توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قضية المصريين هذه الأيام

  مصر اليوم -

قضية المصريين هذه الأيام

بقلم: عماد الدين حسين

ما هى أهم قضية تشغل غالبية المصريين هذه الأيام؟!

هناك قضايا كثيرة، لكن فى تقديرى الشخصى، فإن القضية الأهم هى سعى وحيرة ٤٨٣١٦٣ طالبا وطالبة، نجحوا فى الثانوية العامة فى الالتحاق بالمعاهد والجامعات المختلفة.

منذ إعلان نتيجة الثانوية العامة يوم السبت قبل الماضى، بنسبة نجاح ٧٨،٦٪، ثم الإعلان عن الحد الأدنى لتنسيق المرحلة الأولى. فإن الشغل الرئيسى للطلاب الناجحين صار هو: أى كلية أو معهد يمكننا الالتحاق به؟!
بطبيعة الحال المتفوقون جدا والذين حصلوا على مجموع أعلى من الحد الأدنى، لن يواجهوا أى مشكلة فى الالتحاق بالكلية التى يريدونها.

والملاحظة المهمة هى ارتفاع عدد من حصلوا على مجاميع مرتفعة. على سبيل المثال فإن ٣٦٪‏ من الناجحين حصلوا على أكثر من ٩٠٪‏، منهم ١٧٪‏ حصلوا على مجاميع أكثر من ٩٥٪‏، بارتفاع نحو ٦٪‏ عن العام الماضى. وبالتالى فالنتيجة المنطقية هى ارتفاع الحد الأدنى للقبول بالكليات التى يطلق عليها «القمة».

من التحق بالكلية التى يريدها، فى نعمة كبيرة لا يشعر بها، لأنه يتلقى تعليما مجانيا تقريبا فى حين أن زميله الذى يقل مجموعه عن هذا الحد الأدنى ولو بواحد من عشرة فى المائة فقط، ويريد الالتحاق بنفس الكلية فى الجامعات الخاصة، مطلوب منه، أن يدفع مبالغ لا تقل عن سبعين ألف جنيه وقد تتضاعف للسنة الواحدة.
ليس كل المصريين أغنياء، بل نسبة صغيرة جدا منهم، والغالبية «تطفح الكوتة فعلا وتكح تراب»، من أجل توفير الأموال اللازمة لإلحاق أولادهم بالجامعات.

أعرف حالة اضطرت فيها الأسرة إلى بيع شقة كانوا يدخرونها لمواجهة تكاليف زواج البنت أو أى شىء طارئ!
أسرة ثانية اضطرت للحصول على قرض بـ ٥٠ ألف جنيه لتسديد القسط الأول من رسوم كلية طب أسنان بالجامعات الخاصة، علما أن هذه الكلية وصيدلة وغالبية الكليات الطبية ارتفعت رسومها بنسب وصلت إلى أكثر من ٧٠٪.

 

أسر أخرى فى الريف والصعيد تبيع أغلى ما تملك وهى الأرض، كى تؤمن للأولاد تعليما مختلفا يقودهم إلى الترقى الاجتماعى.

نموذج ثالث لرجل صار عمله فى الخليج قاصرا فقط على تمويل عملية تعليم الأولاد، هو يريد العودة لمصر منذ فترة طويلة لكن أى عمل يلائم مؤهلاته فى مصر لن يكون كافيا لتعليم خمسة أولاد فى مراحل التعليم المختلفة منهم اثنان فى الجامعات الخاصة.

من حق كل طالب وأسرته أن يأملوا ويحلموا بالالتحاق بكلية مرموقة تؤمن لهم مستقبلا جيدا.

لكن مع هذه الحلم، ينبغى أن يكون هناك نظرة إلى الواقع. ومرة أخرى لا يمكن للجميع أن يدخل كليات القمة فقط، لأن المجتمع يحتاج لكل التخصصات من أول عامل النظافة نهاية بعالم التكنولوجيا النووية.

قبل أيام قابلت الدكتور خالد عبدالغفار، خلال حفل تخريج الكليات الحربية، وتحدثنا عن عملية القبول، والرجل وجّه لى عتابا مهذبا، لأننى كتبت أن بعض أصحاب الجامعات الخاصة يحتاجون زيادة أعداد المقبولين، خصوصا فى الصيدلة وطب الأسنان.

هو قال لى إن هذه المطالبة غير منطقية لأن عدد الخريجين صار أكبر من حاجة المجتمع وحاجة السوق، وبالتالى فإن الوزارة تنظر للأمر من كل جوانبه، وليس فقط من زاوية أصحاب الجامعات.

ظنى الشخصى أن من حق أى شخص أن يحلم بالكلية التى يريدها، ويسعى فى ذلك بكل السبل، لكن ماذا لو كان عدد الراغبين فى الالتحاق بطب الأسنان أو الصيدلة مثلا أعلى من حاجة السوق، إذا كان الامر كذلك، فمن حق المجلس الأعلى للجامعات، أن يرفع الحد الأدنى أو يلزم به الجامعات، حتى لا نلقى بالخريجين فى سوق البطالة.

التحدى الأكبر هو تغيير ثقافة المجتمع بكل فئاته نحو التعليم الفنى الحقيقى، وليس هذا النوع الموجود فى الدبلومات الفنية الثلاثة الزراعة والصناعة والتجارة.

تعليم فنى يقوم بتخريج صنايعية بجد مثل صنايعية زمان، وليس خريجين لا يعرفون أى شىء عن أى مهنة، ويكون مصيرهم المحتوم هو قيادة التوك توك!

كل التوفيق لجميع الطلاب وكان الله فى عون أى أسرة مصرية خصوصا لو كانت فقيرة أو متوسطة الحال وتريد أن تلحق أحد أبنائها بجامعة خاصة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قضية المصريين هذه الأيام قضية المصريين هذه الأيام



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon