توقيت القاهرة المحلي 11:34:47 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عن الرفقة حدثتنى

  مصر اليوم -

عن الرفقة حدثتنى

بقلم - خولة مطر

 عندما تدرك رحيل الرفاق تحن إلى تلك الرفقة الخاصة، إلى قلب بقى ينبض رغم سنوات العمر.. كانت تقول دوما تلك الحكيمة فى سنينها الأولى «إذا لم تجدى الحب فلا تهملى الرفقة» «فهى علاج لتعب الأيام وهى الكتف الذى يبقى هناك عندما يبحث المرء عن مكان يريح به بعض التعب لسويعات..

***

يحل الصباح مع زخات المطر فتقفين مترقبة لمكالمة وسؤال «كيف أنت اليوم حبيبتى» أو رفيقتى أو صديقتى.. يجرى اليوم منك، فيعود الصوت ليلح هناك فيلم رائع بتلك السينما المستكينة بعيدا عن ضجيج الأطفال وثرثرات الذين لم يتعلموا بعد أخلاقيات وطقوس مشاهدة الأفلام فى السينما.. بعض من الفشار أو الشوكولاتة قبل بدء العرض وفى عتمة الصالة الصغيرة يبحث عن يدك ليدفئها بقلبه.. كانت تقول إنها لا تبحث عن أكثر من ذلك.. عن مساءات تنقشها بالأفلام الجميلة أو حفلات الموسيقى أو عشاء حميم فى مطعم متواضع عند أطراف ذاك الحى المكتض بالمطاعم المزدحمة..

***

هى أو هن لا يبحثن فى هذه اللحظات من العمر سوى عن الرفقة الحميمة بين الأصدقاء والأحبة.. تبقى الرفقة الخاصة ضالتهن وربما ضالة الجميع بعد سنين الحب الجارف والبكاء والنحيب على البعد أو الفقدان أو الهجر.. يتحول الفراق لبعض الوقت مساحة للمراجعة والتحرك بحرية. ففى سنين العمر هذه، بعضهم يحب أن يسميها الربع ساعة الأخير، ولكنها تفضل أن تطلق عليها موسم الرحيل إلى النفس والفضاء المتسع دون أعين المتلصصين أو غيرهم..

***

يرحل المساء والهاتف جامد ألا من رسائل يكتظ بها ويضج منها حتى الهاتف الذكى لكثرة السطحى والتافه منها وقلة المفيد ولكن من قال إن الواتس أب أو الفايبر أو حتى الانستجرام خلقوا لنشر الوعى والمعرفة؟؟ أم أدوات للتسلية القاتلة فى زمن الوحدة... ألم تقم بريطانيا بخلق منصب وزير للوحدة؟؟ شىء جميل ماذا تستطيع الوزيرة المسكينة أن تفعل بعد أن عملت التطورات الحديثة والتكنولوجيا على زيادة الفرقة والفردية المطلقة وبناء الجدران والحواجز بدلا من هدمها... وداعا لنظرياتكم العامرة قبل سنين عندما أطلقتم هذه الهواتف الذكية ووسائل التواصل وأوهمت البشر بأنها كفيلة بتقريب البعيد وردم الهوة بين الأفراد والشعوب!!!

***

تقلب رسائلها لا تفتح معظمها فقد تعبت من قراءة النكت السمجة والرقص الماجن والبوتكس للإبل فى سباق الجمال للجمال!!! ولا تزال عيناها تبتعد عن صفحات تلك الرواية الشيقة بين اللحظة والأخرى بحثا عن رسالة منه.. يطول انتظارها حتما فقد لا تأتى الدعوة لعشاء متواضع أو شرب القهوة فى ذاك المقهى عند ناصية الحى المتخم بالمطاعم والمقاهى والبارات.. تعرف أن هناك فيلما تتوقع لمشاهدته وتردد لماذا الانتظار باستطاعتى أن أذهب وحيدة إلى السينما وهذا ممكن حتما وتبقى الغصة فى إيجاد من يشاركها تلك المشاهدة وينتهون بنقاش ممتع لمشاهد فى الفيلم أو حتى لحبكته أو تصويره أو أبطاله وبطلاته...

***

تسألها صديقتها الحميمة «ألم يتصل» وتعرف الإجابة دون أن تنطق بكلمة، فتطمأنها بأن الانشغالات تحول دون مثل هذا التواصل أو ربما الخوف.. فمع تقدم العمر يصبح التعلق صعبا وسريعا والمشاعر رقيقة جدا بل شديدة الشفافية والقلب لا يتحمل أى انكسار آخر..

***

تحاول صديقتها التى انتقلت مؤخرا لتلك العاصمة الأوروبية العريقة، أن تبعث لكليهما الأمل بأن هناك مساحة ما لرفقة قادمة ولا يزال الوقت «مبكرا» على إغلاق شبابيك القلوب والعواطف وإيصاد الأبواب والاكتفاء بالاستكانة لما يمليه المجتمع الذى هو لطالما أنكر الحب إلا عندما قننه أو مأسسه!! رغم أن كلما وضع الحب فى قوالب جامدة كلما فقد كثيرا من بريقه وانطفأت اللهفة فيه..

***

تعيد النظر إلى هاتفها وما تلبث وأن تعود لبطلة روايتها وتغفى على أصوات التحام حبات المطر بالأرض أو بالبلور الفاصل بينها وبين الاغتسال برحيق الغيم..

نقلا عن الشروق القاهريه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الرفقة حدثتنى عن الرفقة حدثتنى



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon