توقيت القاهرة المحلي 16:08:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تلك اللحظة

  مصر اليوم -

تلك اللحظة

بقلم: خولة مطر

تداعت الصور والكلمات والأناشيد والذكريات لتلك اللحظة التى ستبقى تسجل فى تاريخ أى وطن عند ولادة جديدة.. صورة للفريق الذى أسهم بتأسيس وإطلاق ذاك التجمع لطلبة البحرين.. ثم بعدها صور لاجتماعات وأناشيد ورقص جماعى وأغانٍ تراثية ورحلات فى حدائق القناطر الخيرية أو جبال لبنان أو على ضفاف دجلة والفرات أو فى شتاء الكويت ولربما فى صقيع كييف وموسكو.. كلها كانت صورا مشتركة لفتيات وفتيان فى عمر الورد كثيرا منهم كانوا من الحالمين.
***
بقيت كلمات ذاك النشيد لسنوات بعدها تردد فى الشهر الثالث من العام «ذكرى ميلاد اتحادنا ذكرى عزيزة على قلوبنا». لم يبقَ الوقع ذاته لتلك اللحظة أو الذكرى، فقد تعددت الطرق وتفرعت إلى مسالك مختلفة فهى الحياة التى تأخذ كل منا إلى مكان قد يكون الأقرب له أو لها أو قد يكون القدر قد لعب دوره أو ربما النضج رغم مفاهيمه المتعددة حسب الأمزجة والتبريرات.
***
كثيرون بعدها افترقوا كما الأحبة وآخرون ربما ندموا أو ربما محو تلك اللحظات من حياتهم وآخرون توقفوا عندها حد الجمود أو التحجر وهذه كلها ليست صفات تضاف إلى قاموس «الشتائم» أو النقد الذى اعتدناه رغم أنه «لا يفسد للود قضية» كما نكرر كثيرا دون قناعة به أحيانا!!!
***
هو تاريخ كما الكثير مما مر بهذا الوطن أو كل هذه الأوطان فالاتحادات الطلابية لعبت دورا فى مسيرة شعوب وليس الطلاب فقط كما كل التجمعات الأخرى حسب رأى الخبراء، فهو تاريخ قد يكون بحاجة لتدوين وبحث أكثر بعيدا عن الرهبة من إعادة اللحظة أو وصمة الانتماء لهذه الجبهة أو تلك أو حتى تلك الصفة التى دخلت فى خانة المحظور «المعارضة» أو «الموالاة».
***
فى تلك الذكرى لحظات غالية غمست بالبراءة والجمال، على أقله عند بعضنا أو بعضهم.. وأخرى شهدت مشاحنات واختلافات فى الآراء التى لم تكن خاصة بهذه الفئة من الطلاب بل هى سمة تلك المرحلة عندما كانت الأفكار والمبادئ والأحزاب تتصارع وتتسابق لكسب أكبر عدد من «المريدين»!!! ولكنها لم تكن كلها أفكارا ومبادئ وسياسة بل شملت الكثير من الرومانسية والحب والمساواة بين الرجل والمرأة حتى لو كانت بدائية وكثيرا ما كان بعضهم وبعضهن يرددها دون فهم أو قناعة بل تماشيا مع «الموضة».. رغم كل ذلك بقيت مساحة واسعة للحب التى توجت بارتباط كثيرين من القاهرة مرورا ببيروت وبغداد والكويت ووو.
***
مثيرا حقا أن تكون رواية مثل «شقة الحرية» للجميل غازى القصيبى تطبع وتوزع حتى الآن بنسخها الكثيرة ولا يزال الكثيرون يتطلعون لمتعة قراءتها والتعرف على شخوص من طلاب خليجيين عاشوا تلك الحقبة الذهبية فى مصر.. مثيرا لأنها تملك هذه الشعبية فيما يخاف البعض أو لا يحبذ الحديث عن سنوات الدراسة والعمل الطلابى بكل حسناته وسيئاته كما كل وأى لحظة فى التاريخ بعضها جميل وبعضها بحاجة لرؤيته ضمن تلك اللحظة التاريخية وذاك الزمن.
***
كانوا جميعا يتراصون قريبين من بعضهم وبعضهن دون أن يكون الشيطان ثالثهم!!! يناقشون، قد ترتفع الأصوات أحيانا وقد تحتدم النقاشات ثم ينفض الاجتماع فيردد بعضهم نسهر هذا المساء فى ذاك المقهى أو المطعم المتواضع أم نذهب إلى السينما لمشاهدة فيلم رومانسى جميل بمشاهد للحب العفيف الذى تمثلت به المرحلة.
***
كثيرا من الحكايات بقيت محكية وقد يكون من المفيد أن يدون التاريخ الشفهى لها حتى لو اختلفت بين شخص وآخر.. هى التى عرفت النضال الطلابى والسياسى ليس فقط على صعيد البحرين والخليج بل على مساحات الوطن العربى الواسع وهى فى مجملها متشابهة ومتداخلة، لا تزال تحتفظ بالصور وتجمع الفيديوهات وتردد أغانى المرحلة. هى ترسمها لحفيدها ربما حتى «لا ننسى» فى زحمة أحداث المرحلة والخوف أو الهيبة من إعادة التذكير بها.
***
لا يمكن أن يمر الشهر الثالث من كل عام دون أن يطرز بكثير من المشاهد والذكريات هنا فى مدن وقرى هذا الوطن الصغير وهناك فى كثير من المدن التى احتضنت أبناءه وبناته وفرحت بهم وبهن.. كثيرا منهم بقى متمسكا بالحلم حتى اللحظة رغم اختلاف تلاوينه، وآخرون رموه بعيدا كالخوف من الوباء فيما بقى ذاك الواقف عند حافة شاطئ الخليج ينتظر أن يعيده إلى الحياة من قاع مياه دلمون حيث كانت زهرة جلجامش.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلك اللحظة تلك اللحظة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon