توقيت القاهرة المحلي 04:30:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى الطريق إلى برنيس

  مصر اليوم -

فى الطريق إلى برنيس

بقلم: عماد الدين حسين

فى الثالثة والنصف من فجر يوم الأربعاء الماضى، تحركت من منزلى قرب السيدة زينب إلى أحد المطارات العسكرية شرق القاهرة، وفى الخامسة فجرا كانت تنتظرنا طائرة عسكرية من طراز س ١٣٠. صوتها لا يطاق، ومقاعدها تشبه مقاعد ميكروباصات فيصل والهرم، والحى العاشر بمدينة نصر، والطريف أن عدد الواقفين فى الممر كان يقترب
من عدد الجالسين على الكراسى.وفي رجلة العودة قلت لنفسي" كان الله فعلا فى عون ضباط وجنود وأفراد القوات المسلحة الذين يتعاملون مع هذه الطائرات وأمثالها بصورة منتظمة".
داخل هذه الطائرة كان غالبية رؤساء التحرير ورؤساء مجالس إدارات الصحف المصرية وعدد من مقدمى البرامج التليفزيونية والزملاء محررى رئاسة الجمهورية.والملاحظة الملفتة للنظر هى غياب العنصر النسائى تقريبا، ربما بسبب التوقيت المبكر جدا وصعوبة الرحلة.
فى الخامسة فجرا تحركت الطائرة، من القاهرة ،وهبطت فى السابعة صباحا فى قاعدة برنيس العسكرية فى محافظة البحر الأحمر.المكان يبعد شمالا عن الحدود السودانية نحو ٣٥٠ كيلومترا، ونحو ٣٠٠ كيلو متر جنوب مدينة سفاجا.
الطقس فى هذه المنطقة شديد المثالية فى مثل هذا الوقت من العام، غالبية الزملاء كانوا يلبسون ملابس ثقيلة، لكنهم وجدوا أن الشمس مشرقة. المكان سياحى بامتياز، وأتوقع له مستقبلا سياحيا مذهلا، ينافس شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم ،القريبة من المكان. وهناك قرى سياحية بدأت فى استقبال سائحين بالفعل على بعد ٣٠ كيلومترا.
بجوار القاعد العسكرية هناك مطار مدنى، سيكون مسهلا جدا لاستقبال السائحين، ويتسع لثمانى طائرات بطاقة ٦٠٠ راكب فى الساعة.
الطبيعة فى هذه المنطقة خلابة بشكل لا يصدق، سلسلة من الجبال الشاهقة أسفلها مساحات مستوية من الأرض. حتى القاعدة العسكرية موجودة فى مكان محصن بصورة طبيعية، وفى الجوار مباشرة البحر الأحمر، بمياهه الصافية، والثروة السمكية الكبيرة . حكى لى أحد كبار الضباط الذين كنت أجلس بجانبهم عن أن البعض يأتي فى رحلات صيد منتظمة تستمر أياما؛ حيث توجد أنواع مختلفة من الأسماك.
هذه المنطقة كانت موحشة للغاية حتى قبل سنوات قليلة، لكن حجم التنمية فيها صار ملحوظا، والمدخل الرئيسى لعمرانها كان شبكة طرق عامة طولها ٤٠ كيلومترا، وشبكة طرق داخل القاعدة، تصل إلى ١١٠ كيلومترات، إضافة بالطبع إلى طريق رئيسى يربط بين أسوان والمنطقة. هناك أيضا مخرات للسيول .اتقاء لغضب الطبيعة فى الفترة من أغسطس إلى نوفمبر.هناك أيضا محطة لتحلية المياه، لأن المياه العذبة لم تكن تصل إليها، وهناك تفكير فى نقل خط للمياه العذبة من أسوان.
والرهان الأكبر بالطبع فى هذه المنطقة أن يتم اكتشاف الثروة النفطية سواء كانت بترولا أو غازا طبيعيا بعد بدء البحث والتنقيب بواسطة شركات عالمية كبيرة.
المكان مبشر جدا، ويمكن مع مزيد من الاهتمام، ليس فقط من قبل الدولة، ولكن من قبل كبار المستثمرين، أن يتحول إلى نقطة جذب سياحى واقتصادى كبيرة جدا.
فى الخامسة مساء تركنا هذا المكان، وعدنا مرة أخرى إلى المطار، وركبنا نفس الطائرة؛ حيث كانت المعاناة أكبر فى رحلة العودة، لأنها اتجهت إلى شرم الشيخ، وظلت فى المطار لأكثر من ساعة، ثم عادت للقاهرة، لتصل إلى المطار فى العاشرة مساء تقريبا،في رحلة استمرت قرابة العشرين ساعة،ولم يسبقها نوم معظم المشاركين.
كانت رحلة شديدة الصعوبة، لكن ما شاهدناه فى المنطقة من امكانيات، وفى افتتاح القاعدة العسكرية والمناورة الجوية، كان مختلفا ومبشرا، وبعث برسالة أساسية للجميع أن مصر وقواتها المسلحة ،قادرة على حماية حدودها سواء كانت برية أو بحرية، وعلى ثرواتها الاقتصادية وعلى حقها الطبيعى فى مياه النيل.تفاصيل هذه الرسالة هي حديث الغد ،ان شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى الطريق إلى برنيس فى الطريق إلى برنيس



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon