توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن الرفقة حدثتنى

  مصر اليوم -

عن الرفقة حدثتنى

بقلم - خولة مطر

 عندما تدرك رحيل الرفاق تحن إلى تلك الرفقة الخاصة، إلى قلب بقى ينبض رغم سنوات العمر.. كانت تقول دوما تلك الحكيمة فى سنينها الأولى «إذا لم تجدى الحب فلا تهملى الرفقة» «فهى علاج لتعب الأيام وهى الكتف الذى يبقى هناك عندما يبحث المرء عن مكان يريح به بعض التعب لسويعات..

***

يحل الصباح مع زخات المطر فتقفين مترقبة لمكالمة وسؤال «كيف أنت اليوم حبيبتى» أو رفيقتى أو صديقتى.. يجرى اليوم منك، فيعود الصوت ليلح هناك فيلم رائع بتلك السينما المستكينة بعيدا عن ضجيج الأطفال وثرثرات الذين لم يتعلموا بعد أخلاقيات وطقوس مشاهدة الأفلام فى السينما.. بعض من الفشار أو الشوكولاتة قبل بدء العرض وفى عتمة الصالة الصغيرة يبحث عن يدك ليدفئها بقلبه.. كانت تقول إنها لا تبحث عن أكثر من ذلك.. عن مساءات تنقشها بالأفلام الجميلة أو حفلات الموسيقى أو عشاء حميم فى مطعم متواضع عند أطراف ذاك الحى المكتض بالمطاعم المزدحمة..

***

هى أو هن لا يبحثن فى هذه اللحظات من العمر سوى عن الرفقة الحميمة بين الأصدقاء والأحبة.. تبقى الرفقة الخاصة ضالتهن وربما ضالة الجميع بعد سنين الحب الجارف والبكاء والنحيب على البعد أو الفقدان أو الهجر.. يتحول الفراق لبعض الوقت مساحة للمراجعة والتحرك بحرية. ففى سنين العمر هذه، بعضهم يحب أن يسميها الربع ساعة الأخير، ولكنها تفضل أن تطلق عليها موسم الرحيل إلى النفس والفضاء المتسع دون أعين المتلصصين أو غيرهم..

***

يرحل المساء والهاتف جامد ألا من رسائل يكتظ بها ويضج منها حتى الهاتف الذكى لكثرة السطحى والتافه منها وقلة المفيد ولكن من قال إن الواتس أب أو الفايبر أو حتى الانستجرام خلقوا لنشر الوعى والمعرفة؟؟ أم أدوات للتسلية القاتلة فى زمن الوحدة... ألم تقم بريطانيا بخلق منصب وزير للوحدة؟؟ شىء جميل ماذا تستطيع الوزيرة المسكينة أن تفعل بعد أن عملت التطورات الحديثة والتكنولوجيا على زيادة الفرقة والفردية المطلقة وبناء الجدران والحواجز بدلا من هدمها... وداعا لنظرياتكم العامرة قبل سنين عندما أطلقتم هذه الهواتف الذكية ووسائل التواصل وأوهمت البشر بأنها كفيلة بتقريب البعيد وردم الهوة بين الأفراد والشعوب!!!

***

تقلب رسائلها لا تفتح معظمها فقد تعبت من قراءة النكت السمجة والرقص الماجن والبوتكس للإبل فى سباق الجمال للجمال!!! ولا تزال عيناها تبتعد عن صفحات تلك الرواية الشيقة بين اللحظة والأخرى بحثا عن رسالة منه.. يطول انتظارها حتما فقد لا تأتى الدعوة لعشاء متواضع أو شرب القهوة فى ذاك المقهى عند ناصية الحى المتخم بالمطاعم والمقاهى والبارات.. تعرف أن هناك فيلما تتوقع لمشاهدته وتردد لماذا الانتظار باستطاعتى أن أذهب وحيدة إلى السينما وهذا ممكن حتما وتبقى الغصة فى إيجاد من يشاركها تلك المشاهدة وينتهون بنقاش ممتع لمشاهد فى الفيلم أو حتى لحبكته أو تصويره أو أبطاله وبطلاته...

***

تسألها صديقتها الحميمة «ألم يتصل» وتعرف الإجابة دون أن تنطق بكلمة، فتطمأنها بأن الانشغالات تحول دون مثل هذا التواصل أو ربما الخوف.. فمع تقدم العمر يصبح التعلق صعبا وسريعا والمشاعر رقيقة جدا بل شديدة الشفافية والقلب لا يتحمل أى انكسار آخر..

***

تحاول صديقتها التى انتقلت مؤخرا لتلك العاصمة الأوروبية العريقة، أن تبعث لكليهما الأمل بأن هناك مساحة ما لرفقة قادمة ولا يزال الوقت «مبكرا» على إغلاق شبابيك القلوب والعواطف وإيصاد الأبواب والاكتفاء بالاستكانة لما يمليه المجتمع الذى هو لطالما أنكر الحب إلا عندما قننه أو مأسسه!! رغم أن كلما وضع الحب فى قوالب جامدة كلما فقد كثيرا من بريقه وانطفأت اللهفة فيه..

***

تعيد النظر إلى هاتفها وما تلبث وأن تعود لبطلة روايتها وتغفى على أصوات التحام حبات المطر بالأرض أو بالبلور الفاصل بينها وبين الاغتسال برحيق الغيم..

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الرفقة حدثتنى عن الرفقة حدثتنى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon