توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

التفتيش فى نوايا الكاتب

  مصر اليوم -

التفتيش فى نوايا الكاتب

بقلم : عماد الدين حسين

 على مدى يومى ١٧ و١٨ فبراير الماضى كتبت مقالين الأول كان بعنوان: «مغزى القبض على عنان وجنينة وأبوالفتوح»، والثانى بعنوان «قواعد اللعبة الجديدة».

المقالان كانا عبارة عن محاولة لقراءة وتحليل موضوعى للمشهد السياسى وقتها من دون إبداء رأى مع أو ضد.
البعض أعجبه ما كتبت ظنا أنه يؤيد وجهة نظره، والبعض الآخر هاجمه بعنف ظنا أنه ضد وجهة نظره. والغريب أن التأييد والمعارضة يومها كان داخل كل معسكر، أى المؤيدين والمعارضين.

ما الجديد فيما سبق، خاصة أن أى مقال يفترض أن ينال التأييد أو المعارضة، كما أن بعض المقالات من دون طعم لا يشعر بها أحد؟!.

الجديد أن صديقا عزيزا، أقرب إلى المعارضة، قال لى إن بعض المعارضين يعتقدون أن الحكومة طلبت منى أن أكتب هذه المقالات، لأنها تثبت وضعا قائما، وتصيب المعارضين باليأس والإحباط. وصديق آخر وصفها بأنها مقالات شجاعة توصف الحال الصعبة التى تعيشها مصر فى هذه الأيام على حد قوله.

لماذا أسرد هذا الكلام الذى قد يبدو تضييعا لوقت القارئ؟!.

لسبب بسيط هو الحيرة التى يشعر بها كل من يحاول أن يحترم قلمه، فيتلقى السهام والطعنات والبذاءات من كل من هب ودب.

كل طرف يحاول أن تكون معه على طول الخط، وإلا فالبديل أن يتم اتهامك بالعمالة والخيانة، وقائمة من التهم المكررة التى لا تنتهى.

المشكلة الآن أن أى كاتب يريد أن يحترم نفسه وقلمه، سيجد نفسه مضطرا إلى شرح نفسه فى كل كلمة أو عبارة أو فقرة أو مقال أو تحليل.

بعض أصحاب النوايا الحسنة ومعهم غالبية الجهلاء، يريدك أن تقف فى معسكره فقط وإلا فإنك مارق ينبغى التربص به فى كل لحظة.

مشكلة هؤلاء وهى نفسها المشكلة الأبرز فى الإعلام المصرى، أن الكثيرين لا يتصورون أن هناك آراء ثالثة ورابعة وخامسة فى أى قضية، وأنه ليس بالضرورة، أن يكون رأيك أو رأيى هو الصحيح، فربما هناك رأى ثالث أصح، أو هناك احتمال أكبر بأن بعض رأيك وبعض رأيى هو الأقرب إلى الصواب. وقد تكون على صواب اليوم وعلى خطأ غدا.

لا يوجد أحد منا منزه عن الخطأ، ولا يوجد من هو على صواب طوال الوقت أو العكس. نحن بشر نصيب ونخطئ، لكن الأهم أن نتعلم من الخطأ ونتعلم أن نكون منصفين وموضوعيين.

بجانب حسنى النية، هناك المتربصون الذين يصطادون لك كلمة من هنا أو تعبيرا أو مداخلة من هناك، وينزعها من سياقها، ثم يعرضها على العامة، ليظهرك بأنك تناقض نفسك!!. هؤلاء لا يكلفون أنفسهم شجاعة عرض هذا الكلام بالكامل وفى سياقه الصحيح زمانا ومكانا.

أدرك تماما أنه يصعب أن نرضى المتربصين فى هذا المعسكر أو ذاك، وبالتالى علينا أن نتحمل رذالتهم.

لكن ما يحز فى النفس ما يأتى ممن نظنهم يتمتعون بالقدر الكافى من العلم والدراية والتقدير السليم للأمور. هؤلاء يعيبون على البعض استخدام نظرية المؤامرة، لكنهم أيضا صاروا يقعون فى نفس الفخ، وهو التعامل مع كل شىء باعتباره مؤامرة حتى لو كان مقالا عابرا، أو تعليقا على حدث طارئ.

قلت لصديقى الذى بدأت به الكلام: وهل حينما انتقدت فى الأسابيع الأخيرة بعض التصرفات فى قضية التعامل مع بى بى سى أو حبس خيرى رمضان، أو «قوى الشر» أو «تنفيس البخار يضعف القنوات الإخوانية» أو «ما يحتاج اليه أهالى سيناء» أو «الأخطار الثلاثة التى تهدد النظام» أو «سر انزعاج الصحفيين من غياب المنافسة» أو «ذا بوست»..هل عندما كتبت هذه المقالات، كانت الحكومة أيضا هى من طلبت منى ذلك أم أنها المعارضة هذه المرة؟

حينما يخف الاستقطاب، وتهدأ النفوس، ستعود الأمور إلى طبيعتها، وتعود للكلمة الصحيحة والصادقة قيمتها واعتبارها، وإلى أن يحدث ذلك، فنحن مضطرون إلى تحمل الكثير من البذاءات، هنا وهناك، ومحاولة تعلم الترفع عنها!

نقلًا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التفتيش فى نوايا الكاتب التفتيش فى نوايا الكاتب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon