توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شروط نهاية الفساد فى إفريقيا

  مصر اليوم -

شروط نهاية الفساد فى إفريقيا

بقلم: عماد الدين حسين

يحسب لمصر مبادرتها إلى استضافة المنتدى الإفريقى الأول لمكافحة الفساد والذى عقد يومى الأربعاء والخميس الماضيين، فى شرم الشيخ بحضور مميز لـ٥١ دولة إفريقية إضافة إلى أربع دول عربية كضيوف شرف، وبمشاركة ٢٠٠ شخصية رفيعة المستوى.

المؤتمر افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسى وأكد خلاله أن مصر قطعت شوطا كبيرا فى مكافحة الفساد خلال السنوات الأخيرة، مشددا على ضرورة تعزيز قيم النزاهة والشفافية والحفاظ على المال العام وحسن إدارته، فى حين أن الوزير اللواء شريف سيف الدين، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، أكد أن الفساد هو العدو الأكبر لإفريقيا، لأن خسائره تقدر بمليارات الدولارات سنويا.

ليست هذه هى المرة الأولى التى تستضيف فيها مصر مؤتمرا يناقش مكافحة الفساد فى إفريقيا، والملاحظ أن هناك نشاطا مصريا ملحوظا فيما يخص القارة منذ أن تسلمت القاهرة رئاسة الاتحاد الإفريقى فى يناير الماضى.

علينا أن نستمر فى محاولات دق نواقيس الخطر بشأن ضرورة استئصال سرطان الفساد، لكن من المهم أن نكون واقعيين ومدركين أن المعركة ضد الفساد فى القارة السمراء طويلة ومعقدة، بل وتحتاج إلى معجزة، لأن الفساد فى إفريقيا صار يشبه السرطان.

طبقا للمراقب العام فى نيجيريا أنطونيو مكاثى فإن حجم الرشاوى فى العالم وصل إلى أكثر من ٢٫٥ تريليون دولار، والتقديرات أن نسبة كبيرة منه فى إفريقيا، وطبقا لتقارير الأمم المتحدة فإن الفساد يكلف إفريقيا ١٤٨ مليار دولار سنويا.

خلال مؤتمر شرم الشيخ شرحت كل دولة خططها واستراتيجياتها فى الماضى والحاضر لمكافحة الفساد، وماذا تنوى أن تفعل فى المستقبل، لكن ما لا يقال بوضوح، هو أن الفساد فى إفريقيا متجذر، وبالتالى فهناك شروط موضوعية، لابد أن تتحقق للتخلص من الفساد.

أولا: تحتاج القارة إلى محاربة الفساد أولا، قبل أن تحارب الفاسدين. سقوط بعض رموز الفساد مهم جدا، لكنه غير كاف بالمرة. لأن ذلك إذا لم يكن مقرونا بمكافحة الفساد نفسه، فسوف يتم إعادة إنتاج فاسدين جدد، بدلا من الذين سقطوا. وللأسف فإن غالبية بلدان القارة تحارب بعض الفاسدين لكنها لم تشرع حتى الآن فى محاربة الفساد، ولكى نحارب الفساد فالمطلوب تشريعات حازمة وجازمة تمنع الفساد من الأساس، وبالتالى سيتم القضاء على الفاسدين أولا بأول.

ويرتبط بذلك القضاء على الجريمة المنظمة، وبناء آليات تعاون لمكافحة الفساد، والنهوض بالإنسان كأساس للوحدة والتكامل فى التنمية وتحقيق العدل والأمن كأساس للتنمية، المحاور السابقة ذكرها اللواء شريف سيف الدين فى كلمته، وهى تحتاج إلى جهد كبير لكى يتم تطبيقها على أرض الواقع.

التحدى الثانى أن بلدانا إفريقية كثيرة لم تعرف مفهوم الدولة الحديثة حتى الآن، وبعضها لا يزال يتقاتل على الهوية أو على أساس القبيلة، وهى صراعات تفتح الباب واسعا للفساد بأشكاله المختلفة، وتمنع أو تعوق وجود دولة القانون.

التحدى الثالث والمهم هو أن الكثير من النخب والمسئولين الأفارقة غارقين حتى رءوسهم فى عمليات فساد وغسيل أموال منظمة، رغم أنهم يفترض أن يكافحوا الفساد!!!.

بعض هؤلاء المسئولين هم الذين يسهلون استنزاف الشركات الدولية الكبرى لثروات بلادهم بتراب الفلوس، مقابل ما يحصلون عليه من عمولات وإتاوات أيضا من هذه الشركات الكبرى أو بعض الحكومات الأجنبية.

التحدى الرابع ويرتبط بما سبقه وهو غياب أسس المساءلة والمحاسبة والشفافية فى العديد من البلدان الإفريقية، بما يسهل من عمل الفاسدين. ويرتبط بما سبق غياب اختيار العديد من الحكومات والمسئولين الأفارقة بصورة ديمقراطية صحيحة ونزيهة وعادلة.

طبعا حينما يتحدث المسئولون الأفارقة فى المؤتمرات والمنتديات القارية والإقليمية والدولية، فإن معظمهم يتحدثون عن تصريحات وكلمات وأحلام وردية مثل تطوير بنية تشريعية لمكافحة الفساد، وإجراء تعديلات على القوانين المرتبطة به، خصوصا مواجهة جرائم الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، ومواجهة جرائم الرشوة وغسيل الأموال، والتنسيق بين البلدان الإفريقية لمواجهة هذه الجرائم.

كل ذلك كلام طيب، لكن من دون وجود إرادات سياسية من جميع أو أغلب البلدان الإفريقية لمواجهة الفساد، فلن يتغير شىء. العديد من بلدان القارة تفتقد وجود الحكم الرشيد بمعناه الشامل، وبالتالى فمن دون وجود هذا النوع من الحكم، فسوف يستمر الفساد كما هو.

لكن وحتى يتحقق ذلك، فعلينا ألا نيأس، بل نستمر فى التنبيه والتحذير، لعل وعسى!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شروط نهاية الفساد فى إفريقيا شروط نهاية الفساد فى إفريقيا



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon