توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحادية عشرة حسب توقيت مراكش.. السابعة على مقياس ريختر

  مصر اليوم -

الحادية عشرة حسب توقيت مراكش السابعة على مقياس ريختر

بقلم - خولة مطر

الليل لا يسكن كما كان بل لكل ليلة وشوشاتها وأحيانا صراخها أو غضبها.. وهذه ليلة بدت أو بدأت حالمة مسترخية فى ظلال قمرها وبعض ضجيج يأتى من بعيد فهو «الويك إند» والناس تسرح مساء بحثا عن بعض متعة وكثير من الصخب اللامنتهى.. بدت فى أولها هادئة بل ربما روتينية أو حتى مملة وما إن انتصف الليل أو ما بعده حتى تتحول إلى هزة مرعبة وتتوالى الأخبار عن بحث البشر عن ملجأ بعيد عن غضب الطبيعة وهى الغضبة الأسوأ بين كل الغضب العاصف!
• • •
يأتى صوته ليقول «أنا بخير لا تقلقى علىّ» وتعرف أنه كما كثير من المغاربة واقفون فى العراء باحثون عن ملجأ يحميهم من غضبها.. مفترشون الحدائق أو من استطاع أن يفترشها وآخرون يتجولون بحثا عن أحبتهم وأفراد عائلتهم.. بقيت المدن والمبانى الحديثة أكثر قدرة على المقاومة ككل شىء فى الحياة حين يدفع الضعيف والفقير وسكان أطراف المدن والأرياف الأثمان الباهظة عندما تسخن الأرض أو تغضب وتهتز، فيهتز معها الكون بكامله وتتساقط المبانى والطرق القديمة أو الضعيفة ويبقى ذاك الأقوى.
• • •
تعرف أن أهل المغرب قادرون على التحمل والجلد، عرفت ذلك من كثير من الصديقات والأصدقاء والزملاء وأيضا من أدبهم ورواياتهم وكتابهم.. عرفت المغرب من نوافذ متعددة بتنوعات جغرافيتها وسكانها وطقوسها وأكلها وتضاريسها.. ولم تستطع أن تفهم فى تلك الليلة كيف استطاع المغاربة أن يتماسكوا ويترابطوا ويتحدوا فى بحثهم عن بعض بعضهم قبل أن يتحسسوا أطرافهم هم.. رأيت ذلك من الصور القادمة على شاشات التلفزة العربية أو حتى وسائل التواصل.. كم هو الإعلام الغربى غير محايد عندما يكون الأمر مرتبطا بهذه المنطقة، فقد تعاملوا مع الزلزال الذى ضرب المغرب وأطراف الجزائر بكثير من البرود أو ربما اللا اهتمام.
• • •
تساقطت الصور كثيرا من الأصدقاء والأحبة هناك، وتلاحقت الأخبار وسقطت الأسئلة فى بحور الظلمات مثل؛ لم نسمع أن المغرب على خط زلازل وهل المغاربة بحاجة إلى مثل هذه الكارثة أو لماذا نحن؟ أى هؤلاء الساكنين فى هذه المنطقة الممتدة من مراكش للبحرين كما تغنى بها فريد الأطرش، ولم نكن نعرف لماذا اختار مراكش والبحرين؟!
• • •
جاء الزلزال ليعيد التذكير رغم أننا لسنا بحاجة لنتذكر، فلم يمضِ العام منذ أن عشناه فى سوريا وتركيا وبعض لبنان، وفقدنا تحت أنقاضه حبيبة بل أحبة.. وها هو يأتى الزلزال مرة أخرى قريبا جدا رغم بعد الجغرافيا، ليذكرنا.. ولم نعرف هل هو تذكير بأن الطبيعة غاضبة؟ أم أنها تذكرنا بأننا أو بعضنا فى الشمال الفاجر لم يترك مساحة للصلح، ولم يكتفِ باستغلال الأرض وما عليها بل توغل لينخر قاعها ومحيطاتها وأنهارها وبحارها وهدم جبالها وانتهاك كل حرماتها.
• • •
ما يهم أن قلبنا لم يتحمل تلك الصور، ولا يزال لسكان مراكش والحوز و«ورزازات« وأزيلال وشيشاوة وتارودان والرباط والدار البيضاء وكل شبر من أرض المغرب فى قلبنا وجع وهم ينتشرون على أرض الحدائق وفى الطرقات بحثا عن بقعة تحميهم من هزة أخرى.. وهم الذين حمل لهم أجدادهم وما قبلهم قصصا وروايات عن قصة طويلة مع الزلازل والهزات بدأت منذ 818، عندما ضرب زلزال المنطقة المحيطة بجبل طارق مرورا بالعام 1079 حيث تعرضت البلاد لزلزالين قويين وبعدها فى العام 1624 حيث دمر الزلزال مدن تازة وفاس ومكناس شمال المغرب، وآخر فى العام 1660 حيث تعرضت مليلية، وبعدها فى الأعوام 1910 و1927 و1960 و1969 و1994 و2004.. حتى ليل الجمعة عندما فزع المغاربة وهربوا إلى الشوارع أو من استطاع منهم فيما تساقطت الأحجار وأعمدة المبانى المتهالكة على كثير منهم ولا زال البحث جاريا والدمع كأنهار حزنهم وحزننا على مصابهم.. كأن المغرب وأهلها مجبولون على تحمل تكاليف الجغرافيا حيث الحد الفاصل بين الصفيحة الأوراسية والأفريقية ويقع صدع جبل طارق.
• • •
الحديث عن الزلازل أو حوله قصة أو قصص فبعضها حسب العلماء هو نتيجة لتفاصيل الجغرافيا وآخر يبعد عن الجغرافيا، وتُعزى الأسباب للبشر مثل تفجيرات نووية فى باطن الأرض، وهناك من يربطها بحركة النجوم والكواكب وهنا لابد من الاعتراف بأن العلماء لا يزالون فى حالة من الاختلاف حول كل هذه الأسباب أو النظريات بما فى ذلك العلماء الذين يتهمون أمريكا وغيرها من الدول وتجاربهم على الأسلحة وغيرها بأنهم خلف مثل هذه الظواهر الطبيعية الفتاكة.
• • •
يبقى أهل المغرب كما سابقيهم فى سوريا وتركيا ولبنان وكلنا متابعون لذاك الوجع غير مهتمين بكيف حصل ولكن أكثر بكيف نوقف هذا الموت الذى تشبعت به الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحادية عشرة حسب توقيت مراكش السابعة على مقياس ريختر الحادية عشرة حسب توقيت مراكش السابعة على مقياس ريختر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon