توقيت القاهرة المحلي 09:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفجر يطول.. ولكنه ليس بعيدا

  مصر اليوم -

الفجر يطول ولكنه ليس بعيدا

بقلم - خولة مطر

تواصل الليل بالصباح، وأنت تردد على الآخرين وهم فى مجملهم أصدقاء مقربون وأعينهم وقلوبهم على فلسطين ودمعهم وغضبهم متساوون معك، إلا أنهم ونحن بشر وما يجرى منذ أكثر من شهر هو بعيد عن أى وصف كان، لا تفى به كلمة مجزرة ولا حتى إبادة.. كلها تتهالك أمام عين محمد وعائشة وكل أطفال غزة وهم ينظرون نحونا جميعا.. نحونا كلنا ليس كعرب ومسلمين ومسيحيين ويهود بل كبشر قبل أى أمر آخر، فغزة عرتنا جميعا دون استثناء كعرب ومسلمين وكبشر أيضا وهو الأهم.
• • •
ماذا كشفت غزة ضمن عرينا الذى أصبح على العلن؟ أولا: إننا كشعوب لسنا مع حكامنا حتما وهذا لم نكن بحاجة لغزة لنكتشفه، فكل محطة فى تاريخنا القديم والحديث تكشف عن مدى تلك الهوة بين الحكام والشعوب لا مواطنة هنا بل كلنا رعايا دون رأى، رغم أن برلماناتنا تزين بعض اليافطات لتملأ الصورة المزيفة أو تزينها زيفا. لم نوافق على اتفاقيات التطبيع ولم نستشر ولذلك انقسمنا بين من طبل لها ربما خوفا أو كثيرا من المنافع الشخصية جدا جدا.. وآخرون فضلوا المشى «عند الحيطة ويا الله الستر كما يقول بعض الناقلين لجزئيات منتقاة من حكم السابقين. ثم جاءوا بالسفارة والسفير وطاقم متكامل وأرسلوا سفيرا وطاقما آخر كما هى كل السفارات فى كل العالم وفتحوا خطوط طيران فاشلة اقتصاديا ولكنها سياسية حتما! ثم جاء السابع من أكتوبر ليفضح ضعفنا أو ربما استكانتنا أو خوفنا وكلها مشروعة حتما فنحن حقا بشر.
• • •
فضحت غزة وفلسطين كم بعدنا عن قضيتنا وعن فلسطين دون أن نحس أو نعرف عندما تسلل بعضهم وبعضنا أيضا بين صفحات الكتب والكلمات والأحرف وأسقطوا ما يشاءون لتلائم مخططهم البغيض، نعم مخطط فيه قلة وفاء إن لم نقل خيانة لتاريخنا ولآبائنا وأجدادنا.. لا ننسى أننا تعلمنا فلسطين فى شوارع مدننا عندما كانت صرخة الطفل هناك تهز شوارع الوطن الكبير، وكانت الأغانى تأتى بنا جميعا والاعتداء على فلسطين أو أحد أوطاننا هو اعتداء على الجميع. نعم تعلمنا ذلك فى مدارسنا ربما ليس بكامله فى الكتب والمناهج ولكنه كان فى عقل مدرسينا ومعلمينا وكثير منهم كانوا من فلسطين. والوفاء هنا هو ما رددته مدرسة الابتدائية مرارا «من علمنى حرفا كنت له عبدا» وهم لم يعلمونا العبودية لهم بل أن نحمل القضية فى قلوبنا وعقولنا ونمضى نحارب الفكر الصهيونى أينما كان ونقف ضد تلك العنصرية البغيضة.
• • •
شهر مضى والناس ضجت فى عواصم الكون غضبا وحزنا وليس تعاطفا بل إيمانا أن من بعد فلسطين ستسقط الإنسانية وليس الإسلام والعروبة والوطنية وغيرها من القيم المهمة حقا، ولكن الأهم هو أن لا نفقد كبشر فى قارات الأرض إنسانيتنا وها هم صهاينة النازية الجديدة يعملون جهدهم ليختبروا مدى قدرتنا على تحمل القتل المتعمد للبشر قبل الحجر ولإنسانيتنا.
• • •
ثم سقطنا كبشر خائفين حتى من نطق الكلام دون أن يمر على الحواجز المختلفة، هل هذه الكلمة ملائمة أو هى بعيدة عن الأدب ثم هل تعتبر عقلانية أم عاطفية؟ نعم فالعاطفية فى القضايا أصبحت تهمة كبرى بل أكبر التهم، المطلوب أن نكون منزوعى العاطفة. ثم الحاجز هل تحترم هذه الكلمة الاتفاقيات والمعايير وكل ما أسقطه الموت الذى يطارد الأطفال قبل الكبار فى غزة؟. هو ذاته ما جاء بالرد القاطع كل اتفاقياتكم ومعاهداتكم و.. و.. كلها ليست سوى حبر على ورق لم يعد له قيمة، أنتم.. نعم أنتم بحاجة إلى إعادة الاعتبار لهذه الاتفاقيات والمعاهدات وإلا سنعود لشريعة الغاب والقوى يتعاون مع القوى وكل القوى ليقتل الضعيف. ألم تأتِ أمريكا وبوارجها وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وألم يتجول وزير خارجية أكبر دولة فى العالم أو هكذا يقال ليقول لنا إنه قادم لكونه يهوديا قبل أن يكون وزيرا لخارجية أمريكا ويعيد ويكرر أمام أعين كل المسئولين العرب «الكبار» منهم أنه لن يوقف الإبادة وذبح الأطفال رغم أنه أبدى بعض التعاطف، وتكرم هو والآخرون للحديث عن مساعدات إنسانية! سيضحك صغارنا عندما يكبرون ويقرأون مثل هذه الجريمة وسينظرون لنا بكثير من الغيظ حتما ولكن معه الاحتقار إلا لمن يقفون هناك فوق أرض فلسطين يدافعون عن عزتهم وكرامتهم وأرضهم بلحمهم الحى ودم أطفالهم وكثير من الأشلاء والعظام الطرية!
• • •
كشفت غزة أيضا أن تلك المنظومة المسماة أمم متحدة أو جامعة عربية هنا وإسلامية هناك وخليجية أيضا، كلها سقطت أمام أعين الأطفال هناك فى جباليا. كلها لم تعد لها قيمة بل إنها والقائمين عليها الآن لم يعرفوا أن يحافظوا على منظومة أسست بعد الحرب العالمية الثانية لتكون أداة ردع لمن تراوده مصالحه وحقده لقتل الناس، كل الناس، على مرأى من العالم دون محاسبة ودون أن تفتح الحدود فيهرع البشر موجات خلف موجات ليقفوا هم أيضا بأجسادهم لكى لا يكبر محمد وعائشة وهند وكل أطفال فلسطين وينظروا لنا بكثير من نظرات العتب وربما الاحتقار.. نعم سيكبر الأطفال يوما ليصبحوا رجالا ونساء عاشقين للأرض أوفياء لمن رحلوا من إخوتهم وأخواتهم وسيأتى فجر تتوقف فيه آلة القتل عن مطاردتهم ويخرجون من تحت الأنقاض منتصرين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفجر يطول ولكنه ليس بعيدا الفجر يطول ولكنه ليس بعيدا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:58 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
  مصر اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 01:15 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل ألعاب يمكن تحميلها الآن على هاتف الآيفون مجانا

GMT 06:21 2019 السبت ,19 كانون الثاني / يناير

نوبة قلبية تقتل "الحصان وصاحبته" في آن واحد

GMT 22:33 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد ممدوح يوجه الشكر للجامعة الألمانية عبر "انستغرام"

GMT 16:44 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمن المركزي يحبط هجومًا انتحاريًا على كمين في "العريش"

GMT 03:36 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

"طرق التجارة في الجزيرة العربية" يضيف 16 قطعة من الإمارات

GMT 01:03 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل العيش السوري او فاهيتاس بسهولة فى البيت

GMT 08:12 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

ليدي غاغا تُظهر أناقتها خلال العرض الأول لفيلمها

GMT 16:10 2018 السبت ,01 أيلول / سبتمبر

جماهير روما تهاجم إدارة النادي بعد ضربة ميلان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon