توقيت القاهرة المحلي 00:42:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هذا العالم الملىء بالأشرار

  مصر اليوم -

هذا العالم الملىء بالأشرار

بقلم - عماد الدين حسين

لو أن العالم يسير بصورة مثالية، لتحول الناس إلى ملائكة، وما كانت هناك جنة ولا نار.
هذا العالم الذى نعيشة ملىء بالأشرار والأوباش والسفاحين والمستبدين والفاسدين، لكنه ملىء أيضا بالطيبين والنبلاء والمتسامحين والعادلين والأطهار. المشكلة التى تواجه كثيرين هى أنهم يعتقدون أن القواعد المثالية ينبغى أن تكون هى الحاكمة، ولها الكلمة العليا، وعندما لا يتحقق ذلك، يصابون باليأس والإحباط والقنوط، وربما يدفعهم ذلك إلى الانعزال بل وهجر الحياة بكاملها.
لا أتحدث عن شخص أو دولة بعينها بل عن ظاهرة تتكرر فى الكثير من بلدان العالم.

والذى دفعنى إلى الكتابة عن هذا الموضوع تحديدا، أننى سمعت عبارة «العالم ملىء بالأشرار والأوباش» كثيرا فى الأسابيع الأخيرة، بالتزامن مع موجة عاتية من صعود اليمين المتطرف العنصرى فى العديد من بلادن العالم، وآخرها البرازيل. وموجة أخرى من كراهية الأجانب وفى مقدمتهم الأفارقة، فى أوروبا وأمريكا، وموجات لا تتوقف من الحروب الأهلية والعرقية والطائفية، للأسف فإن معظمها يدور فى منطقتنا العربية والإسلامية، ونشهد فيها وبسببها العديد من الجرائم الوحشية التى لم نكن نتصور وجودها. 
كان جدنا الأول آدم يعيش فى الجنة، ثم خرج منها حينما عصى أمر ربه، وأكل التفاحة، وبعدها قتل قابيل شقيقه هابيل ولم يكلف نفسه حتى دفن جثته بصورة لائقة، وجاء الغراب ليعلمه كيف يوارى سوءة أخيه!!.

منذ هذه اللحظة، والظلم والقهر والقتل والتجبر لم يتوقف فى العالم، والمؤكد أنه لن يتوقف حتى تقوم الساعة، ونقف جميعا أمام الله الواحد القهار، ووقتها سيتلقى الطغاة الجزاء العادل.
لكن إلى أن يحدث ذلك، فإن المتجبرين سيواصلون تجبرهم، سيرتكبون الجرائم ولن يحاكمهم أحد، لأنهم يملكون الكثير من عناصر القوة، التى تتيح لهم الإفلات بجرائمهم.
لكن هل هذا حكم نهائى يعنى أن أبواب العدل موصدة، ولن تفتح إلا يوم القيامة؟!.
الإجابة هى لا. لأن الأمم الحية والعفية تمكنت من بلورة وصياغة سياسات مكّنت مجتمعاتها من إقامة دولة القانون، التى تستطيع فى مرات كثيرة من تحقيق العدل ولو بصورة نسبية.

القهر والظلم والفساد والتعذيب، موجود فى كل مكان بالعالم. الفارق الوحيد أن بعض الدول تمكنت من ترويضه والتحكم فيه وتقليله، فى حين لم تنجح دول أخرى كثيرة، للأسف معظمها موجود فى العالم الثالث، الذى ننتمى إليه.
حينما ينتشر الفقر والجهل تزيد فرص الاستبداد، لكن المفارقة أن الاستبداد ليس قاصرا فقط على البلدان الفقيرة، فهو ينتشر أيضا فى بلدان غنية جدا، لدرجة تدفع البعض للحديث عن ظروف وأحوال معينة تجعل شعبا أو شعوبا لديها القابلية للاستعباد أو الاستبداد أو حتى الاستعمار!.
انتصار الظلم والقهر، ليس قدرا محتما طوال الوقت، وكلما زادت معدلات التنمية والبناء، وتحسن مستوى التعليم والصحة، وارتفع معدل المشاركة والتوافق، كلما تحسنت مستويات حياة الشعوب.
من سوء الحظ أن الصورة العامة فى المنطقة العربية خصوصا فى تلك البلدان التى ضربها فيروس الإرهاب، تقول إننا سوف نحتاج إلى وقت طويل حتى تبدأ هذه البلدان فى التعافى.

نقلا عن الشروق

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا العالم الملىء بالأشرار هذا العالم الملىء بالأشرار



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 04:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
  مصر اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,08 تموز / يوليو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 09:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

أهم 3 نصائح لاختيار العباية في فصل الشتاء

GMT 02:22 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"الزراعة" تؤكد البلاد على وشك الاكتفاء الذاتي من الدواجن

GMT 13:41 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو جديد لـ"طفل المرور" يسخر من رجل شرطة آخر

GMT 02:57 2020 الإثنين ,06 إبريل / نيسان

رامى جمال يوجه رسالة لـ 2020

GMT 02:40 2020 السبت ,22 شباط / فبراير

المغني المصري رامي جمال يحرج زوجته على الملأ
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon