توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليست «بمبى» أو «كحلى غامق»

  مصر اليوم -

ليست «بمبى» أو «كحلى غامق»

بقلم : عماد الدين حسين

 مساء الأحد الماضى قابلت خبيرا اقتصاديا مرموقا بصحبة بعض الأصدقاء المتميزين. وخلافا للحديث الشائك الذى يشغل غالبية مجالس المثقفين المصريين هذه الأيام والمتعلق بالقبض على عنان وأبوالفتوح وجنينة، والحرب على الإرهاب، فإننا جميعا أنصتنا إلى كلام هذا الخبير، خصوصا أنه عمل فى الحكومة والمؤسسات المالية المختلفة، كما أنه مارس السياسة على أرض الواقع.

هو يرى بالطبع أن هناك أزمة اقتصادية حقيقية، لكنه ليس متشائما على طول الخط. هو من النوع المتوازن الذى يقول إن هناك سلبيات كثيرة، لكن هناك إيجابيات. ومن أجل كل ذلك فإنه ينال احتراما كبيرا وسط كل معارفه.

يقول إن هناك تحسنا فى معدل النمو، لكن الأهم من النمو هو التنمية. نعرف جميعا أن حكومات حسنى مبارك الأخيرة حققت نسب نمو قاربت الـ٨٪، لكن ذلك لم ينعكس على غالبية المواطنين، ولم تسقط ثمار النمو التى تحدث عنها أحمد عز وجمال مبارك والمجموعة الاقتصادية على الفقراء فى تلك الأيام. وبالتالى فالمهم دائما هو طريقة توزيع عائد هذا النمو، من أجل تنمية للمجتمع بأكمله خصوصا للفقراء والطبقة المتوسطة.

هو يقول إن بعض قرارات الإصلاح كانت حتمية، لكن للأسف فإننا دفعنا الثمن الصعب والمؤلم فيها، ولم نجن ثمار الجانب الإيجابى منها حتى الآن، ونتمنى أن يحدث هذا الأمر قريبا،هي حسب تعبيره " خلقت قاعدة جيدة للبناء..لكننا لم نبت عليها بعد".

هو يتفهم الذين يؤيدون المشروعات الكبرى خصوصا تلك المتعلقة بالمقاولات، فهى توفر العديد من فرص العمل، لكنها للأسف فرص عمل غير دائمة. وبالتالى علينا ألا نغفل المشروعات الإنتاجية، لانها توفر فرص عمل حقيقية ودائمة ومنتجة. على سبيل المثال إنشاء عاصمة جديدة قد يوفر فرص عمل لعشرين أو حتى خمسين ألف شخص، لكن بعد نهاية المشروع، لن يحتفظ بوظيفته إلا البواب والجناينى!!. فى حين أن مصنعا يعمل به خمسون شخصا فقط سوف يستمرون فى وظائفهم إلى الأبد.

أحد الجالسين سأل: ولكن المشكلة هى الانحياز الطبقى للحكومة ضد الفقراء؟!.

الخبير الاقتصادى، قال إن ذلك ليس صحيحا، هناك بالطبع انحياز لكل حكومة، لكن فى حالة المصرية الراهنة، فإن ذلك ليس دقيقا، المشكلة أن الحكومات تميل أحيانا إلى «الشغل التنفيذى السهل». مثلا إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، أمر سهل جدا بإقامة مبان ومنشآت وطرق جديدة تماما، وعلى أرض فضاء، ويستطيع الناس أن يروا إنجازاتها بسهولة، فى حين أن إصلاح القاهرة القديمة، أمر صعب ويستغرق وقتا ويحتاج إلى أموال كثيرة، والأهم أن الناس قد لا تشعر بأن هناك إنجازا قد تم.

تعويم الجنيه، كان مهما جدا وحتميا من وجهة نظر الحكومة، فهو نظريا، سيؤدى إلى زيادة الصادرات وتقليل الواردات، وجذب المزيد من الاستثمارات، الأمر الذى سيؤدى لاحقا إلى تقليل عجز الموازنة.

هذه الأمور لم تتحقق بصورة كبيرة، خصوصا أن العجز فى الموازنة لم يتراجع بصورة ملموسة. والمفترض أن ما يتم توفيره يذهب لتوفير فرص عمل أو دعم التعليم والصحة. لكن الذى رأيناه حتى الآن أن تخفيض قيمة الجنيه جعل عائدات السياحة تتراجع بصورة فادحة. على سبيل المثال فإن السائح المقيم فى الغردقة يأتى يوما كاملا إلى الأقصر يأكل ويتجول ويشاهد الآثار العظيمة مقابل ١٥ دولارا فقط!!. والمستثمر أيضا الذى كان يدفع ١٠٠ مليون دولار لإقامة مشروع فى مصر، وجد نفسه فجأة يدفع خمسين مليون دولار فقط أو أقل!!.

تلك هى أبرز الأفكار التى سمعتها من الرجل، علما أنه فاتنى جزء من كلامه، لأننى حضرت متأخرا.

أتفق معه فى الكثير من الأفكار والرؤى، وأحترم منطقه، وأجده أكثر توازنا، كما أنه يرى كامل الصورة.

نحتاج فى مصر إلى الكثير من نوعية هذا الرجل، المخلص للبلد بلا حدود من دون ادعاء أو هتاف، الذى يرى الايجابيات ويعظمها والسلبيات ولا يضخمها، لا يطبل ولا يهدم. «الحياة بالنسبة إليه ليست بمبى أو كحلى غامق بل درجات متنوعة من الرمادى». كان الله فى عون الجميع.

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليست «بمبى» أو «كحلى غامق» ليست «بمبى» أو «كحلى غامق»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon