توقيت القاهرة المحلي 04:39:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولماذا لا تخرج أمريكا وايران معا؟

  مصر اليوم -

ولماذا لا تخرج أمريكا وايران معا

بقلم: عماد الدين حسين

من أفضل القرارات التى اتخذها مجلس النواب العراقى، يوم الاحد الماضى قرار المطالبة بخروج القوات الأجنبية وخصوصا الأمريكية من العراق.
هذا القرار المهم، لن يكون له قيمة إلا إذا تم تطبيقه على كل القوات والعناصر الأجنبية، حتى لو كان بعضها يحمل الجنسية العراقية، لكن قلبه وولاؤه مع دول أخرى.
يوم الأحد صوت البرلمان العراقى فى جلسة طارئة، وبأغلبية كبيرة، على قرار استثنائى من خمسة بنود، «يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء تواجد قوات التحالف الدولى وكذلك أى قوات اجنبية فى الاراضى العراقية»، والهدف المعلن لهذا التواجد هو محاربة داعش.
وحسب وجهة نظر رئيس الوزراء عادل المهدى فإن هذا القرار هو المخرج الوحيد للأزمة المتصاعدة على خلفية قيام الولايات المتحدة باغتيال قائد فيلق القدس الإيرانى قاسم سليمانى ونائب رئيس الحشد الشعبى العراقى أبومهدى المهندس فجر الجمعة الماضية فى بغداد.
حينما أسقطت أمريكا صدام حسين، واحتلت أمريكا العراق عام ٢٠٠٣، فقد كانت السبب الأساسى فى كل الكوارث التى حلت بالعراق بدءا من حل الجيش مرورا بإثارة الصراعات الطائفية والمذهبية والعرقية، ونهاية بالمساهمة فى نشأة التنظيمات المتطرفة والإرهابية مثل داعش وتفريعاتها. لكن إحدى أهم النتائج لهذا الغزو، هو تمكين إيران من فرض هيمنتها بصورة تدريجية على العراق، حتى صارت اللاعب الرئيسى فى هذا البلد العربى الكبير، وصارت كلمة قاسم سليمانى هى الفاصلة والحاسمة فى معظم القرارات الاستراتيجية العراقية.
كان للولايات المتحدة أثناء الغزو وبعده مباشرة مئات الآلاف من الجنود فى جميع أنحاء العراق، ثم بدأ هذا التواجد والانتشار يتقلص شيئا فشيئا حتى انخفض إلى خمسة آلاف جندى، ينتشرون فى عدة قواعد عسكرية أهمها «عين الأسد» الجوية، غربا فى محافظة الأنبار، وقاعدة «بلد» الجوية شمالا فى صلاح الدين، وقاعدة «كى وان» فى كركوك.
إيران لا يوجد لها جنود نظاميون رسميون، لكنها نجحت فى إنشاء خلايا عسكرية هى «الحشد الشعبى». اللافتة الرسمية كانت بهدف مواجهة داعش والتنظيمات الإرهابية.
كان المفترض أن يقوم الجيش العراقى بمواجهة داعش، لكن إيران عبر اتباعها بالعراق ضغطت لتأسيس هذه الخلايا على اساس مذهبى شيعى، لتكون ذراعا لها فى المستقبل، على غرار حزب الله فى لبنان، والحوثيون فى اليمن.
انهزمت داعش وسقطت دولتها الإرهابية المتطرفة، لكن «الحشد الشعبى» استمر، واكتشفنا فى أكثر من مناسبة أن ولاءه لإيران أكثر منه للعراق.
قبل أسابيع ثار الشعب العراقى على الطبقة السياسية الفاسدة والمستبدة، وكانت المفاجأة أنه صب جام غضبه على إيران وسياساتها ورموزها الدينية، وعلى «الحشد الشعبى» الذى واجه هذه المظاهرات بالحديد والنار، وأسقط مئات القتلى وآلاف الجرحى من المتظاهرين السلميين. وفى اللحظة التى تصاعد فيها الغضب الشعبى العراقى إلى أقصى درجة، وقدمت الحكومة استقالتها، وبدأ البرلمان فى مناقشة تعديل التشريعات الظالمة، قتلت أمريكا سليمانى وبعض قادة الحشد، فاختلطت الأوراق، وعادت الحياة مرة أخرى إلى الميليشيات والاصطفاف الطائفى.
نشكر البرلمان العراقى أنه صوت على إخراج القوات الأمريكية من العراق، ونتمنى أن يجد القرار طريقة للتنفيذ فعلا، لكن الأهم أن يكون هذا البرلمان قادرا على إخراج الوجود الإيرانى، وأن يتمكن من تفكيك هذه الهيمنة الإيرانية، التى بدأت بإغراق الأسواق العراقية بالسلع الإيرانية، نهاية بتحكمها فى تشكيل الحكومات العراقية.
حتى شهور قليلة ماضية كان الإيرانيون يقولون إنهم موجودون بحكم علاقات تاريخية قديمة، ولمساعدة الشعب العراقى، لكن المظاهرات الشعبية العراقية، التى أحرقت القنصليات الإيرانية، وصور خومينى وخامئنى. دليل على أن الشعب صار يرفض هذا الوجود.
وفى المقابل كان الأمريكيون يزعمون أنهم موجودون لمقاتلة داعش، وهو زعم غير صحيح، وفى الماضى زعموا أنهم موجودون لإقامة الديمقراطية، ونعلم جميعا الحال الذى وصل إليه العراق فى هذا المضمار!!.
أمريكا اجرمت فى حق العراق والمنطقة بأكملها، وإيران استغلت المذهب الشيعى ومجموعة من السياسيين بعضهم جواسيس ومشكوك فى ولائهم، لغرض السيطرة الكاملة على العراق.
عودة العراق ليكون دولة عربية طبيعة، مرهونة بخروج كل القوات الأجنبية الأمريكية والغربية والإيرانية وأن يعود عراقا لكل مواطنيه عربا وكردا، سنة وشيعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولماذا لا تخرج أمريكا وايران معا ولماذا لا تخرج أمريكا وايران معا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 11:07 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

سعر الذهب في مصر اليوم الجمعة 24 كانون الثاني يناير 2020

GMT 00:28 2019 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

خالد النبوي يكشف كواليس تدريباته على معارك «ممالك النار»

GMT 14:08 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الحوت" في كانون الأول 2019

GMT 00:09 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ارتدي جاكيت الفرو على طريقة النجمات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon