توقيت القاهرة المحلي 05:30:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم لها وكل الأيام عليها

  مصر اليوم -

يوم لها وكل الأيام عليها

بقلم: خولة مطر

انتشرت العبارات على وسائل التواصل الاجتماعى احتفاء بيوم اللغة العربية.. كثيرون راجعوا بيوت الشعر وكثيرها هو نفسه المردد منذ سنين وآخرون كانوا أكثر إبداعا فى البحث وغيرهم تغنوا بلغة حية جدا هى لغة 422 مليون.. وهى اللغة الرابعة من حيث الانتشار بعد الإنجليزية والصينية والهندية وهى أيضا لغة الضاد لأنها اللغة الوحيدة التى تحمل هذا الحرف..
***
ولكن هناك خطرا يهددها بحسب الأمم المتحدة والمجمعات اللغوية ألا وهو انتشار العامية على حساب الفصحى. هذا ما قاله كثيرون قبل أيام عندما ضج الثامن عشر من ديسمبر بالاحتفالات الافتراضية طبعا والتى التزمت التباعد الاجتماعى ولبس الكمامات!!! ولكنها انتهت دون كثير من الضجة وأسدل الستار ككثير من الاحتفالات والأيام فى طوال العام.. بمجرد ما أعلن اليوم عن نهايته المبكرة فـ«عتمت» الدنيا مساء وذهب الكثيرون إلى سهراتهم أو جلساتهم التلفزيونية يغمرهم إحساس شديد بالراحة لأنهم مجدوا واحتفلوا بلغتهم الأم ولغة القرآن وكفى!!!
***
نفسهم أو كثير منهم لم يرقَ إلى الوقوف عند أصل انهيار اللغة أو لم يطرحوا السؤال الحقيقى وهو هل لغتنا الجميلة إلى زوال فى زحمة العامية أو زحف اللغات الأخرى مثل الإنجليزية لتكون هى لغة المتعلمين من الأبناء والبنات؟؟ ولما يبدو المشهد اليومى أن كثيرا من التحضر لدى البعض هو الحديث بلغة أخرى غير العربية؟؟ فى صباح نفس اليوم قال هو للنادل قبل أن يطلب قهوته و«الكروسون باللوز» «صباحك خير» فرد النادل بكثير من الاعتياد «بونجور» أو «جود مورننج» لم تعد كلمة صباح أو مساء الخير هى الأكثر انتشارا بين الأجيال والمثير للضحك بل ربما للحزن أن كثيرين لا يجيدون اللغات الأخرى التى يفضلون الحديث بها عن العربية..
***
كم جميل أن تقول فى وداع أحدهم «يومك سعيد» بدلا من «باى» المختصرة وكأن الكلمة تتعب والنطق يتعب أكثر والعربية لا تمثل «التمدن» الحالى وهو فى كثيره زائف أو على أقل تقدير سطحى جدا.. فى أحد الاجتماعات الافتراضية قبل أسابيع كان اللقاء باللغة الإنجليزية حتى قالت إحدى المشاركات «هل لى أن أعرف لماذا نتحدث الإنجليزية وكل المشاركين عرب؟» لم يأتِها الجواب بل ولم يهتم أحد للانتباه لسؤالها وكأن المعتاد أن تكون الاجتماعات «البروفشونول» باللغة الإنجليزية أو أى لغة أخرى إلا العربية..
***
أحد «المهضومين» قال العربية للشعر للمساءات الحالمة، للشعر أو الغزل ولكنها ليست «لغة للعلم والعمل».. «عجبى» كيف يكون ذلك وكل العلوم بدأت بها ومن عندها وهى لا تزال لغة ملايين البشر فى أكثر من 22 دولة بل ودول مجاورة للدول العربية.. وحتى لو لم تكن كذلك فاللغة تعيش وتموت بناطقيها والمحافظين عليها والباقين على جمالياتها والعارفين بأسرارها وهى عملية تبدو صعبة إلا أنها سهلة جدا لو كانت المدارس والجامعات مراكز للعلم والتربية كما كانت «أيام زمان» أم أنها تحولت إلى «بوتيكات» ومحلات تجارية لكل حرف سعر فيها ولكل درس كذلك فقد سقطت اللغة العربية سهوا أو ربما عمدا من أولويات العاملين على المناهج التربوية والجالسين على الكراسى فى مكاتب الوزارات والجهات المختصة التى عليها مهمة أكثر صعوبة وأهمية من الجيوش الحامية للحدود ومن الأجهزة الأمنية الواقفة عند حافة الحرف أو الكلمة التى تنشر على صفحات التواصل الاجتماعى أو تردد فى جلسات الرفقة الحميمية لأن الحيطان، لا تزال، لها آذان!!!!!
***
مجرد أن انطفأت أضواء الثامن عشر من ديسمبر عادت العربية إلى الأدراج وأرفف المجمعات العلمية حيث الكتب يعلوها التراب وفى لحظة يبدو أن اللغة مهددة بذاك الكم من التراب والغبار الذى لن ينجلى إذا بقيت هى حبيسة اليوم الخاص بها وغاصت طوال أيام العام الأخرى فى متاهات العاميات من اللهجات أو التعالى بالتشبث بلغات أخرى لأنها ترفع من قيمة المتحدث ربما!!!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم لها وكل الأيام عليها يوم لها وكل الأيام عليها



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon