توقيت القاهرة المحلي 05:49:19 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نحن المؤامرة والباقى تفاصيل!!!!

  مصر اليوم -

نحن المؤامرة والباقى تفاصيل

بقلم: خولة مطر

تقسمنا حتى الفتات فماذا بعد؟؟ فيما العالم يلملم بعضه، بقينا نحن نفتت المفتت ونتحول إلى التناهى فى الصغر ربما ليس حجما جغرافيا بل حجما على خارطة العالم المتحول والمسموع والقادر على أن يضع مطالبه ورغباته وربما حتى أجنداته..
***
وما الجديد طالما بقينا مقسمين أو ربما فى الواقع نحن كذلك فيما التزييف الذى أتقناه أعطى انطباعا بوحدة ومحبة تفاهم ووفاء لماضٍ طويل.. كثيرون اعتادوا هذا الواقع أو بأقل تقدير كان مكشوفا لهم ولم يعيشوا فى وهم أحلام الأخوة والمحبة والروابط!!!
***
انهارت كل المفردات أمام ذاك السقوط المدوى، كحجر الشطرنج وقعوا أو وقعنا واحدا خلف الآخر!! وما هى إلا لحظات حتى وصل السقوط لكل بيت وكل عائلة وكل شلة وكل شركة وكل صداقة. وحدها الصفقات بقيت صامدة لا تنكسر ولا تنحنى ولا تلين، فهى لم تضع نفسها فى أجواء الكلمات المشبعة بالعواطف حتى عندما توارت خلفها كان الموقف واضحا جدا أنها الصفقة والمصالح الشخصية جدا وليست حتى مصالح المجموعة أو ما هو أوسع منها..
***
كل صور السقوط مرت سريعا حتى ازدحمت بها المساحات المفرغة من أدمغتنا.. فهى مثل الأوبئة عليك أو علينا عزلها حتى فى ذهننا حتى لا تلوث الأماكن الجميلة الأخرى. تلك التى نخزن فيها حميمية اللحظة وجمالياتها، تلك المغمسة بمحبة قلبية خالصة، غير ملونة ولا ملوثة ولا حتى «مفذلكة» بتعابير رنانة، تحولت إلى موضة فهناك فى اللغة موضة أيضا.. نعم هكذا يحاولون إفهامنا أن «كلامنا قديم جدا» أو أنه «مش فاشن»!!!
***
تلك الصور التى أقل ما يقال عنها إنها مستفزة لمشاعر كثير من الصامتين غصبا أو كرها أو خوفا أو حتى ترفعا عن النزول لمثل هذه المستويات من الانحطاط.. تطاردنا الصور أو هم مستمرون فى محاولة لحصارنا فى إطارها مثلهم مثل أولئك الذين حملوا السيوف وقطعوا الرقاب على مرأى من محطات التلفزة الحداثية بكاميرات حديثة ومتطورة جدا.. هناك خدم التطور التقنى كل الفكر المتحجر والمتطرف وهنا أيضا تخدم التكنولوجيا المروجين لهذه المرحلة.. هى كالقاتل الذى لا يكتفى بالذبح بل يريد أن يحوله إلى مادة للتفاخر أو للتخويف أو فى محاولة ساذجة لغسل الأدمغة.. مع فنجان القهوة الصباحى تزدحم الصور وكذلك مع آخر كوب من شراب منعش فى ليل تغلفه لسعة برد جميلة بعد قحط صيف «مكورن» أى صيف كورونا..
***
كبر بعضنا على أن القائد، الرئيس، الزعيم، الأمير، الملك أو حتى رئيس المؤسسة أو الشركة هو الأكثر قدرة ومعرفة على اتخاذ القرار فهو «يعرف أكثر» والمعرفة قوة حقا عندما تكون معرفة علمية مبنية على قرار متقن ومدروس أما المعرفة التى تديرها الأمزجة والمصالح فهى ليست معرفة وإنما فقط قرار فردى رغم أنهم مجموعة تجلس خلف مائدة طويلة وضعت عليها العصائر والماء بغاز أو دونه والقهوة بأنواعها والشاى بمذاقاته وعطوراته.. إذن فالقرار ليس فرديا بل جماعيا «ديمقراطيا» لأنهم يعرفون أكثر بل قادرون على الدفاع عن مصالحك أيها الفرد أكثر منك!!!!
***
ما الجديد فى كل هذا الكلام المكرر؟؟ أن المعادلة لم تعد للمجموع بل أصبحت بين الأصدقاء والأفراد وبين العائلات والأصحاب والجمعيات الأهلية والخيرية والريعية وكلها انتقلت لها العدوى، كلها مصابة بنفس الداء.. تشاهد هذا السقوط فتتصور بأنك تأكل «الفوشار» أو كما يسميه أهلنا فى الخليج
بـ«النفيش»، فى سينما بمدينتك تعرض فيلما أمريكيا طويلا مع الاعتذار للعبقرى زياد الرحبانى ومسرحيته «فيلم أمريكى طويل».
***
يبدأ التساقط من الرأس ثم تدريجيا يصل إلى شلتك، منزلك، زملائك المخلصين أو كانوا مخلصين، جمعيتك وأعضائها المحبين لك أو كانوا كذلك، مجتمعك المحلى، أو أهل حيك «فريجك».. من هنا تبدأ حكاية الانهيار التى قرأناها فى كتب التاريخ بل بعضها تاريخنا القريب ــ البعيد..!!! صديقات وأصدقاء لا يتحملون بعضهم أو بعضهن رغم أنهم ونحن مثلهم نردد تلك العبارة «الخلاف لا يفسد للود قضية». لقد أفسد الخلاف الود والعشرة وحتى الحب!!! لم تعد هناك مساحات إلا إلى كثير من الشك الذى تسلل للقلوب بعضهم يسميه نظرية المؤامرة. أتصور أن لا مؤامرة هناك ولا حاجة لها ما دمنا نحن كما نحن.. فحتى صناع نظريات المؤامرة تحولوا «على المعاش» أى تقاعدوا بعد أن اكتشفوا أن معنا لا حاجة لنظرياتهم!!!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن المؤامرة والباقى تفاصيل نحن المؤامرة والباقى تفاصيل



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon