توقيت القاهرة المحلي 10:04:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حكاية ممدوح غراب مع التوك توك

  مصر اليوم -

حكاية ممدوح غراب مع التوك توك

بقلم - عماد الدين حسين

هناك تجربة مهمة فى محافظة الشرقية نتمنى لها النجاح وأن يتم تعميمها فى بقية المحافظات.
المحافظ الدكتور ممدوح غراب قرر تقنين عمل التكاتك، وتطبيق ذلك على أرض الواقع.

قابلت الدكتور غراب يوم السبت قبل الماضى، خلال افتتاح بعض المشروعات القومية انطلاقا من محطة معالجة مياه الصرف الصحى بالجبل الأصفر. وحكى لى عن الخطوات العملية التى اتخذها فى هذا الصدد منذ تعيينه محافظا للإقليم فى ٣٠ أغسطس الماضى.
هو قرر منع سير التوك توك داخل المدن، وحدد له حرية الحركة فى القرى وخارج المدن بخط سير واضح ومحدد ومعلن. المحافظ يقول إنه يدرك استحالة منعه تماما، بعد ان صارت له أهمية فى بعض المناطق النائية مثل القرى والأرياف والمناطق التى لا توجد بها مواصلات منتظمة. لكن لن يسمح له بتاتا بالعمل داخل المدن كما كان الحال قبل ذلك.
المحافظ لم يكتفِ باتخاذ القرار فقط كما فعل كثيرون، ولكن قرر اللجوء إلى تطبيقه بصورة غير معهودة، حيث طلب من بعض موظفى الوحدات المحلية بالمحافظة الوقوف على مداخل ومخارج المدن لضبط أصحاب المركبات المخالفة ومراقبتها، كما اتفق غراب مع مدير أمن المحافظة على وقوف عدد من أفراد الشرطة مع موظفى الإدارة المحلية. 
قرار المحافظ كان واضحا وهو أن أى توك توك لا يقوم بتوفيق أوضاعه، أى ترخيصه وتركيب أرقام أو «نمر»، وكذلك الالتزام بخط السير، فسوف يتم مصادرته فورا، وهو ما حدث بالفعل مع أكثر من ٢٢٤٠ مركبة منذ بدء تطبيق القرار.
نتيجة لهذا التصدى الواضح فإن عدد المركبات التى تعمل داخل المدن انخفض بنسبة تصل إلى ٧٠٪، خصوصا أن عقوبة المخالف ليست فقط مصادرة التوك توك، بل غرامة قدرها عشرة آلاف جنيه، كما يقول غراب.
المفارقة أن عددا من أصحاب وسائقى التكاتك تجمعوا أكثر من مرة، وحاولوا الاحتجاج والاعتصام أمام المحافظة ضد قرار غراب.
انتهى كلام المحافظ، لكن الملاحظ أن هذا التجمع الاحتجاجى لم يكن يعبر فقط عن غضب أصحاب وسائقى التكاتك، ولكن عن غضب لوبى كبير يملك ويتحكم فى عمل هذه المركبات العشوائية، وهو امر مثير حتى نعرف من الذى يقف خلف هذه الظاهرة الملعونة.
من بين البيانات المهمة التى ينبغى أن نعرفها هى خريطة ملاك التكاتك.. هل هم من يركبونها من الشباب صغير السن، أم أن هناك آخرين وما هى مهنهم وهل يمثل بعضهم حماية لهذه الفئة شبه المتمردة على المجتمع؟!
انتشار التوك توك أدى إلى العديد من الأمراض والظواهر الاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية الخطيرة.
أحد المسئولين حكى لى أن هناك تلاميذ يتهربون ويتسربون من المدارس، أعمارهم تقل عن تسع سنوات لقيادة التوك توك. بل إن هناك بعض المدرسين يعملون معلمين صباحا، وسائقين على التوك توك مساء.
وبالطبع فإن الظاهرة الأخطر، هى أن غالبية مساعدى الصنايعية فى معظم الحرف تركوها، واتجهوا إلى التوك توك لأنه يعطيهم إحساسا زائفا بالقيادة و«المرجلة»، كما أن عائده فى أربع ساعات، أعلى من العائد فى العمل مساعدا للسباك أو النجار أو النقاش طوال اليوم. والنتيجة المحزنة لذلك، هى أن مصر تكاد تخسر أجيالا من صنايعية المستقبل.
مرة أخرى لا أحد عاقل يطالب بإلغاء التوك توك تماما، لأنه صار وسيلة أساسية للتنقل خصوصا فى الأرياف أو المناطق التى لا تصلها المواصلات العامة أو الخاصة المنتظمة.
لكن تنظيمها صار مسألة حياة أو موت من أجل أن يعود القانون للعمل مرة أخرى، ومن أجل أن يشعر الناس أن هناك نظاما فى هذا البلد، وأن هناك هيبة للدولة.
ترك التوك توك بهذا الشكل يهدد البلاد بأمراض متنوعة، وبالتالى فالجميع فى انتظار أن تطبق وزارة التنمية المحلية ما وعدت به من تنظيم وتقنين للتوك توك. وأن تقدم لنا جدولا زمنيا لتطبيق ذلك على أرض الواقع.
طبقا لما سمعته فإن تجربة د. ممدوح غراب مبشرة، ونرجو نجاحها واكتمالها حتى يتم تطبيقها فى كل المحافظات، حتى يعود للشوارع الحد الأدنى من القانون وحتى يعود للناس الأمل فى حياة آدمية، وليست حياة التكاتك التى تكسر كل القوانين والقيم.

نقلًا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكاية ممدوح غراب مع التوك توك حكاية ممدوح غراب مع التوك توك



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

28 شهيدًا في شمال غزة وحماس مستعدة لاتفاق لوقف إطلاق النار
  مصر اليوم - 28 شهيدًا في شمال غزة وحماس مستعدة لاتفاق لوقف إطلاق النار

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon