توقيت القاهرة المحلي 12:57:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فلسطين ليست وجهة نظر

  مصر اليوم -

فلسطين ليست وجهة نظر

بقلم - خولة مطر

فى اليوم الخامس والثلاثين من حرب الإبادة الصهيونية على غزة اجتمع العرب والمسلمون! نعم سيدون التاريخ بعد أكثر من 35 يوما من الإبادة ومن القذائف التى طاردت الأرواح البريئة حتى فى غرف العناية المركزة بالمستشفيات أو فى حديقة المستشفى التى تحولت إلى ملجأ جديد، بعد كل ذلك دعا القادة إلى اجتماع «طارئ»! ومستعجل أيضا! ربما تغيرت مفاهيم ومعانى هذه المفردات حتى العربية منها.. ربما»!
• • •
كانت الأنظار كلها باتجاه القادة العرب وحكوماتهم، ثم المسلمون ثم وبعد صريخ تلك السيدة الخارجة من تحت أنقاض بيتها وهى تصرخ «وينكم يا عرب؟» تحول الجميع ليتعلق بأى حبل نجاة ينقذ طفلا فلسطينيا آخر وامرأة وشيخا وشابا ورجلا من الموت الذى يطاردهم أينما نزحوا وأينما لجئوا وأينما استقروا فى مخيم مؤقت، يتحول إلى دائم، أو حديقة أو غرفة بمستشفى أو حتى أرض فضاء تحت شجرة زيتون قبل أن تقتلعها أيديهم وقذائفهم.
• • •
كما أسقطت غزة الأقنعة واحدا تلو الآخر ؟! فكان أن استدار الجميع للمنظمات الدولية الإنسانية والتنموية والنسوية وتلك المختصة فى حقوق الإنسان والطفولة وكل تفاصيل الشجر والحيوانات والبشر.. قالت لى تلك السيدة الجالسة أمام دكانتها فى أحد المناطق المكتظة ببيروت «وين تشتغلى؟» وعندما كشفت لها أننى كنت فى الأمم المتحدة انتفضت وصرخت ورددت «اوعك تقولى لأحد فى الحى» أو أى أحد «روحى يا شيخة أى أمم وأى متحدة؟» وأضافت إن غزة وفلسطين ستحررنا حتى من الاتكال على كيس طحين أو علبة دواء، وما إن تأتى القذائف لتصطاد الأرواح البريئة حتى يرحلوا هم ويتركوا طبعا ما هو معروف فى مثل هذه المنظمات بـ«الموظفين المحليين»، وهناك فرق شاسع بين الموظف المواطن من البلد والقادم من الخارج بدرجات ورتب ومخصصات، وما إن تفتح السماء أبوابها على جحيم حرب أو اقتتال، إلا ويتم ترحيل الموظفين «الدوليين» ويبقى الموظف المحلى يناضل مع أهله وعائلته وعلى أرض وطنه حتى أن موظفى الأونروا فى غزة تحولوا إلى فريسة للحقد الصهيونى دون أن يكون هناك أكثر من استنكار وبيانات هنا وهناك وتكرار وبعض دمع!
• • •
غزة كشفت الجميع ــ أنظمة وحكومات ديمقراطية وغيرها وملكية وأخواتها ومنظمات وحتى بعض الشعوب ومنهم أيضا بعض بعضنا نحن.. ألم يقل لك البعض ويكرر «ألا تتحملوا وجهة النظر المختلفة؟» بعد أن يقدم كثير من المقدمات المطولة حول انتهاك حماس للقانون الإنسانى والدولى و...و... وقبل أن يقول إن السكان المدنيين فى كل مكان خط أحمر ثم وعلى خجل أو استحياء يبدأ بوصلة عن حزنه لما يجرى للشعب الفلسطينى فى هذه الحرب البشعة ولا يلبث وأن يكرر «حرب حماس وإسرائيل» حتى تعبنا ونحن نقول إنها حرب إسرائيل ــ الدولة المحتلة الصهيونية ــ على كل الشعب الفلسطينى بل وكل المنطقة لو استطاعوا.. ونعيد: فلسطين ليست وجهة نظر ولا مساحة هناك للاختلاف الذى لا يفسد للود قضية.. لا إن الود يسقط أمام أشلاء الأطفال التى تلملمها الأمهات أو المسعفون فى أكياس البلاستيك أو بقايا قطعة قماش مع بقايا ألعابهم أو عصفورتهم التى رحلت.. حرب الإبادة على الشعب الفلسطينى ليست وجهة نظر ومن يريد أن يستمر فى مجاملة الرجل الأبيض أو أن يعيد تكرار أن حماس هى «إرهابية» عليه أن يفهم أن هناك ملايين من البشر من نيويورك مرورا بواشنطن وباريس وبرشلونة ولندن وكل المدن والعواصم، كلهم يصرخون فى وجه الإرهاب الذى بدأته عصاباتهم الصهيونية ولم يتوقفوا هم ــ الإرهابيين ــ الذين غيروا مظهرهم ببدل وربطات عنق وبعض العبارات هنا وهناك.
• • •
تعود لتتذكر أو تذكرهم إن قضية فلسطين ليست وجهة نظر، ولا يمكن مقارنتها بما كان قبلها أو بعدها، أى بعد 1948، ولا تستطيع إلا أن تعيد قراءة بعض تاريخ هذا الشعب ونضالاته وكثير مما كتب وقيل، مثل ما كتبه جورج حبش إلى آنى كنفانى بعد اغتيال غسان زوجها فى بيروت فى العام 1972 «أنت تعلمين أن غسان كان يقاتل فى سبيل قضية عادلة، وتعلمين أن شعبنا الفلسطينى قد خاض حربا عادلة على امتداد خمسين عاما.. إن دم غسان المضاف إلى نهر الدماء العظيم الذى دفعه شعبنا طوال خمسين عاما هو الثمن الذى ينبغى علينا أن ندفعه لنفوز بالحرية والعدالة والسلام». هنا يتوقف جورج حبش ورسالته لزوجة رفيقه الذى لم يحمل سلاحا و لم يرسل صاروخا بل حمل القلم وكتب ورسم وأبدع فى كل ما قام به، ولكنهم كانوا ولا يزالون يطاردون الفلسطينى أينما كان وفى أى مكان ارتحل.. إنها فلسطين المحتلة وهى ليست وجهة نظر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فلسطين ليست وجهة نظر فلسطين ليست وجهة نظر



GMT 10:43 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 01:43 2022 الثلاثاء ,14 حزيران / يونيو

ياسمين صبري تزداد أناقة بإطلالات فخمة وراقية

GMT 21:09 2021 الجمعة ,23 إبريل / نيسان

"وحيد القرن" أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

GMT 19:35 2021 الثلاثاء ,23 آذار/ مارس

بورصة بيروت تغلق التعاملات على ارتفاع

GMT 05:47 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

تعرف على رسالة ياسر فرج الأخيرة لزوجته قبل وفاتها

GMT 15:13 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أتلتيكو مدريد يصنع التاريخ بالأرقام في الدوري الإسباني

GMT 21:10 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

بايرن ميونخ أفضل فريق في 2020 ضمن جوائز "غلوب سوكر"

GMT 13:03 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

طبيب يكشف عن والد طفل عروس بنها في حال حملها

GMT 03:22 2020 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

ريم سامي تتألق في مهرجان الجونة السينمائي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon