توقيت القاهرة المحلي 09:08:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رهبة الكرسى أم غوايته؟؟

  مصر اليوم -

رهبة الكرسى أم غوايته

بقلم - خولة مطر

تفتتح صباحك بحضوره المبهر فى حضوره وغيابه.. تتعبك المشاهد فترحل له ولبعض الآخرين الذين صبغوا أيامك الماضية والحاضرة ولن يرحلوا إلا عند رحيلك أنت.. ثابتين كالنيل هنا فيما مر من هنا وهناك الكثيرون ولم يتركوا أثرا..

يجهدك الجهل ولكن يقتلك الجاهل الذى يتصور أنه سينعم على البشرية بذكائه القادم حديثا.. هو وهى وآخرون وأخريات يعيشون عبث اللحظة ربما أم هو عبث كل اللحظات لأنك قرأت التاريخ مطولا ولأنهم فى بعض الكتب أو كثيرها لم يقولوا لك من غير هؤلاء الأبطال الذين يمجدونهم كانوا هناك أيضا.. وكم منهم حاول أن يقول الحق فى زمن الباطل وهو زمن قد طال على قوم العرب!!

***

هم «المخلصون» الجدد يبهرونك بالعبارات الرنانة، يرقصون على أنغام تدغدغ أولئك الجالسون فى عواصم العالم الكبرى يناقشون أحوال العرب أيضا فهى تقلقهم أيضا أيضا!!

والمخلص الجديد القادم من هناك ربما أو مر من هناك يبهره الكرسى والبريق المرافق له ويتصور فى لحظة أن هذه اللحظة قد تدوم وأن الكرسى أقوى حتى من المنطق أو من الحق أو من التاريخ وحتى الجغرافيا يتصور بعضهم أن القوة تغير الجغرافيا وتمحو التاريخ..

***

محزن أن يكون الضحية، أو من يعتقد أنه / أنها كانوا ضحايا لديكتاتوريات ومراجع وأنظمة كلها لم تقدم لهم إلا كثيرا من الظلم والتهميش، محزن أن يتحولوا هم لممارسات لا تبعد كثيرا عن أولئك الذين أخرجوا إما «بالقباقيب» أو الدبابات أو القصف أو حتى الوهم القائل أن الديمقراطية تستورد كالمعلبات أو كالوجبات الجاهزة سهلة التحضير!!

كلما استفاق أحدهم لصوت قادم تصوره للحظة أنه المخلص، كلما غاص العربى فى بحر دمه ودم أهله.. كم بحر سنعبر قبل أن نعرف أن فاقد الشىء لا يعطيه وأن محاربة التهميش بمزيد من التهميش والطائفية بالطائفية والمذهبية وووو..

***

تقول هى التى مرت بأزمان كثيرة تشبه تجاعيد وجهها، كلما قلنا «خيبتنا الأخيرة» جاء من يزايد عليه... وتقف حائرة بين أن تبقى على مناداتها القديمة بأن النساء والشباب هم الحقيقيون، فترقص أمامها صور لنساء وشباب لا تخلو الجرائد والمجلات من صورهم من كثرة أحاديثهم «المبهجة» وخطاباتهم التى تقول لقد انتهى ذاك الزمن وجاء وقت العمل!! لا تستطيع وهى هنا فى هذه المرحلة والآخرون حولها يحملون بين أضلعهم طعنات السنين، إلا أن تبكى ضحكا على كم الجهل الناطق بالإنجليزية الصح مع لكنة أمريكية!!

***

كم من منتقد للماضى يسقط فى منطقه، وكم من قائلا إنهم قد أنهكونا وعلينا أن نسابق الزمن لأنه لن ينتظرنا ولأن الزمن يجرى سريعا ونحن لا نزال «مكان قف» وعندما يقول لهم البعض إنها نفس الممارسات التى قدم الكثيرون منكم ومنا التضحيات من أجل إنهائها حتى لا يصبح الجميع مجرد أرقام فى سجلات باهتة مهما تم تحديثها عبر أجهزة متقدمة وبرامج مثلها، يقال لك إنك قابض على الجمر وتتهم بأنك تعرقل التقدم والتحضر لا سمح الله!!!

***

تتنوع المراكز والمناصب وتبقى كلها مهما صغرت فى حجمها قوتها مبهرة لأنهم قالوا ولا يزالون أن الكرسى يعمى صاحبه ويوهم الحمل بأنه أصبح أسد الغابة والسلحفاة بأنها غزال شارد!!!!

كلما تحدثنا عن الإدماج رددت عبارات ظاهرها مشاركة وباطنها إقصاء آخر.. تسقط الضحية كثيرة فى ثقافة جلادها حتما ولكن لا نتعلم من بعض ما حدث قبلنا أم أن علينا أن نمر ببحور من الدماء وأن نقدم نساءنا وأطفالنا وتاريخنا وحضارتنا وكل ما نملك من ما هو ليس مادى، ثمنا لديمقراطية لا تعرف سوى قشور المشاركة الحقيقية ومظاهر بالية هى تغطى بها عورة الماضى وكذب ونفاق الكثير حتى من تلك الدول التى استعمرتنا يوما وجاءت الآن تبكى على ضياعنا وتشردنا وهجراتنا وتعبنا المستمر..

كثيرا ما ننسى أن المشاركة الحقيقية لا تأتى إلا بالاستماع لأصواتنا كلنا.. دون استثناء لأحد وتقبل الآراء والازدهار هو بالتعددية وليس بالتفرد.. يبقى النخل يحكى عن كثيرين دافعوا عن كرامة لا نزال فى صراع للبحث عنها وتحقيقها.

نقلا عن الشروق القاهرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رهبة الكرسى أم غوايته رهبة الكرسى أم غوايته



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon