توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محمد صلاح يرد على سؤال زكى نجيب محمود!

  مصر اليوم -

محمد صلاح يرد على سؤال زكى نجيب محمود

بقلم : عماد الدين حسين

 فى عقد الثمانينيات كتب المفكر الكبير الراحل زكى نجيب محمود متعجبا من التغطية الإعلامية الواسعة النطاق لهدف علاء نبيل فى مرمى الجزائر باستاد القاهرة فى 6 يناير ١٩٨٤، وصعدنا به إلى نهائيات دورة الألعاب الأولمبية فى لوس انجلوس.

ونفس التعجب حدث بسبب تغطية واهتمام الجماهير والاعلام بهدف حسام حسن فى ١٧ نوفمبر ١٩٨٩ الذى صعد بمصر إلى نهائيات كأس العالم، التى أقيمت فى إيطاليا صيف ١٩٩٠.

المفكر والفيلسوف الكبير زكى نجيب محمود قال عبارته الشهيرة مسافرا: «كيف يمكن أن تكون قدم لاعب أهم من رأس مفكر؟!». وهو نفس التعجب والاستفهام الذى كرره كثيرون غيره.

أظن أن السؤال لو تم طرحه الان، فسوف تختلف الإجابة إلى حد كبير، والسبب أن تعامل الناس مع مباريات كرة القدم، اختلف تماما. وبالطبع لا ينبغى ان يكون هناك اهتمام بنشاط على حساب اخر، والافضل الا نقارن بين شيئين لا يمكن المقارنة بينهما.

اليوم لم تعد كرة القدم هى «لعب العيال»، كما كان يحلو للبعض القول!!، وصار احتراف أى لاعب فى أى فريق صغيرا كان أو كبيرا حلما يراود الكثير من الأسر فى العالم، بل إن الالتحاق بفريق كروى، أصعب بمراحل من الالتحاق بكليات القمة أو المكانة والنفوذ.

صارت كرة القدم صناعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ولم تعد مجرد لعبة يشارك فيها ٢٢ لاعبا من الفريقين، بل عملية اقتصادية كبيرة ومعقدة. ونسمع ونقرأ عن مبالغ خيالية فى هذه الصناعة. ويكفى أن عملية انتقال اللاعب البرازيلى نيمار دى سيلفا العام الماضى من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، تجاوزت المليار يورو، منها اكثر من 300 مليون يورو للشرط الجزائى فقط، وهو مبلغ يزيد عن ميزانيات بعض الدول!!

السؤال: هل يمكن لقدم لاعب كرة قدم أن تحدث كل هذا التأثير، هل يمكن لها أن تضبط العديد من المواعيد على توقيت ظهورها فى المباريات؟!، وكيف يمكن للاعب كرة أن يصبح أكثر تأثيرا من العديد من السياسيين بل والعديد من المؤسسات؟!
كل هذه الاسئلة وغيرها خطرت على ذهنى مساء أمس الثلاثاء، وأنا أتابع العديد من الزملاء والمعارف والأصدقاء، وهم يتحدثون عن ضرورة ضبط جدول مواعيدهم على مباراة النجم المصرى محمد صلاح مع فريقه ليفربول، ضد مانشستر سيتى فى بطولة الاندية ابطال أوروبا.

أحد الأصدقاء قال لى إنه ذهب إلى أداء واجب العزاء فى مسجد بالعجوزة مبكرا لضمان العودة للمنزل ليشاهد المباراة من بدايتها.

زميل آخر اضطر إلى تأجيل موعد الذهاب إلى الطبيب، ومجموعة اصدقاء اخرين ذهبوا لحضور أحد الأفراح بمنطقة العمرانية، واضطروا للاستئذان مبكرا، كى يلحقوا مشاهدة المباراة، ولأن المرور كان صعبا فى اتجاه مدينتى زايد وأكتوبر، فقد اضطروا لمشاهدتها على أحد مقاهى وسط البلد.

شخصيا ايضا عدلت كل مواعيدى يوم المباراة كى أشاهدها. ومن سوء حظى أننى لم ألحق إلا الشوط الثانى. حينما وصلت إلى شارع خيرت قرب ميدان السيدة زينب، سمعت تهليلا هستيريا من أحد المقاهى، وأدركت فورا أن محمد صلاح قد سجل هدفا.

ذهبت إلى المقهى وصدق حدسى، الناس ملأت المقهى كاملا، واحتلت أيضا الرصيف، وهو الأمر الذى تكرر فى العديد من مقاهى الشارع القريب من مجلسى النواب والوزراء ومربع الوزارات.

هذا المشهد لم يعد موجودا حتى فى مباريات الأهلى والزمالك. صارت المباريات التى يشارك فيها محمد صلاح، وأحيانا مباريات برشلونة وريال مدريد، تفرض ما يشبه حالة الطوارئ لدى الكثير من الأشخاص والبيوت.
صلاح تقريبا هو الشخص الذى يجمع عليه كل المصريين، وصار تأثيره فى الخارج، يفوق تأثير وأدوار العديد من الهيئات والمؤسسات.

لا أتحدث عن موهبته ومهارته الكروية، فهذا أمر يتناوله بصورة أفضل النقاد الرياضيون، أنا هنا أتحدث عن تأثيره فى المجالات الأخرى، التى تجعل العالم يتحدث عنه بانبهار وإعجاب.

إذا صناعة بطل واحد ناجح يمكنها أن تعزز من الصورة الإيجابية لمصر. فما بالكم إذا كان لدينا أكثر من محمد صلاح فى أكثر من مجال؟!

هل فكرنا فى صناعة أو تصنيع مثل هذه النوعية من الرموز والأبطال؟!

ندعو الله أن يحفظ صلاح ليستمر فى رفع اسم مصر فى العديد من المحافل الدولية.

نقلاً عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد صلاح يرد على سؤال زكى نجيب محمود محمد صلاح يرد على سؤال زكى نجيب محمود



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon