توقيت القاهرة المحلي 22:20:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تنفيس البخار» يضعف القنوات الإخوانية

  مصر اليوم -

«تنفيس البخار» يضعف القنوات الإخوانية

بقلم : عماد الدين حسين

 البيان الذى أعلن فيه أحمد شفيق من أبو ظبى نيته الترشح للرئاسة تم عبر شريط مسجل لوكالة رويترز، أذاعته قناة الجزيرة القطرية. وبيان ترشح سامى عنان، الذى وضعه على صفحته تم إذاعته أولا فى قناة الجزيرة، والحوار الذى أدخل الرئيس السابق للجهاز المركزى للمحاسبات هشام جنينة إلى السجن كان مع «الهافنجتون بوست» فى نسختها العربية، وهى مؤسسة إخوانية تمولها الحكومة القطرية. والحوارات الثلاثة التليفزيونية التى قادت عبدالمنعم أبوالفتوح للسجن يوم الأربعاء الماضى، كانت أيضا فى «الجزيرة» وبعدها «العربى» القطرى الاخوانى، ثم «بى بى سى».

أتفهم غضب الحكومة المصرية وسائر أجهزتها من لجوء الشخصيات السابقة لوسائل إعلام تصنفها معادية. لكن السؤال المنطقى هو: وهل أتاحت الحكومة هامشا من الحريات الإعلامية، بحيث لا يلجأ كل هؤلاء إلى هذه الوسائل التى تعتبر الحكومة معظمها، منصات تحرض على الفتنة والعنف والإرهاب؟!.

وسائل الاعلام الاخوانية فقدت مهنيتها منذ نشأتها، لأنها بالأساس وسائل للحشد والتعبئة لجماعة الإخوان سواء كانت تبث من قطر أو تركيا أو بريطانيا أو أى مكان آخر.

وبالتالى فإن أى سياسى ينبغى أن يضع ذلك فى اعتباره، قبل أن يلجأ إليها. لكن نكرر السؤال مرة أخرى: هل كان هناك بديل أمام هذه الشخصيات، كى تلجأ إليه بدلا من هذه المنصات؟!.

طرح هذا السؤال ليس هدفه البحث عن مبرر يعفى الشخصيات السابقة من العذر، ولكنه محاولة جادة للبحث عن مخرج من هذا المأزق حتى لا يتكرر مستقبلا.

هو مأزق لا يتوقف فقط على لجوء سياسيين كبار لهذه الوسائل، ولكن يتضمن هجرة بعض الإعلاميين إليها بين الحين والآخر، حتى لو كانت مستوياتهم المهنية متواضعة!

الذى ذكرنى بالموضوع البيان الذى أصدره النائب السابق محمد أنور السادات قبل أيام «ويطالب فيه مالكى ومديرى ومقدمى القنوات الفضائية بسرعة فتح المجال لاستقبال السياسيين والكتاب والمثقفين والمفكرين ذوى الآراء الوطنية المتعددة ممن لديهم اختلافات أو تحفظات على بعض السياسات القائمة من منطلق الواجب الوطنى والمسئولية المهنية، وطالما كان الأمر فى حدود اللياقة والأدب، وفى إطار الوطنية والحرص على الصالح العام، بهدف إيجاد متسع ومتنفس أمامهم للتعبير عن آرائهم وأفكارهم من خلال قنوات ونوافذ إعلامية مصرية بمختلف أشكالها، وحتى لا يتم استغلالهم من قنوات كالجزيرة وغيرها، من التى لديها أهداف يرفضها الشعب المصرى» حسب وصف البيان.

يضيف السادات: «يجب أن ندرك أنه كلما أغلقت الدولة النوافذ أمام هذه الأصوات فسيضطر بعضهم مكرها للظهور أو عمل مداخلات على قنوات كالجزيرة وغيرها، أو تصريحات لمواقع إخبارية تنشر خارج مصر، ثم نعود ونلومهم على ذلك، ونتهمهم بالخيانة والعمالة وأبشع التهم»!!.

اتفق إلى حد ما مع دعوة السادات، وأدعو الجهات المسئولة إلى التفكير فيها بجدية وبحث إمكانية تطبيقها.
هناك بالفعل العديد من الشخصيات لم يعد متاحا لها الظهور إطلاقا فى القنوات المصرية، أو يظهر بعضها على استحياء فى برنامج أو برنامجين كل شهر، وصار الزملاء فى قسم الإعداد ببرامج «التوك شو» الشهيرة يعرفون «قوائم المغضوب عليهم» وبالتالى لا يتم دعوتهم إطلاقا!!.

بعض هؤلاء ينزوى فى منزله أو عمله ويرفض إغراءات الظهور فى فضائيات الإخوان، مهما كانت كبيرة. والبعض الثانى يظهر مضطرا، ويبرر لنفسه بأن ذلك لإيصال الرسالة الإعلامية، بعد أن يئس من وجود فرصة فى فضائيات بلاده. البعض الثالث يظهرمضطرا أيضا ولكن من أجل المقابل المادى، من دون أن يكون متعاطفا مع آراء وأفكار هذه الفضائيات، والبعض الرابع يظهر مقتنعا تماما برسالة هذه المنصات الاخوانية، وهؤلاء ينتمون لجماعة الإخوان.

القضية الأهم ليست أن يذهب هذا السياسى أو ذاك إلى الفضائيات الإخوانية، بل الخطورة هى أن يتزايد عدد المصريين الذين يتابعون هذه الفضائيات، ويعتمدون عليها فى تكوين وجهات نظرهم، وهم لا يدركون بأن غالبيتها لا يطبق أى معايير مهنية، رغم أنها دائمة الانتقاد للإعلام المصرى الرسمى بأنه لم يعد مهنيا!!!.

أن تفتح الحكومة المصرية المجال ولو قليلا للشخصيات والأصوات والأفكار المعارضة فى إطار القانون والدستور والدولة المدنية، أمر فى غاية الأهمية، ليس فقط، لصالح هذه المعارضة الوطنية، ولكن من أجل مصلحة الحكومة نفسها، تطبيقا لنظرية «تنفيس البخار»، حتى لا تنفجر «الحلة» بأكملها!.

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تنفيس البخار» يضعف القنوات الإخوانية «تنفيس البخار» يضعف القنوات الإخوانية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon