توقيت القاهرة المحلي 05:29:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كلهم لها وكلهم عليها!!

  مصر اليوم -

كلهم لها وكلهم عليها

بقلم: خولة مطر

كلهم يتحدثون بها وعنها.
كلهم ينادون ويصرخون نريدها أو هى حقوقنا.
بعضهم قدم حياته ثمنًا لما تصور أنها هى.
هى الديمقراطية التى لا يخلو أى خطاب منها ومن كل الأطراف تلك التى تطالب بها من شعوب أو فئات مجتمعية وتلك التى تنتهكها أيضا فهى «تزين» خطاباتها اليومية بها ولم لا؟
***
الواقفون على طرفى المعادلة السياسية وعلى النقيض من بعضهم يقولون إنهم يعملون بها أو يطالبون بها أو يسعون إليها. وآخرون يرددون لماذا لا نكون مثل تلك الدول ويعطون أمثلة، بعضها محق بعض الشيء وأخرى لا علاقة لأنظمتها السياسية بالديمقراطية سوى إن كنا نعتقد أن أى برلمان منتخب يعنى أن هناك سلطة حقيقية وصوت للشعب بأطيافه المختلفة يعبر عنه من قبل هؤلاء المنتخبين عبر دوائر وصناديق اقتراع هى الأخرى يتوهم بعضنا بأنها شديدة الحياد.
***
فى اجتماع منذ أكثر من عقدين فى مدينة أكسفورد البريطانية وفى جامعتها العريقة، جلست مجموعة من المثقفين والعاملين فى الحقل السياسى من منطقتنا العربية. جمعتهم حينها الديمقراطية أيضا أو البحث عنها وكيفية تحقيقها فى دولنا التى تأخرت عن ذاك الركب الطويل من الدول المتحولة. معظمهم رحل عنا ولم يرَ حلمه بالديمقراطية ولا حتى أول لبنة فى طريقها الطويل وآخرون كبروا أو «هرموا»، كما قال ذاك الواقف فى ليل تونس فى تلك السنة التاريخية بالنسبة لهذه المنطقة ككل، فمن بعدها لم يبقَ أى حجر ولا بشر إلا وتغير حاله أو انتقل إلى مكان آخر أو حتى عالم بعيد!!!
***
هناك ردد الباقى رغم رحيله أستاذنا رياض الريس وهو يختم ذاك الاجتماع فى يومه الأخير وبعد مداولات طويلة، لا يوجد بيننا من هو ديمقراطيا حقا.. ثم أضاف ربما فقط تلك الصبية التى تشاركنا نحن «الشيوخ» هذا الجدل ولكنها قد آمنت به وربما ببعض من ما كتبناه نحن وبدأت رحلة بحثها عنه مرات بالكتابة ومرة بالأحاديث والندوات.
***
مع السنين زادت حدة المتحدثين والمطالبين بالديمقراطية وكثرة المقالات والدراسات والكتب فيما بقى المواطن البسيط فى أوطاننا ينكش صفائح القمامة بحثا عن رغيف أو بقايا طعام ليعود به لعائلته.
بعضهم قال بعدها «الديمقراطية ما تطعمش عيش»، وكأنها قد تحققت فعلا وفشلت، مشيرين إلى الحملات الانتخابية لتلك البرلمانات وللصور والشعارات التى تملأ الدنيا من شوارع ومدن وفضائيات ووسائل تواصل.
***
فى ليلة صعبة بتلك البلدة المحاصرة تحلقت مجموعة من الشباب حول القادمين لهم لإطعامهم وإنقاذهم وسألوا زوارهم «ألا يحق لنا نحن أن نعيش الديمقراطية، كما تلك الشعوب العربية أيضا المتنعمة بكل ما لذ وطاب». فى تلك اللحظة وبعد يوم طويل وشاق جسديا ونفسيا، نظر الزوار إلى بعضهم مترددين فى الإجابة. فهل يقولون لهم بأنه «ليس كل ما يلمع ذهبا»، أو يرددون عليهم أن الديمقراطية التى يقرأون عنها فى الكتب هى مجرد يوتوبيا أو مثالية لم تتحقق بعد. وهل يشرحون لهم أن صناديق الانتخابات لا تعنى أن هناك ديمقراطية وأن الأصوات «الرادحة» فى البرلمانات لا تعنى أن صوت الناس أو بعضهم قد وصل وأصبح له قيمة ما.
***
كان الشباب شديدى الحماس فراحوا يسألون زوارهم فردا فردا بعد أن يتعرفوا على بلده أو بلدها ثم يتابعون بالسؤال الدائم «كيف حال الديمقراطية عندكم؟»، أكثرهم صراحة كان ذاك الأيرلندى الذى قال لهم لا تكثروا من المثاليات حتى لا تصابوا بخيبة الأمل بعد كل تضحياتكم الكبيرة، فلا توجد ديمقراطية حقيقية فى أى مكان.
***
هو وآخرون لم يعرفوا كيف يقولون لهؤلاء الشباب وغيرهم من الحالمين فى أوطاننا أن حتى نخبتكم الجالسة خلف «يافطات» الأحزاب والمعارضات والثوريات وتلك الحاملة لقب مثقف أو خبير، حتى كل هذه الشخصيات كثيرا من الأحيان لا تؤمن بالديمقراطية بل ترددها كشعار وعند أول منعطف يخرج ذاك المختبئ بداخلها، ذاك الدكتاتور الصغير الباقى فينا جميعا الذى يذكر صاحبه «أنت أو لا أحد» أو على أقل تقدير «أنت الأكثر فهما ومعرفة وخبرة والأجدر بالمنصب القادم». هم أيضا يطالبون بسقوط الأصنام ليجلسوا هم مكانها وليس لكرس الأصنام وعبادة الفرد وطريق الرأى الواحد وأن تكون معى أو ضدى فلا ثالث لهم.. هم أيضا مصابون بالداء نفسه وفى كثير من الأحيان دون أن يدركوا وأحيانا مع سبق الإصرار والترصد.
***
الحديث عن الديمقراطية ليس كممارستها أو أنها أصبحت أيضا جزءا من «الكلمات الموضة» والشعارات الرنانة للوصول إلى الكرسى الوثير ثم تنتهى تلك المسرحية!!!
لا ديمقراطية سوى بديمقراطيين حقيقيين فارحمونا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلهم لها وكلهم عليها كلهم لها وكلهم عليها



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon