بقلم: خولة مطر
ادخلها قفزا، جريا، مشيا، هرولة أو بأى طريقة تختار فقط حاول أن تدخلها ليس فقط هربا من 2020 بل خوفا من أن تكون 2021 ليست بأفضل حالا ونعود لنكرر، نودع عاما متأملين عاما أكثر صحة وسعادة وراحة بال.. بينما قال صديقى الأفضل أن تعودى للتقاليد وبعض المعتقدات وأن ندخلها برجلنا اليمين علها تبعد عن سابقتها فى كل فيروساتها، وتطبيعها، وأمراضها، وانهياراتها، وانفجاراتها وموت حتى راح ذاك الأخير يطارد ما تبقى من جمال بداخلنا...
***
وإن لم تنفع الرجل اليمين أو لم تكن مقنعة فربما عبر «تفاءلوا بالخير» وكثيرا ما نرددها ويرددونها هم أيضا بحثا عن مساحة ضوء فى عتمة اللحظة.. فمهما توارت الشمس واختفت لابد وأن تشرق يوما ما.. وربما العودة إلى قراءة التاريخ، فى هذه اللحظة المتحولة بين ليلة وضحاها، مفيدة بعض الشىء فى محاولة البحث عن أمل أو ضوء..
أو ربما حتى التحلى بتلك الفلسفة التى تقول عقلك وتفكيرك هو ما يحدد لك القادم. فإذا أتقنت فن الأمل فلا بد أن تكون الأيام القادمة أكثر إشراقا وإذا أدمنت التشاؤم والكآبة فلك منها نصيب الأسد!!!
***
أصوات الأصدقاء ورسائلهم وتعليقاتهم وصورهم كلها تدل بشكل أو آخر أن هناك توحدا فى التفكير. الكل يريدها أن ترحل سريعا والكل يبحث عن من يأتيه برزمة ولو صغيرة من التفاؤل لـ 2021.. وانخفض سقف التوقعات عنه فى نهاية الأعوام الماضية، بل وشهد تحولات فى الأمانى فبدل عن السعادة والثراء وووو أصبح الأهم هو أن يبقى أحبتك بعيدين عن الفيروس والمرض ومنه الموت... وأن لا تنحدر فى السلم الاقتصادى والتسلسل الطبقى إلى ما دون ذاك الخط المشئوم الذى أصبح هو أكثر شمولا من كل الخطوط الأخرى عرضا أو طولا.. خط الفقر المدقع ذاك العابر للطوائف والأديان والحدود المصطنعة والشعوب والأمم..
***
وفيما ما زال يروج البعض لحفلة هنا أو تجمع موسيقى أو غنائى أو رقص «فوق الطاولات»، انغمس الآخرون فى السؤال عن «المنقذ» ذاك اللقاح المتعدد المصانع والجنسيات.. فهناك المنتظر لدوره وهناك من بدأ فعلا فى أخذه وآخرون مشككون، رافضون، خائفون أو حتى محاولون إقناع أنفسهم أن لبس الكمامة سنة ولا أخذ اللقاح الشيطانى. ألم يتم تسييس الفيروس واللقاح أيضا؟؟؟!! فلما يلام العامة من الناس فى تخوفهم من اللقاح خاصة وأن السمة الطاغية على البشر الآن هو انعدام الثقة فى الكل وخاصة القائمين على أمور الكون فى الأوطان الصغيرة أو الدول العظمى!!! كلهم كذابون وفاسدون يقول البعض وتأتى الصور والتقارير لتدينهم أكثر من أن تكون نصا لبراءتهم..
***
2020 وحدت مقدمات النشرات الاخبارية والتغريدات بكل اللغات.. فكلها تحولت إلى أوراق نعى لأشخاص أو أوطان أو شعوب أو أمم.. لا شىء سوى هو الذى وحد الكون فى الأمة وأوجاعها وجعل منها أى 2020 سنة للعتمة بأعلى مستويات التعبير وهى التى ستدرس حتما كما كثيرا من السنين التى دونتها كتب التاريخ من طاعون جستنيان الذى أصاب الإمبراطورية البيزنطية وأدى إلى وفاة 30 إلى 50 مليون شخص ما كان يعادل نصف سكان العالم فى تلك الحقبة التاريخية.. أما الطاعون الأسود فى القرن الرابع عشر فقد أدى إلى وفاة 200 مليون شخص فى شمال إفريقيا وآسيا وأوروبا. والجدرى الذى اجتاح أوروبا وآسيا وشبه الجزيرة العربية لقرون عدة ومات نتيجته 3 من كل 10 أشخاص.. وغيرها من الأوبئة التى اجتاحت العالم أو مناطق منه وأدت إلى موت الملايين من البشر..
***
ادخلها كما تشاء برجلك اليمنى، قفزا أو زحفا أو جريا وكما يقول ذاك الذى علمه الأهم أن تبقى بخير وأن تحضن دفء أحبتك وتبقيه فى أكثر مساحات صدرك ضيقا وتنقشه كالوشم وتردد فى استرخاء المساءات الحالمة «ستعود تلك الفرحة طالما هم فى حياتى».. أو ربما تتمسك بتلك العبارة لـ«شمس التبريزى» حين تجمعنى الحياة بشىء منك تستيقظ فى قلبى ألف حياة».