توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ناخبون فى شمال سيناء

  مصر اليوم -

ناخبون فى شمال سيناء

بقلم : عماد الدين حسين

 إلى أن نعرف نسبة المشاركة النهائية فى الانتخابات الرئاسية التى بدأت داخل مصر صباح أمس، وتستمر حتى غد الأربعاء، فهناك بعض المشاهد التى يمكن رصدها بشكل مبدئى حتى تتضح الصورة الكاملة.

أهم ما لفت نظرى صباح أمس مشهد تليفزيونى لطابور طويل فى إحدى لجان شمال سيناء.
كنت ضيفا فى التاسعة والربع صباح أمس على قناة «on e»، وخلال حديثى عرضت القناة مشاهد لطابور من المواطنين فى إحدى هذه اللجان، إضافة إلى لجان أخرى فى مدينة القنطرة شرق، وقف فيها الناخبون طابورا أمام باب اللجنة، قبل بدء التصويت.

فى تقديرى أن هذا واحد من أهم مشاهد العملية الانتخابية.

عندما يكون لديك جماعات إرهابية تسعى بكل السبل لفرض تصوراتها الجاهلية على المجتمع، ثم يقوم أهل هذا المكان بالذهاب إلى التصويت فى الانتخابات، فتلك ضربة موجعة جدا.

الإرهابيون فى سيناء سعوا بكل الطرق الممكنة والخيالية لتعطيل الحياة نفسها، وتغيير نمط سلوكياتنا، وفشلوا. استهدفوا ضباط وجنود الجيش والشرطة، وموظفى الحكومة وشيوخ القبائل بل وسائقى شاحنات الأسمنت لمشروعات تعمير المنطقة، ولم ينجحوا.

حينما يتم فتح لجان للتصويت فى شمال سيناء وتأمينها، فهذا خبر مفرح وتطور إيجابى، وحينما يذهب البعض إلى هذه اللجان، فهو خبر أكثر من إيجابى.

والمعنى الرئيسى أن كل ــ أو معظم ــ ما فعله الإرهابيون والمتطرفون، أو حاولوا أن يفعلوه طوال سنوات، قد ذهب أدراج الرياح، خصوصا أنهم يتعاملون مع الانتخابات باعتبارها بدعة!!.
بالطبع ما كان ممكنا أن يذهب الناخبون فى شمال سيناء إلى ١١ لجنة أساسية و٦١ لجنة فرعية بها ٤٩ مركزا انتخابيا من دون الشعور بالأمن.

وما كان يمكن تحقيق هذا الأمن، لولا جهود الجيش والشرطة وأهالى سيناء منذ سنوات، خصوصا منذ بدء عملية «سيناء ٢٠١٨».

وقرأت للمستشار محمود الشريف نائب رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، والمتحدث الرسمى باسمها أن العملية الانتخابية فى شمال سيناء، سارت بشكل طبيعى ومن دون أى مشكلات فى ظل تأمين مشدد للجان من القوات المسلحة وقوات الشرطة.

كما قرأت تصريحا منسوبا لصابر غانم مدير العلاقات العامة بمجلس مدينة بئر العبد على موقع «مصراوى»، يقول فيه إن نسبة إقبال الناخبين على لجان التصويت فى بئر العبد، كانت مرتفعة للغاية حتى ظهر أمس.

لا أتحدث اليوم عن المنافسة التى تبدو منعدمة بين المرشحين عبدالفتاح السيسى وموسى مصطفى موسى، ولا أتحدث حول سخونة أو برودة المعركة. كنت أتمنى أن يكون هناك أكثر من مرشح قوى، كما قال الرئيس بنفسه فى حواره مع ساندرا نشأت يوم الثلاثاء الماضى. لكن جوهر اللقطة التى شاهدتها فى شمال سيناء، تتعلق بأهمية التركيز على دور العملية السياسية وضرورة دعمها وتطويرها فى هزيمة العنف والإرهاب والتطرف.

قولا واحدا فإن جماعة الإخوان وسائر قوى التطرف والعنف، حاولت بكل السبل عرقلة الانتخابات، من أول الرسائل الإعلامية الموجهة منذ فترة طويلة، نهاية بممارسة الإرهاب فعلا كما حدث فى محاولة الاغتيال الفاشلة لمدير أمن الإسكندرية يوم السبت الماضى.

وبالتالى فإن مشاركة أكبر قدر من المصريين فى الانتخابات مهمة للغاية، ليس بهدف أن يفوز السيسى بنسبة أكبر الأصوات، بقدر ما هى توجيه رسالة للمتطرفين، بأن رهانهم على تعطيل هذا البلد لن ينجح.

مرة أخرى لنختلف أو نتفق حول غياب المنافسة، أو تضييق الحكومة على بعض المرشحين الذين كان يمكن أن يضيفوا منافسة حقيقية للمعركة، لكن لنتفق على أن المتطرفين والإرهابيين هم أعداء ليس فقط للحكومة والرئيس والمعارضة الوطنية، بل وكل الشعب المصرى، وأعداء الإنسانية أيضا، خصوصا أن معظمهم يرى الانتخابات بدعة، وبعضهم يكفر بعضه الآخر أحيانا!!!.

أتمنى أن تلتقط الحكومة طرف الخيط من مشاركة أهالى شمال سيناء فى الانتخابات، وتبذل كل الجهود لتعمير هذه المنطقة، وكسب ود جميع سكانها، واحتضانهم، ومحاولة علاج كل أوجه القصور هناك، حتى لا يستغلها المتطرفون، أو من يقوم بتشغيلهم، سواء كان قريبا أو بعيدا، جارا أو فى المنطقة.

تعمير سيناء واحتضان أهلها، سيعجل من الانتصار على التطرف والمتطرفين.

نقلاً عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ناخبون فى شمال سيناء ناخبون فى شمال سيناء



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon