بقلم: عماد الدين حسين
المعركة الشديدة جدا هذه الأيام، ليس سببها الجدل حول أفضل الإجراءات بشأن الوقاية من فيروس «كورونا المستجد» أو الجدل بشأن كيفية تخفيض الأسعار، أو كيفية تجديد الخطاب الدينى!!.
المعركة تدور بشأن موضوع جديد تماما، وهو حسن شاكوش وأمثاله المعروفون بمطربى المهرجانات. حسن يعرف نفسه بأنه «مغنى مهرجانات شعبية»، وهذا التعبير انتشر فى السنوات الأخيرة انتشار النار فى الهشيم، ولم تعد هذه الأغانى مقصورة على الأحياء والأفراح الشعبية خصوصا فى الشوارع، بل صار يرقص عليها بعض أبناء الذوات فى أفراحهم أيضا!!.
لم يكن الكثيرون يعرفون حسن شاكوش حتى أطلق أغنيته الأخيرة على قناته على اليوتيوب بعنوان «بنت الجيران» ويشاركه الغناء فيها عمر كمال.
المصريون استيقظوا قبل أيام على خبر يقول إن أغنية «بنت الجيران»، احتلت المركز الثانى لأكثر الأغانى استماعا على مستوى العالم على تطبيق الأغانى الشهير «ساوند كلاود» بأكثر من ٤٥ مليون مرة استماع منها ٤٫٥ مليون مرة فى الأسبوع قبل الماضى، ولم تكن تلك هى المفاجأة فقط، فقد أعلن حسن شاكوكش أنه حصل على درع اليوتيوب الذهبى بعد أن تجاوز عدد متابعيه المليون شخص!!.
شاكوش مولود فى حى بولاق الشعبى، وكان يملك محل حلاقة فى شارع العشرين الشهير القريب من شارع فيصل، ويقول إنه كان لاعبا سابقا فى النادى الإسماعيلى.
مساء الجمعة الماضية كان هناك أكثر من حفل غنائى احتفالا بعيد الحب «الفالانتين داى» لكبار النجوم مثل هانى شاكر فى الأوبرا، أو هيفاء وهبى فى الماسة، أو آمال ماهر وتامر عاشور وماجد المهندس فى مسرح كايرو شو، أو خالد سليم فى مسرح بيرم التونسى بالإسكندرية، لكن الحفل الأكثر حضورا أو لفتا للنظر كان فى استاد القاهرة بحضور قدره البعض بنحو مائة ألف شخص، فى هذا الحفل غنى تامر حسنى وبهاء سلطان ووائل جسار ونانسى عجرم وساندى.
الجمهور حيا كل هؤلاء النجوم، لكن التحية الأكبر كانت لشاكوش، وهو ما يعنى أن كثيرين ذهبوا إلى الاستاد من أجله.
قبل هذا الحفل كان الجدل محتدما على صفحات التواصل الاجتماعى وبعض وسائل الإعلام المصرية والعربية بشأن ظاهرة «حسن شاكوش» خصوصا أنه صار ضيفا على معظم الفضائيات الكبرى بعد ان احتلت اغنيته المقدمة.
الذى فجر الجدل أن بعض كلمات الأغنية احتوت على ألفاظ اعتبرها كثيرون لا تصح، مثل عبارة «أشرب خمور وحشيش» خصوصا أن الحفل كان مذاعا على الهواء عبر بعض الفضائيات الرسمية. وحينما اشتد الهجوم على الأغنية والمغنى والكلمات، خرج هانى شاكر نقيب المهن الموسيقية ليعلن أن مجلس النقابة سيعيد النظر فى كل تصاريح الغناء أو عضوية النقابة فى ضوء المعايير والقيم التى يقبلها المجتمع، وأن شروط العضوية ليست بصلاحية الصوت فقط، بل أيضا الالتزام بالقيم العليا للمجتمع.
حسن شاكوش وعمر كمال اعتذرا عما حدث، وقالا إنهما استبدلا العبارة المسيئة إلى «من غيرك مش هاعرف أعيش» وأن خطأ فنيا أدى إلى ما حدث، وأنهما مستعدان للذهاب إلى مقر النقابة للاعتذار لأعضاء النقابة ولكل المسئولين فى مصر، لكن غضب الرأى العام تصاعد، ومساء الأحد الماضى أعلن هانى شاكر أنه لن يسمح من الآن وصاعدا لمطربى المهرجانات بالغناء وسيطبق نفس القرار على الممثل محمد رمضان.
الملحن المعروف حلمى بكر له رأى واضح وهو أن «المطبخ الفنى صار مليئا بالحشرات، وأنواع مختلفة نراها الآن فى كل الوطن العربى وليس فى مصر فقط»!!.
مقابل هذا الفريق المعترض على موجة أغانى المهرجانات، هناك فريق آخر يرى إن هؤلاء المطربين يعبرون عن ذوق عام موجود فى المجتمع بالفعل.
تلك هى لمحة سريعة عن المعركة الجديدة، وربما يكون السؤال الأساسى هو: هل نلوم شاكوش وحمو بيكا وشطة وغيرهم من مطربى المهرجانات أم نلوم البيئة التى شجعتهم وأنتجتهم، وأنهم يعبرون عن ذوق عام موجود فى الشارع المصرى وهل الحل يكون بالمنع الإدارى فقط خصوصا أنه تم تجريبه أكثر من مرة وفشل؟!.
أسئلة تحتاج إلى نقاش واسع.