توقيت القاهرة المحلي 22:17:32 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يلتقى محمد بن سلمان مع الأسد؟!

  مصر اليوم -

هل يلتقى محمد بن سلمان مع الأسد

بقلم : عماد الدين حسين

 حينما قابلنا ــ نحن مجموعة من الصحفيين المصريين ــ ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى منزل السفير السعودى بالقاهرة، وقتها الوزير أحمد قطان فى الخامس من مارس الماضى، كان من بين الأشياء المهمة التى قالها إن بلاده تسعى إلى إبعاد الرئيس السورى بشار الأسد عن إيران. هذا المعنى كان يعنى عمليا أن السعودية لم تعد تضع إبعاد الأسد شرطا لحل الأزمة السورية.

ما قاله ولى العهد السعودى وقتها ضمنا، أوضحه بجلاء خلال حواره مع مجلة التايم، خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة بقوله: «إن الأسد باقٍ فى سوريا، لكن ليس من مصلحته أن يترك الإيرانيين يفعلون ما يحلو لهم فى بلاده، ومن خلال ميليشياتها هناك، فإن إيران ستؤسس طريقا بريا، يمتد من طهران إلى بيروت مرورا بدمشق وبغداد، هذا الهلال الشيعى سيمنح إيران موطئ قدم أكبر فى منطقة مضطربة».

ماذا يعنى هذا الكلام؟!

المعنى واضح وهو ان تطبيع العلاقات بين السعودية وسوريا، يمكن أن يتم قريبا إذا وافقت سوريا على الشرط الجوهرى وهو الابتعاد عن إيران، بحيث تتمكن الرياض من عدم إكمال الهلال الشيعى، وبالتالى لخبطة كل الأوراق الإيرانية.

من الواضح أن محمد بن سلمان «فى عجلة من أمره بالفعل»، كما قال احد المحللين الغربيين قبل شهور، فقد هجر تماما الأسلوب الدبلوماسى السعودى التقليدى الشائع منذ تأسيس المملكة، والممثل فى التردد والتحفظ وترك الزمن يحل القضايا الصعبة، أو التفاوض خلف الأبواب المغلقة.

لم يكن أحد يتخيل أن يخرج مسئول سعودى ليقول إن الأسد باقٍ. سمعنا ذلك من مسئولين أوروبيين وحتى من دونالد ترامب، بطريقة أو بأخرى، لكن أن نسمعه من مسئول خليجى، ومن الرجل القوى فى السعودية بالأساس، فهذا تطور بالغ الدلالة، ويمكن له أن يرسم لنا بعض ملامح المرحلة المقبلة، خصوصا ما يتعلق بسوريا، خصوصا إذا علمنا ان الموقف السعودى الجديد يقترب كثيرا من الموقف المصرى، الثابت من الأزمة السورية منذ 30 يونية 2013.
عزل إيران ومطاردتها دبلوماسيا، صار هدفا سعوديا ملحا، وسمعنا من الأمير محمد ــ يوم التقيناه ــ العديد من الوقائع التى قال إن بلاده تطارد فيها، إيران دبلوماسيا من آسيا إلى إفريقيا، ومن أوروبا إلى أمريكا اللاتينية.

الجديد فى الأسابيع القليلة الماضية أن الاستراتيجية تطورت، لملاحقة إيران فى قلب نفوذها، أى سوريا والعراق.

التقارب السعودى مع العراق، صار واضحا. هى تستقبل العديد من المسئولين العراقيين البارزين، وأوفدت وزير خارجيتها عادل الجبير إلى بغداد، وتلعب بفريقها الأول لكرة القدم فى البصرة، وتستقبل أول طائرة مدنية عراقية فى مطار الرياض لأول مرة منذ ٢٧ سنة، وتتردد أنباء عن احتمال زيارة بن سلمان بنفسه لبغداد، رغم النفى السعودى الأخير.

السعودية تطارد إيران أيضا عسكريا فى اليمن، وتلاعبها فى لبنان، لكن السؤال الذى بدأنا به هو: هل يمكن للسعودية وبلدان الخليج إغراء الأسد بإعادة تعويمه، وإعادته للجامعة العربية، مقابل الابتعاد عن إيران، والاكتفاء بأحضان الدب الروسى على الأقل فى المرحلة الأولى؟!.
سؤال صعب التكهن بإجابته، ووقائع التاريخ القريبة تصعب من الإجابة. فسوريا حافظ الأسد البعثية ساندت إيران الفارسية ضد العراق العربية البعثية فى حرب الثمانى سنوات (١٩٨٠ ــ ١٩٨٨)، فإذا كانت فعلت ذلك مع حليفها فى الأيديولوجيا البعثية، فهل تخالفه مع السعودية المختلفة معها فى الكثير من الرؤى والاتجاهات والأيديولوجيا؟! أم أن الإجابة يفترض أنها تخضع للمصالح العملية البحتة؟!.

سوريا صارت فى موقف قوة، بعد الانتصارات الكبيرة فى الشهور الاخيرة التى حققتها ضد التنظيمات الإرهابية، التى كانت ممولة بالأساس من غالبية بلدان الخليج.

وأمريكا تلمح إلى أنها سوف تنسحب تماما من سوريا، والرياض تحاول إقناعها بتأجيل ذلك إلى أطول فترة ممكنة.

صار مؤكدا أن المشهد العربى الراهن سوف يشهد تغيرات دراماتيكية فى الفترة المقبلة، لدرجة ان البعض قد لا يستبعد لقاء محمد بن سلمان مع بشار الاسد، إذا وافق على التحلل من العلاقة الإيرانية.. وإنا لمنتظرون!.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يلتقى محمد بن سلمان مع الأسد هل يلتقى محمد بن سلمان مع الأسد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon