توقيت القاهرة المحلي 11:29:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هنا كما هناك.. نحن معكم

  مصر اليوم -

هنا كما هناك نحن معكم

بقلم - خولة مطر

تجمعوا عند النقطة المحددة، والوقت لا يزال أواخر الظهيرة. أتوا من مختلف البلدات والمدن فى هذه الجزيرة الصغيرة التى توسعت وغيرت معالمها مع استمرار قضم البحر. كانوا نساء بأطيافهن كلها وأطفالًا ورجالًا وكبار سن وحتى مقعدين.. حاولوا أن يلملموا أنفسهم وانتظروا بعض الشىء.. وزعوا أعلام فلسطين بينهم واليافطات التى ترفض الإبادة والتطبيع وكل أشكال الاستعمار والهيمنة.. فرشوا علمًا كبيرًا لفلسطين ليمتد فوق رءوسهم وعلى امتداد المسيرة التى بدأت تتحرك رافعة كثيرًا من الشعارات التى يرددها كُثر من أهل البحرين أحيانًا علنًا على وسائل التواصل، ومرات فى جلساتهم، وكثيرًا فى قلوبهم التى تتمزق وجعًا على الإبادة الصهيونية لأهلنا فى فلسطين إلا من بعض «المنافقين» أو المتصهينين فهم كثيرًا ما يكونون جيرانًا لنا أو حتى بعض ما كان يسمى «أصدقاء» حتى جرفهم الطوفان، ولم يترك حتى أثرًا لهم فوق تلك الصور بالأسود والأبيض!
* • •
تحت أشعة شمس ظهيرة الخليج التى حضرت مبكرًا هذا العام، وهذه عبارة نرددها كل سنة «هذا الصيف بكر كثير»! تحركوا معًا رافعين الصوت عاليًا حتى ذاك الطفل الذى حاول أن يتحرك سريعًا ليتقدم وهو رافع علم فلسطين بيد وقبض اليد الأخرى عندما يرددون «النصر للمقاومة والمجد للشهداء».. بقى الحماس فى الهتاف ورفع الصوت تضامنًا مع أهلنا فى غزة بل فى كل فلسطين والأراضى العربية التى تقف وحدها فى مواجهة ذاك المشروع الصهيوأمريكى القادم تارة بآلات الموت والإبادة، ومرات بالوعيد والتهديد، أو حتى التلميح إلى أنه ببعض «المرونة» بالإمكان أن تتحول غزة إلى قبلة سياحية بمنتجعات تشبه تلك التى يروج لها إعلامهم «العبرعربى»! يروجون لمشاريع يعرفون أن معظم -إن لم يكن مجمل الجماهير العربية- لا تصدقها حتى لو كتبت ونطقت باللغة العربية الفصحى وضمت استشهادًا ببعض من نصوص الكتب المقدسة.
* • •
طوفان أهل غزة كشف كل المستور والمعلن والموارب والمختفى بين الكلمات والأحرف أو المدسوس بينها. كل مشاريعهم سيجرفها بحر غزة كما فعل بذاك الميناء العائم الذى صوروه على أنه «إنسانى» ربما لأنهم لا يزالون ينظرون للعرب كلهم بل لكل من هم ليسوا «منهم» على أنهم سذج أو أغبياء أو حتى لا يقرأوا، كما قالت الشهيرة جولدا فى مذكراتها التى نحن جميعًا بحاجة إلى قراءتها مرة ومرات، بل حفظها لنعرف أن أهل غزة هم من قرأوا وفهموا واستوعبوا ثم خططوا وقاموا بطوفانهم الذى يجابه بأكثر المعدات «ذكاء» وفتكًا وإبادة، لكنه لا يزال يبهر الأعداء أكثر من المقربين الجالسين فى جحورهم يحسبون الحسبة لليوم الآخر، أى ما بعد الطوفان، مدركين أنهم لن يكونوا من الناجين على سفينة نوح ولا حتى على ظهر موجة!
* • •
عادت صورتهم إلى المقدمة، هم رافعو الصوت عاليًا حتى تسمع السماء السابعة، وكأنهم يقولون لملائكة غزة نحن معكم بقلوبنا، وهو أضعف الإيمان حتمًا، لكننا فى كل صباح ومساء لا نمل ولا نتعب من متابعة صوركم وأخباركم وصوت وجعكم يدوى فى شوارعنا وأحيائنا بل فى زوايا بيوتنا، ونذرف كثيرًا من الدمع ونلملم كل ما نملك من قوة إيمانا بكم لنقول «أنكم لمنتصرون»، لأنكم على حق ولأنها أرضكم ولأنهم مغتصبون متعطشون للدم النقى؛ دمكم الذى يسقى أرض فلسطين وكل شبر من الأرض العربية بل كل شبر من كل هذا الكون بكثير من القوة والحب والعزم كما يردد ذاك «النصر أو الاستشهاد».
* • •
كلما تعب أحدهم وهو أو هى يخطون خطواتهم فى تلك المسيرة، كلما تحرك بعضهم لبث العزيمة والإرادة قائلين: «إنهم فى غزة وفلسطين ولبنان وكل الأرض المنتفضة بالطوفان يقدمون حياتهم بل كل ما بنوه بالحفر فى الصخر»، فيدب النشاط مرة ومرات ويمضى الجمع فى مسيرته وكُثر من المارين من بعيد ينظرون من خلف زجاج نوافذ عرباتهم، ربما خجلًا أو ربما خوفًا أو ربما اعتزازًا أو حتى يرفعوا راية النصر والدمع ملء العيون.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هنا كما هناك نحن معكم هنا كما هناك نحن معكم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon