توقيت القاهرة المحلي 20:27:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حان وقت وقف الاستدانة

  مصر اليوم -

حان وقت وقف الاستدانة

بقلم : عماد الدين حسين

 يوم السبت الماضى قال عمرو الجارحى، وزير المالية، فى لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان: إن حجم الديون بلغ 4.3 تريليون جنيه، وأن فوائد هذا الدين تمثل 36% من إجمالى المصروفات وأن التحدى الأضخم يتمثل فى حجم المديونية، وأن مديونية قطاع الطاقة بلغت قرابة تريليون جنيه، وفى نفس الاجتماع قال عصام الفقى، أمين سر اللجنة: إن فوائد الدين فى موازنة العام الماضى بلغت 242 مليار جنيه ارتفعت إلى 380 مليارا هذا العام، وسوف ترتفع إلى 541 مليارا فى العام المالى المقبل.

فى نفس التوقيت الذى كان يتكلم فيه الجارحى، كنت أجلس مع خبير دولى مرموق، مطّلع بدقة على الأوضاع الاقتصادية، وقال «إن الدين السيادى المصرى مرتفع للغاية».

لم أقتبس كلمات أو تعبيرات لمعارضين مصريين، أو رافضين لبرنامج الإصلاح الاقتصادى، ولكن استعنت بكلمات وزير المالية، الأكثر همًا بموضوع الديون، وكذلك برأى خبير عالمى يدعم بقوة برنامج الإصلاح، حتى لا يتهمنى أحد بأننى أتربص أو «أصطاد فى الماء العكر!».

طبقا للبيانات الرسمية، فإن حجم الدين الداخلى 3.16 تريليون جنيه بنهاية يونيه الماضى، فى حين أن الدين الخارجى قفز إلى 82.9 مليار دولار بنهاية ديسمبر الماضى، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق.

غالبية من أعرفهم ويفهمون فى الاقتصاد ــ من مؤيدى الحكومة بل وبرنامج إصلاحها الاقتصادى ــ يحذرون طوال الوقت من خطر المديونية، خصوصا الخارجية المقومة بالدولار الأمريكى.

مبدئيا أقدر الظروف التى اضطرتنا إلى الاستدانة فى بعض القروض المهمة جدا، التى لولاها لربما واجهت مصر ظروفا لم يكن يعرف عواقبها إلا الله، خصوصا بعد ثورة يناير ٢٠١١، حيث اضطرننا لطبع البنكنوت بكثرة من دون غطاء لصرف رواتب الموظفين.

يقول البعض إنه كان هناك حاجة ملحة للاقتراض فى السنوات الأربع الماضية، لإقامة بنية تحتية ومشروعات قومية كبرى، لم يكن هناك بد من إقامتها، لكن هل كل الديون التى اقترضتها الحكومة منذ ٢٠١١، ينطبق عليها شرط الحتمية؟!.

لا أستطيع أن أفتى بدقة فى هذا الأمر، لكن معظم من أعرفهم من خبراء، يقولون إن السؤال ليس دقيقا بشأن هل كان يفترض أن نحصل على هذا القرض أم لا، لكن السؤال الجوهرى هو: حتى إذا كانت بعض القروض مهمة وحيوية فإن المعيار الرئيسى هو مدى خطورتها على الاقتصاد المصرى خصوصا فى المستقبل.

لا أنسى بالمرة قول خبير اقتصادى مرموق حينما كنا نتحدث عن «المؤامرة» التى نرددها جميعا صباحا ومساء ــ هو لم ينكرها ــ لكنه يخشى أن يكون أحد أوجه المؤامرة الفعلية أن يتم إغراقنا فى الديون الخارجية، فالمؤامرة ليس أن أحاربك فقط، أو أدعم الإرهابيين بالتمويل والتخطيط والإرشاد والمنصات الإعلامية، لكن أيضا حينما أجعلك تعتمد بالأساس على القروض، بصورة تبدو أقرب إلى الإدمان!!.

قبل نحو عام، طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من الحكومة، عدم الاستدانة إلا لـ«الشديد القوى». والبعض يعتقد واهمًا أن وزيرة الاستثمار هى صاحبة قرار الاقتراض، الحقيقة أن كل وزارة على حدة تتفاوض على القروض وتطلبها وتوافق لها الحكومة على ذلك، ثم تقوم وزارة الاستثمار بتنفيذ ما قررته الحكومة.

كثيرون يقولون: «علينا ألا ننسى حينما أغرقت أوروبا وخصوصا بريطانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا، مصر فى الديون زمن الخديو إسماعيل، وحينما عجزنا عن السداد، فرضوا علينا إنشاء صندوق الدين العام فى 2 مايو 1876، الذى يتلقى كل إيرادات الحكومة، ويسدد بها الديون التى بلغت أقساطها وفوائدها أكثر من 70% من مصروفات الميزانية وقتها، وكان هناك ممثل للدول الدائنة فى كل وزارة مصرية، كان هو الآمر الناهى».

أتمنى أن ننظر إلى الأمام، وأن يكون هناك قرار استراتيجى بوقف الاقتراض تماما، حتى نعرف «راسنا من رجلينا» كما يقولون، وحتى نفكر فى الطريقة التى سنسدد بها هذه القروض مستقبلا، علما أن البعض يقول إن الدين الخارجى أكثر من 82 مليار دولار، حينما نضيف عليه ديون الهيئات الاقتصادية والبنوك وقرض محطة الضبعة النووية من روسيا والبالغ ٢٥ مليار دولار.

الحكومة أبلت بلاء حسنا فى عملية الإصلاح الاقتصادى، على الرغم من أن ملايين الفقراء هم من دفعوا الثمن الأكبر، ولم يكن هناك بديل فعلى لهذه العملية، لكن علينا أن نفكر تريليون مرة قبل أن نقترض «سنتا» جديدا من الخارج!.

نقلا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حان وقت وقف الاستدانة حان وقت وقف الاستدانة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon