توقيت القاهرة المحلي 05:23:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الحادية عشرة حسب توقيت مراكش.. السابعة على مقياس ريختر

  مصر اليوم -

الحادية عشرة حسب توقيت مراكش السابعة على مقياس ريختر

بقلم - خولة مطر

الليل لا يسكن كما كان بل لكل ليلة وشوشاتها وأحيانا صراخها أو غضبها.. وهذه ليلة بدت أو بدأت حالمة مسترخية فى ظلال قمرها وبعض ضجيج يأتى من بعيد فهو «الويك إند» والناس تسرح مساء بحثا عن بعض متعة وكثير من الصخب اللامنتهى.. بدت فى أولها هادئة بل ربما روتينية أو حتى مملة وما إن انتصف الليل أو ما بعده حتى تتحول إلى هزة مرعبة وتتوالى الأخبار عن بحث البشر عن ملجأ بعيد عن غضب الطبيعة وهى الغضبة الأسوأ بين كل الغضب العاصف!
• • •
يأتى صوته ليقول «أنا بخير لا تقلقى علىّ» وتعرف أنه كما كثير من المغاربة واقفون فى العراء باحثون عن ملجأ يحميهم من غضبها.. مفترشون الحدائق أو من استطاع أن يفترشها وآخرون يتجولون بحثا عن أحبتهم وأفراد عائلتهم.. بقيت المدن والمبانى الحديثة أكثر قدرة على المقاومة ككل شىء فى الحياة حين يدفع الضعيف والفقير وسكان أطراف المدن والأرياف الأثمان الباهظة عندما تسخن الأرض أو تغضب وتهتز، فيهتز معها الكون بكامله وتتساقط المبانى والطرق القديمة أو الضعيفة ويبقى ذاك الأقوى.
• • •
تعرف أن أهل المغرب قادرون على التحمل والجلد، عرفت ذلك من كثير من الصديقات والأصدقاء والزملاء وأيضا من أدبهم ورواياتهم وكتابهم.. عرفت المغرب من نوافذ متعددة بتنوعات جغرافيتها وسكانها وطقوسها وأكلها وتضاريسها.. ولم تستطع أن تفهم فى تلك الليلة كيف استطاع المغاربة أن يتماسكوا ويترابطوا ويتحدوا فى بحثهم عن بعض بعضهم قبل أن يتحسسوا أطرافهم هم.. رأيت ذلك من الصور القادمة على شاشات التلفزة العربية أو حتى وسائل التواصل.. كم هو الإعلام الغربى غير محايد عندما يكون الأمر مرتبطا بهذه المنطقة، فقد تعاملوا مع الزلزال الذى ضرب المغرب وأطراف الجزائر بكثير من البرود أو ربما اللا اهتمام.
• • •
تساقطت الصور كثيرا من الأصدقاء والأحبة هناك، وتلاحقت الأخبار وسقطت الأسئلة فى بحور الظلمات مثل؛ لم نسمع أن المغرب على خط زلازل وهل المغاربة بحاجة إلى مثل هذه الكارثة أو لماذا نحن؟ أى هؤلاء الساكنين فى هذه المنطقة الممتدة من مراكش للبحرين كما تغنى بها فريد الأطرش، ولم نكن نعرف لماذا اختار مراكش والبحرين؟!
• • •
جاء الزلزال ليعيد التذكير رغم أننا لسنا بحاجة لنتذكر، فلم يمضِ العام منذ أن عشناه فى سوريا وتركيا وبعض لبنان، وفقدنا تحت أنقاضه حبيبة بل أحبة.. وها هو يأتى الزلزال مرة أخرى قريبا جدا رغم بعد الجغرافيا، ليذكرنا.. ولم نعرف هل هو تذكير بأن الطبيعة غاضبة؟ أم أنها تذكرنا بأننا أو بعضنا فى الشمال الفاجر لم يترك مساحة للصلح، ولم يكتفِ باستغلال الأرض وما عليها بل توغل لينخر قاعها ومحيطاتها وأنهارها وبحارها وهدم جبالها وانتهاك كل حرماتها.
• • •
ما يهم أن قلبنا لم يتحمل تلك الصور، ولا يزال لسكان مراكش والحوز و«ورزازات« وأزيلال وشيشاوة وتارودان والرباط والدار البيضاء وكل شبر من أرض المغرب فى قلبنا وجع وهم ينتشرون على أرض الحدائق وفى الطرقات بحثا عن بقعة تحميهم من هزة أخرى.. وهم الذين حمل لهم أجدادهم وما قبلهم قصصا وروايات عن قصة طويلة مع الزلازل والهزات بدأت منذ 818، عندما ضرب زلزال المنطقة المحيطة بجبل طارق مرورا بالعام 1079 حيث تعرضت البلاد لزلزالين قويين وبعدها فى العام 1624 حيث دمر الزلزال مدن تازة وفاس ومكناس شمال المغرب، وآخر فى العام 1660 حيث تعرضت مليلية، وبعدها فى الأعوام 1910 و1927 و1960 و1969 و1994 و2004.. حتى ليل الجمعة عندما فزع المغاربة وهربوا إلى الشوارع أو من استطاع منهم فيما تساقطت الأحجار وأعمدة المبانى المتهالكة على كثير منهم ولا زال البحث جاريا والدمع كأنهار حزنهم وحزننا على مصابهم.. كأن المغرب وأهلها مجبولون على تحمل تكاليف الجغرافيا حيث الحد الفاصل بين الصفيحة الأوراسية والأفريقية ويقع صدع جبل طارق.
• • •
الحديث عن الزلازل أو حوله قصة أو قصص فبعضها حسب العلماء هو نتيجة لتفاصيل الجغرافيا وآخر يبعد عن الجغرافيا، وتُعزى الأسباب للبشر مثل تفجيرات نووية فى باطن الأرض، وهناك من يربطها بحركة النجوم والكواكب وهنا لابد من الاعتراف بأن العلماء لا يزالون فى حالة من الاختلاف حول كل هذه الأسباب أو النظريات بما فى ذلك العلماء الذين يتهمون أمريكا وغيرها من الدول وتجاربهم على الأسلحة وغيرها بأنهم خلف مثل هذه الظواهر الطبيعية الفتاكة.
• • •
يبقى أهل المغرب كما سابقيهم فى سوريا وتركيا ولبنان وكلنا متابعون لذاك الوجع غير مهتمين بكيف حصل ولكن أكثر بكيف نوقف هذا الموت الذى تشبعت به الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحادية عشرة حسب توقيت مراكش السابعة على مقياس ريختر الحادية عشرة حسب توقيت مراكش السابعة على مقياس ريختر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon