ذوبان جليد قد يغرق أجزاء كبيرة من الدلتا لا قدر الله؟!
يسأل السفير نادر سعيد بصيغة استنكارية ويقول: هل نبنى شبكة صرف أم مدارس ومستشفيات؟.. وتقديرى أنه لم يكن موفقا فى هذه المقارنة، لعدة أسباب أولها أنه لم يفكر أن بعض الناس سيسألون مستنكرين ايضا: نحن لا نختلف على بناء المدارس والمستشفيات، لكن هناك أشياء أخرى يتم بناؤها قد لا تمثل أولوية الآن أو غدا !!
يقول السفير إن القاهرة القديمة والمدن الأخرى لم يتم فيها بناء شبكة صرف، لأننا لم نكن بحاجة إليها إلا مرة كل عام أو عامين. والسؤال هنا: ولماذا لم نفعل ذلك فى المدن الجديدة مثل القاهرة الجديدة؟ وهل نحن نلزم المطورين بأن يقيموا شبكات صرف فى المدن الجديدة التى نقوم ببنائها الآن تحسبا للمستقبل؟!
النقطة الثالثة أن كثيرا من المصريين الذين تألموا مما شاهدوه فى الأيام الأخيرة، لم يسألوا أصلا عن شبكة الصرف القومية، بل اشتكوا من أشياء بسيطة مثل عدم وجود مخرات لا تكلف المليارات فى الطرق والكبارى، بحيث لا تتكون برك وبحيرات، ولا يضطر الناس إلى السباحة الفعلية فى نفق العروبة فى قلب مصر الجديدة وغيرها؟! او غياب ثقافة التطوع ومساعدة ملايين المحشورين والمحاصرين لساعات وسط الامطار.
نعذر الحكومة لعدم وجود ميزانيات بالمليارات لإنشاء شبكة صرف جديدة. رغم وجود ادعاءات أن حكومات حسنى مبارك أنجزت بناء هذه الشبكة فى غالبية أحياء القاهرة الكبرى عام ١٩٩٠، لكن ما لم يمكن أن نعذر الحكومة عليه، أننا صرنا نغرق فعلا فى «شبر ميه»، ليست القضية أن يتواجد المسئولون فى مكان الأمطار، أو لا يناموا هذه الليلة، لكن أن يكونوا قد أدوا وأنجزوا عملهم قبل هطول الأمطار. لا نريد من المحافظ أو الوزير أو مسئول المحليات أن يشفطوا المياه بأنفسهم، بل أن يتخذوا سياسات تقلل قدر الإمكان من غضب الطبيعة.
ختاما أتمنى أن تدرس الحكومة والدولة فكرة إنشاء لجنة قومية بصلاحيات واسعة تناقش بهدوء قضية التغيرات المناخية وتأثيرها على مصر، وما الذى ينبغى أن نفعله، سواء بصورة عاجلة أو آجلة، وأن يتم فتح نقاش مجتمعى حقيقى ــ وليس كروتة ــ فى هذه القضية حتى لا نتفاجأ بغضب الطبيعة الحقيقى الذى لم نجربه حتى الآن!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى مناقشة منطق السفير نادر سعد فى مناقشة منطق السفير نادر سعد



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 11:47 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما
  مصر اليوم - أشرف عبد الباقي يكشف أسباب ابتعاده عن السينما

GMT 05:22 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية
  مصر اليوم - حجب منصة “إكس” في البرازيل للمرة الثانية

GMT 09:51 2024 السبت ,08 حزيران / يونيو

أنواع مختلفة من الفساتين لحفلات الزفاف

GMT 06:29 2015 الإثنين ,28 كانون الأول / ديسمبر

قضية فرخندة مالك زادة تفضح ظلم القضاء الأفغاني للمرأة

GMT 19:55 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنانة فاتن الحناوي بسبب إصابتها بفشل كلوي

GMT 03:38 2017 الجمعة ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزارة التخطيط تؤكد أن 5000 فدان في الفرافرة جاهزين للزراعة

GMT 22:33 2016 الجمعة ,18 آذار/ مارس

طريقة عمل البوظة السورية

GMT 09:56 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

توقيع رواية "ودارت الأيام" في بيت السناري

GMT 12:56 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

Snapchat سيتيح للمستخدمين قريبا تغيير "اسم المستخدم" الخاص بهم

GMT 06:41 2021 السبت ,19 حزيران / يونيو

الأرجنتين يتخطى عقبة أوروجواي بهدف نظيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon