توقيت القاهرة المحلي 20:24:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حمار نافق فى الإبراهيمية!

  مصر اليوم -

حمار نافق فى الإبراهيمية

بقلم : عماد الدين حسين

  فى السادسة إلا الربع من مساء الجمعة الماضية «16 مارس»، كنت أركب القطار رقم 979 المقبل من أسيوط للقاهرة، فى المسافة بين مركزى سمالوط ومطاى بمحافظة المنيا، كان هناك حمار نافق تطفو جثته على مياه ترعة الإبراهيمية، المشهد مؤذٍ ومقرف ومحبط، ويعطى دلالة بأنه لا أحد يتابع أو يراقب أو يحاسب!!.

ولمن لا يعرف من الأجيال الجديدة فإن الإبراهيمة تصنف من أعظم مشروعات الرى، وأنشئت فى عهد الخديوى إسماعيل، وأطلق عليها اسم الإبراهيمية نسبة إلى إبراهيم باشا ابن محمد على الكبير، تأخذ مياهها من النيل عند أسيوط، وتنتهى عند أشمنت قرب الفشن بمحافظة بنى سيف، حيث تتصل ببحر يوسف المتجه إلى الفيوم، ويبلغ طولها 267 كم، وتروى أكثر من 2 مليون فدان بنظام الرى الصيفى فى المحافظات الثلاث.

الفضل فى وضع تصميمها وإنشائها يرجع إلى المهندس المصرى دويدار محمد باشا، الذى كان مفتشا لهندسة الوجه القبلى، وقد بدأ بإنشائها سنة 1867، واشتغل فى حفرها نحو مائة ألف نسمة بطريق السخرة (العونة) وتم افتتاحها عام 1873.

وإذا كانت مياه الشرب فى أنحاء كبيرة من المحافظات الثلاث تعتمد على الإبراهيمية بعد تنقيتها، فقد سألت نفسى إذا كانت المحليات مقصرة، أو مهملة، ألم يلفت نظر سكان المكان، أو غيرتهم، وجود حمار نافق فى مياه هذه الترعة الكبيرة، ألا يدركون خطورة ذلك، على صحتهم وصحة أولادهم؟!.

الإجابة معروفة لى سلفا، فالمشهد المتكرر الذى أشاهده منذ بدأت أسافر بطريقة منتظمة بين القاهرة وأسيوط عام ١٩٨٢ وحتى الآن ثابت لا يتغير.. فلاحات من القرى والمراكز المختلفة من الجيزة وحتى أسيوط يقومن بغسل الملابس والأوانى فى الترعة الإبراهيمية أو كل الترع المتفرعة من النيل، وأحيانا من النيل نفسه!!.

أما المشهد الأسوأ فهو تلال من القمامة والزبالة يتم إلقاؤها فى الترعة، وتختلط بالماء الذى يفترض أننا نشربه جميعا، باعتبار أن سكان القاهرة الكبرى ومحافظات الوجه البحرى سوف يتأثرون بذلك، إذا لم يكونوا هم أيضا يساهمون بجزء معتبر من تلويث هذا النهر العظيم.

هذه المشاهد المتكررة تعنى شيئا واحدا، أننا فقدنا كحكومة ومواطنين حتى حس الخوف على حياتنا، والغريب أن معظمنا يتساءل فى دهشة: لماذا زادت الأمراض المعدية والمتواطنة الناتجة عن التلوث مثل السرطان والفشل الكلوى، والالتهابات الكبدية بأشكالها المختلفة؟!!!، ولماذا نلقى بالزبالة فى النيل، ثم نلوم الحكومة على التلوث؟!!!.

المفروض أننا مقبلون على فترة غاية فى الصعوبة، حينما تبدأ إثيوبيا فى ملء سد النهضة، الأمر الذى سيؤدى آليا إلى نقص فى كمية المياه المتدفقة إلى مصر.

وإلى أن تنتهى فترة الملء التى لا نعرف سنواتها، سنتأثر إلى حد ما، ليس فقط خصما من حصتنا الطبيعية المتمثلة فى الـ٥٥٫٥ مليار متر مكعب، بل فى كميات أخرى كانت تأتينا نتيجة عدم وجود سدود كبرى فى إثيوبيا أو السودان، وبالتالى فالمنطق البسيط، هو أن نحافظ على كل قطرة ماء من مياه النيل، خصوصا أننا سنضطر إلى تحمل فاتورة كبرى لتحلية مياه البحر، ليس فقط لسد النقص المتوقع فى مياه النيل، ولكن لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان المتكاثرين، ولأغراض الزراعة والصناعة.

القصة ليست قصة قوانين، فى أحيان كثيرة، وأخيرا تم الإعلان عن تشديدها، لكن المسألة الجوهرية، هى أن يرتفع وعى الناس أولا ليعرفوا أن الموضوع لم يعد يحتمل التهريج، سواء بغسل الأوانى والملابس فى النهر أو إلقاء الزبالة، ومن المهم أيضا، أن يتوقف الجميع عن الإمساك بخرطوم طويل والرش أمام المنزل والمنازل المجاورة، وكأننا دولة المنبع التى يسقط عليها أكثر من 800 مليار مكعب سنويا!!!.

قضية إشعار المصريين بخطورة أى نقطة من مياه النيل قضية أمن قومى من الطراز الأول، وعلى الجميع أن يؤدى دوره فيها حكومة وشعبا ومجتمعا مدنيا.

نقلاً عن الشروق الفاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حمار نافق فى الإبراهيمية حمار نافق فى الإبراهيمية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon