توقيت القاهرة المحلي 05:32:36 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظرة فابتسامة أو...

  مصر اليوم -

نظرة فابتسامة أو

بقلم: خولة مطر

ربما من محاسنه؟ ربما؟ من هو؟ الفيروس الأكثر شهرة فى حياتنا طبعا، ذاك الذى وحّد أنماط حياتنا لتصبح كلها متشابهة من تايمز سكوير حتى كل «السكويرات» فى كل مدن الكون..
جلسات شرب القهوة الصباحية أو «شاى الضحى» فى بعض الدول و«الهاى تى» أو حتى «الهابى أور» كلها أصبحت «فيرتوال» يعنى من بعيد لبعيد أو كما يقول المثل «روح بعيد وتعال سالم» رغم أنه قيل لمناسبات أخرى ولكن فى مسألة الكورونا البعد أسلم!!! كثرة الاجتماعات والحوارات واللقاءات الأسرية والصداقية وغيرها عبر السكايب أو الزووم أو التيمز أو برامج كثيرة أخرى. صديقتى تقول «اقتربت أكثر من معرفة من هم أصدقائى الحقيقيون وأصبحت أختار وأركز مع بعضهم فقط.. مش مضطره لأحاديث سخيفة ومجاملات».. وهى، أى الصديقة، تقول أيضا ارتحت من الاضطرار للمصافحة والقبلات لمن لا أحمل لهم احتراما قبل الود.. شديدة الحساسية هى وكثيرة المعارف أيضا ورغم ذلك تحولت بفعل البعد أو الفيروس الشهير إلى شخص شديد الحرص على شلة من الصديقات والأصدقاء فقط وحتى بين أفراد عائلتها صارت تردد «لست مضطرة إلا لمن يكن لى المحبة بمثل ما أحب»..
هى نموذج ليس بالنادر بل جدير بالدراسة فى زمن الكورونا، كثير من الأصدقاء قالوا أصبحنا نختار من بين أصدقائنا. فيما آخرون فتحوا الأبواب وشرعوها بحثا عن من يكسرون معه أو معها روتين العزلة المنزلية المملة أحيانا، خاصة لمن لا يرى فى بيته «سكنا» وليس منزلا وهناك فرق بين الاثنين، كما تعريف المساكنة بعيدا عن التبسيط الذى تستخدم فيه كثيرا فى الأحاديث الجانبية المملة هذه المفردة «المساكنة».. فالمساكنة هى أن ترى فى كل قطعة وتفصيل من المكان الذى اخترت أن يكون سكنا لك، ترى فيه جزءا مكملا لحياتك رسمته عبر سنين من تراكمات فى التجارب والتنقل والتعرف على الآخر من ثقافات وعادات وأشكال جمالية وليس مظهرا تزين به غرفة لتبهر به ضيوفك.. بل ربما هى ذاك التمثال الذى أهداك إياه يوم التقيتما خلسة وسرقة فى تلك المدينة وكانت صدفة أيضا فجرى بين لقائين ليبحث عن هدية ليست عادية بل تبقى فى غرفة نومك تصبحك وتمسيك فتبتسمين ويفرح هو!
***
أما صديقتى الأخرى فهى تمتلك شبكة علاقات من كازاخستان مرورا بالهند واليابان وانعطافا عند كثير من دول منطقتنا.. هى التى رحلت منذ سنواتها الأولى بعيدا عن سكنها الأول وانتشرت، بل وجدت نفسها فى كل مدينة حطت فيها. لبست ملابسهم، تعلمت عاداتهم، بل أحبتها، وكثيرا ما تقمصتها فى حياتها رغم أنها لم تبعد عن طمى النيل بعيدا.. هى وفى زمن الفيروس راحت تنبش بين الأسماء، تتذكرها رغم أن الملامح شابها كثير من التغيير إذا ما صدقت الصور! بعضنا لا يزال يفضل أن يلصق صورته أو صورتها وهم فى العشرين بعد أن عبروا العقد الخامس أو السادس من العمر! «الكبر شين» كانت تقول جدتى وهى محقة، خاصة عندما كانت تفصل أن الملامح وتفاصيل الجسد تتغير إلى ما لا يعجب الكثيرين غير المقتنعين أن لكل سن جماله..
صديقتى هذه علمتنا، نحن تلك الشلة الصغيرة أحيانا والواسعة وسع الأرض كثيرا، أن وسائل التواصل ليست فقط للاطمئنان ومعرفة الأخبار، بل ربما لنعيد معرفة أولئك الذين عبروا أيامنا البعيدة ومروا مرور الكرام أو ربما كنا نحن من مر هكذا كالخيال.. هى وهو كانا معا فى الجامعة.. هو الشاب الوسيم الذى كان نشطا فى الحركات الطلابية والسياسية وهى كانت الفتاة المهتمة بدرسها ورياضتها فقط.. فلم يجتمعا رغم التقاء وتقاطع دروبهما..
وجدته أو وجدها على وسائل التواصل وبعد السؤال والجواب اللذين بدءا كمحاولة ربما من الاثنين إلى تمضية وقت الكورونا بعيدا عن نوبات الاكتئاب المنتشرة، تحولت تلك الرسائل إلى مكالمات صوتية ثم سكايب بالصوت والصورة! نظرة، فابتسامة، فلقاء، فـ...! هكذا كان يقال زمان بل زمان جدا. الآن أصبحت رسالة على الفيسبوك، ثم الماسنجر وبعدها لقاءات مفتوحة تمتد لساعات دون إزعاج النادل الذى يسأل عن طلباتكم فى تلك القهوة أو حتى عيون المارة أو الجالسين.. لا أحد سواك أنت وهو وثالثكم ذكريات لمرحلة من العمر وتراكم خبرات علمتكما أن الحياة تقتنص وأن اللحظة التى تأتى لن تعود أبدا.. هو قال لها ذلك ودعم كلامه بكثير من كتابات الفلاسفة، فهو القارئ المطلع الذى أكثر من الأسئلة حتى بعدت به الإجابات عن معاشرة الكثيرين..
***
تروى تلك الحكاية بتفاصيلها والورود الحمراء بمكتبها ثم اللقاءات والارتباط بأشكاله المختلفة. تسألنا «مجنونة صح؟؟» أو «طيشة» فترد عليها أكبرنا بغنج المراهقة.
«لا جنون فى العشق» والعشق يختلف من مرحلة عمرية لأخرى ولكنه يبقى هو هو، ذاك الذى يدفعك لفعل غير المتوقع..
هذه ربما أكبر حسنات ذاك الفيروس الشرير وتلك الوسائل الشيطانية ربما؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة فابتسامة أو نظرة فابتسامة أو



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon