توقيت القاهرة المحلي 05:25:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الفجر يطول.. ولكنه ليس بعيدا

  مصر اليوم -

الفجر يطول ولكنه ليس بعيدا

بقلم - خولة مطر

تواصل الليل بالصباح، وأنت تردد على الآخرين وهم فى مجملهم أصدقاء مقربون وأعينهم وقلوبهم على فلسطين ودمعهم وغضبهم متساوون معك، إلا أنهم ونحن بشر وما يجرى منذ أكثر من شهر هو بعيد عن أى وصف كان، لا تفى به كلمة مجزرة ولا حتى إبادة.. كلها تتهالك أمام عين محمد وعائشة وكل أطفال غزة وهم ينظرون نحونا جميعا.. نحونا كلنا ليس كعرب ومسلمين ومسيحيين ويهود بل كبشر قبل أى أمر آخر، فغزة عرتنا جميعا دون استثناء كعرب ومسلمين وكبشر أيضا وهو الأهم.
• • •
ماذا كشفت غزة ضمن عرينا الذى أصبح على العلن؟ أولا: إننا كشعوب لسنا مع حكامنا حتما وهذا لم نكن بحاجة لغزة لنكتشفه، فكل محطة فى تاريخنا القديم والحديث تكشف عن مدى تلك الهوة بين الحكام والشعوب لا مواطنة هنا بل كلنا رعايا دون رأى، رغم أن برلماناتنا تزين بعض اليافطات لتملأ الصورة المزيفة أو تزينها زيفا. لم نوافق على اتفاقيات التطبيع ولم نستشر ولذلك انقسمنا بين من طبل لها ربما خوفا أو كثيرا من المنافع الشخصية جدا جدا.. وآخرون فضلوا المشى «عند الحيطة ويا الله الستر كما يقول بعض الناقلين لجزئيات منتقاة من حكم السابقين. ثم جاءوا بالسفارة والسفير وطاقم متكامل وأرسلوا سفيرا وطاقما آخر كما هى كل السفارات فى كل العالم وفتحوا خطوط طيران فاشلة اقتصاديا ولكنها سياسية حتما! ثم جاء السابع من أكتوبر ليفضح ضعفنا أو ربما استكانتنا أو خوفنا وكلها مشروعة حتما فنحن حقا بشر.
• • •
فضحت غزة وفلسطين كم بعدنا عن قضيتنا وعن فلسطين دون أن نحس أو نعرف عندما تسلل بعضهم وبعضنا أيضا بين صفحات الكتب والكلمات والأحرف وأسقطوا ما يشاءون لتلائم مخططهم البغيض، نعم مخطط فيه قلة وفاء إن لم نقل خيانة لتاريخنا ولآبائنا وأجدادنا.. لا ننسى أننا تعلمنا فلسطين فى شوارع مدننا عندما كانت صرخة الطفل هناك تهز شوارع الوطن الكبير، وكانت الأغانى تأتى بنا جميعا والاعتداء على فلسطين أو أحد أوطاننا هو اعتداء على الجميع. نعم تعلمنا ذلك فى مدارسنا ربما ليس بكامله فى الكتب والمناهج ولكنه كان فى عقل مدرسينا ومعلمينا وكثير منهم كانوا من فلسطين. والوفاء هنا هو ما رددته مدرسة الابتدائية مرارا «من علمنى حرفا كنت له عبدا» وهم لم يعلمونا العبودية لهم بل أن نحمل القضية فى قلوبنا وعقولنا ونمضى نحارب الفكر الصهيونى أينما كان ونقف ضد تلك العنصرية البغيضة.
• • •
شهر مضى والناس ضجت فى عواصم الكون غضبا وحزنا وليس تعاطفا بل إيمانا أن من بعد فلسطين ستسقط الإنسانية وليس الإسلام والعروبة والوطنية وغيرها من القيم المهمة حقا، ولكن الأهم هو أن لا نفقد كبشر فى قارات الأرض إنسانيتنا وها هم صهاينة النازية الجديدة يعملون جهدهم ليختبروا مدى قدرتنا على تحمل القتل المتعمد للبشر قبل الحجر ولإنسانيتنا.
• • •
ثم سقطنا كبشر خائفين حتى من نطق الكلام دون أن يمر على الحواجز المختلفة، هل هذه الكلمة ملائمة أو هى بعيدة عن الأدب ثم هل تعتبر عقلانية أم عاطفية؟ نعم فالعاطفية فى القضايا أصبحت تهمة كبرى بل أكبر التهم، المطلوب أن نكون منزوعى العاطفة. ثم الحاجز هل تحترم هذه الكلمة الاتفاقيات والمعايير وكل ما أسقطه الموت الذى يطارد الأطفال قبل الكبار فى غزة؟. هو ذاته ما جاء بالرد القاطع كل اتفاقياتكم ومعاهداتكم و.. و.. كلها ليست سوى حبر على ورق لم يعد له قيمة، أنتم.. نعم أنتم بحاجة إلى إعادة الاعتبار لهذه الاتفاقيات والمعاهدات وإلا سنعود لشريعة الغاب والقوى يتعاون مع القوى وكل القوى ليقتل الضعيف. ألم تأتِ أمريكا وبوارجها وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، وألم يتجول وزير خارجية أكبر دولة فى العالم أو هكذا يقال ليقول لنا إنه قادم لكونه يهوديا قبل أن يكون وزيرا لخارجية أمريكا ويعيد ويكرر أمام أعين كل المسئولين العرب «الكبار» منهم أنه لن يوقف الإبادة وذبح الأطفال رغم أنه أبدى بعض التعاطف، وتكرم هو والآخرون للحديث عن مساعدات إنسانية! سيضحك صغارنا عندما يكبرون ويقرأون مثل هذه الجريمة وسينظرون لنا بكثير من الغيظ حتما ولكن معه الاحتقار إلا لمن يقفون هناك فوق أرض فلسطين يدافعون عن عزتهم وكرامتهم وأرضهم بلحمهم الحى ودم أطفالهم وكثير من الأشلاء والعظام الطرية!
• • •
كشفت غزة أيضا أن تلك المنظومة المسماة أمم متحدة أو جامعة عربية هنا وإسلامية هناك وخليجية أيضا، كلها سقطت أمام أعين الأطفال هناك فى جباليا. كلها لم تعد لها قيمة بل إنها والقائمين عليها الآن لم يعرفوا أن يحافظوا على منظومة أسست بعد الحرب العالمية الثانية لتكون أداة ردع لمن تراوده مصالحه وحقده لقتل الناس، كل الناس، على مرأى من العالم دون محاسبة ودون أن تفتح الحدود فيهرع البشر موجات خلف موجات ليقفوا هم أيضا بأجسادهم لكى لا يكبر محمد وعائشة وهند وكل أطفال فلسطين وينظروا لنا بكثير من نظرات العتب وربما الاحتقار.. نعم سيكبر الأطفال يوما ليصبحوا رجالا ونساء عاشقين للأرض أوفياء لمن رحلوا من إخوتهم وأخواتهم وسيأتى فجر تتوقف فيه آلة القتل عن مطاردتهم ويخرجون من تحت الأنقاض منتصرين.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفجر يطول ولكنه ليس بعيدا الفجر يطول ولكنه ليس بعيدا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
  مصر اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 09:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
  مصر اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 10:25 2021 الأربعاء ,05 أيار / مايو

فساتين أنيقة بتصاميم مختلفة لربيع وصيف 2021

GMT 17:19 2021 الأربعاء ,14 إبريل / نيسان

طقس الأربعاء حار نهارًا ولطيف ليلًا في أسوان

GMT 04:30 2021 الثلاثاء ,30 آذار/ مارس

أفضل وجهات سفر لعشاق المغامرات

GMT 11:54 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

طريقة عمل مكرونة بصدور الدجاج

GMT 10:40 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

محمد شريف يحتفل ببرونزية كأس العالم للأندية

GMT 01:06 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

تلميذات يتخلصن من زميلتهن بالسم بسبب تفوقها الدراسي في مصر

GMT 21:22 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

مرور 17 عام على انضمام أبو تريكة للقلعة الحمراء

GMT 09:42 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كرات اللحم المشوية

GMT 06:57 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

جماهير أرسنال تختار محمد النني ثاني أفضل لاعب ضد مان يونايتد

GMT 18:47 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

تغيير اسم نادي مصر إلى "زد إف سي" بعد استحواذ ساويرس

GMT 07:26 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدولار في مصر اليوم الأربعاء 21تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:31 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

لعنة الغيابات تضرب بيراميدز قبل مواجهة الطلائع في الكأس

GMT 07:46 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الأسماك في مصر اليوم الأحد 11 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 21:43 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فنانة شابة تنتحر في ظروف غامضة

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

مؤشرا البحرين يقفلان التعاملات على ارتفاع
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon