توقيت القاهرة المحلي 11:29:49 آخر تحديث
  مصر اليوم -

غزة تعري الفن وأهله!

  مصر اليوم -

غزة تعري الفن وأهله

بقلم - خولة مطر

المشاهد قد تكون متشابهة فى مضمونها؛ مشاهد فى مدن تبعد بعضها عن بعض آلاف الكيلومترات فى الجغرافيا، وربما فى الزمن أيضًا، مشاهد تتشابه ربما لكونها احتفاليات بالفن أينما كان وكيفما كان.. فن، غناء وطرب أو فن تشكيلى أو تمثيل وسينما ومسرح أو رقص. تعددت الفنون والجمال واحد بل والفعل الأخلاقى واحد أو هكذا يكون.. تعلمنا أن الفن ليس مجردًا، ودرسنا فى معاهد وكليات عالمية أن السينما وكل الفنون هى تعبير بل هى أكثر الوسائل قوة فى التعبير عن الأفكار أو المشاعر أو المواقف، أو فقط الوضع العام وهذا بالطبع لا يحولها أو يبعدها عن قدرتها على إمتاع الشخص المتلقى. وكما يرى البعض فى الفن كترفيه من أجل الترفيه هناك كثر كان شغفهم بالفن بكل ألوانه كوسيلة للتعبير عن واقع أو عن حالة بل فى الكثير من الأحيان تعد الفنون وسيلة للإلهام وفتح السموات ليحلق من يشاهد ومن يتلقى فى خيال لا حدود له.
• • •
هنا ينتهى الحديث عن الفن للانتقال عن المشاهد التى أثارت الكثير من المتابعين والمتابعات مؤخرًا، فهناك فى أقصى معاقل الصهاينة حيث القبضة المحكمة على كعبة السينما والفن والإبداع فى هوليوود.. هناك عمل الصهاينة كما عملوا مع عالم المال والاقتصاد وعالم الإعلام وكل ما يستطيعون من خلاله أن ينشروا صورة واحدة بل هى سردية لا يستطيع الكثير من ضحاياها أن يتخطوها.. فى احتفاليات الأوسكار لم تستطع المؤسسات ــ رغم قدراتها وثقلهاــ ما استطاعت من الهيمنة ومطاردة كل من يخالف سياساتها العامةــ والأمثلة على ذلك كثيرة من تشارلى شابلن، مرورًا بفنيسارد جريف وآخرين كثر برزوا بقدرات إبداعية فى التمثيل والإخراج والإنتاج ــ وما لبثوا وأن طردتهم تلك المؤسسة بل حاصرتهم حتى أبعدتهم عن المشهد فأصبحوا خارج الصورة العامة.. كثير منهم بقوا محافظين على إبداعهم خارج أسوار هوليوود وهيمنتها وخلقوا سينما جديدة أكثر واقعية وأبعد عن التجارة والاتجار بالفكر والفن وهيمنة نمط واحد من السينما المتطورة فنيًا وتقنيًا والمكررة فى الأفكار والسيناريوهات!
• • •
فى احتفالات الأوسكار البعيدة لم ينسَ الممثلون والمبدعون أهل فلسطين ولا قضيتهم بل تحدثوا وجاهروا ووضعوا العلامة الحمراء الخاصة بالتعريف عن استنكارهم ورفضهم للإبادة.. هناك مرت الكاميرا على الوجوه وكثير من الأعين كانت مليئة بالدمع ووقف كثر ليصفقوا للمخرج البريطانى جوناثان جلايزر بعد تسلمه جائزة الأوسكار عن أفضل فيلم أجنبى. وكان جلايزر، وهو كاتب ومخرج يهودى بريطانى، قد عبر فى كلمته عن تعاطفه مع ضحايا 7 أكتوبر من الإسرائيليين وضحايا الإبادة فى غزة وكل فلسطين، وقال: «نقف هنا كرجال يدحضون أن تختطف يهوديتهم والمحرقة من قبل الاحتلال الذى أدى إلى نزاع بالنسبة للعديد من الناس الأبرياء سواء ضحايا السابع من أكتوبر فى إسرائيل أو الهجوم المستمر على غزة». وفيما انتقد كثر كلمته، وقف الكثير من المشاركين والمشاركات فى الأوسكار وصفقوا له فى تغيير جذرى عن الموقف فى الأوسكار قبل أكثر من أربعين عامًا عندما فازت فانيسا رديجريف بالأوسكار وقوبلت بكثير من الرفض وحملة من الانتقادات والهجوم رغم أن فيلمها أصبح أحد أهم الأفلام فى تاريخ السينما، لكن كان الموقف من رديجريف هو موقف من فيلمها الوثائقى «الفلسطينى 1977»، وهو الفيلم الذى أنتجته وروت فيه محنة الشعب الفلسطينى.
• • •
انتهى المشهد فى هوليوود الذى كانت غزة بنسائها ورجالها وأطفالها وكنائسها ومساجدها ومستشفياتها وجامعاتها، كانت حاضرة جدًا. المشهد الآخر هو فى المدن والعواصم الأقرب لفلسطين وغزة ورمضان يقترب ثم يحل والمشهد لا يتغير عن سنوات مضت، والفن هنا هناك بعضه يصيب مرة ومرات عدة «يسلق» المشهد أو كل المسلسل أو الفيلم أو الأغنية، والأهم أن معظم بل كثير من الفنانين والفنانات لم تكن غزة حاضرة معهم بل بعدت جدًا حتى حاول بعضهم التبرير وآخرون، وباستخفاف شديد رددوا «ما علاقة الاحتفال بالفن بالموت؟» الفن هو الحياة نعم وهم أيضًا أى أهلنا فى غزة وفلسطين وجنوب لبنان وكل المقاومين للموت يحبون الحياة بل يسعون لها، ويرون أن من حقهم أن يستمتعوا بها وبكل أنواع الفنون.
• • •
فى هوليوود كان الفن رسالة لمعنى الحياة، وفى عالمنا العربى خاصة فى الأسبوع الأول من صيامنا يبدو الفن وسيلة للتربح الرخيص والاستهلاك المتدنى، لأن هناك استهلاكًا بالطبع أكثر رقيًا مما يقدمه بعضهم حتى لا نعمم.. وقبل رمضان اصطفوا جميعًا مرتدين أحلى ما عندهم ليعيشوا ليالى بعيدة جدًا عن كثير ممن يتابعونهم ويشاهدونهم وحتى من يحبونهم.
• • •
فى هوليوود وكثير من فنانى وفنانات العالم كان الموقف أن الفن هو الجمال والحب والخيال وليس القتل والذبح والدم، ولذلك وقف أهل الفن من مغنى راب إلى ممثلين ومنتجين وكتاب وفنانين تشكيليين مع غزة، لأنهم نساء ورجال يعرفون أن الفن فى حضرة الموت يموت وحتى لا يشاركوا فى الإبادة.. ربما هو الوعى؟ ربما بعض الفنانين استساغوا عبارة «عايزين نعيش» حتى لو كانت تلك اللقمة مغمسة بكثير من عرق ودم الفلسطينية والفلسطينى أو حتى دموعهم فى حالة الجوع والعطش والمرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزة تعري الفن وأهله غزة تعري الفن وأهله



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:42 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
  مصر اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 10:08 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
  مصر اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 09:50 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
  مصر اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 00:01 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

"لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا"
  مصر اليوم - لطفي لبيب يودع الساحة الفنية ويعلن اعتزاله نهائيًا

GMT 14:55 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 07:29 2020 الأربعاء ,17 حزيران / يونيو

ارمينيا بيليفيلد يصعد إلى الدوري الألماني

GMT 13:03 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"فولكس فاغن" تستعرض تفاصيل سيارتها الجديدة "بولو 6 "

GMT 18:07 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الإيطالي يتأهب لاستغلال الفرصة الأخيرة

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 22:13 2024 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

بسبب خلل كيا تستدعي أكثر من 462 ألف سيارة

GMT 00:02 2023 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات فولكس فاغن تتجاوز نصف مليون سيارة في 2022

GMT 08:36 2021 الخميس ,07 تشرين الأول / أكتوبر

أيتن عامر تحذر من المسلسل الكوري «squid games»

GMT 20:44 2021 الأربعاء ,15 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تتعرض للخيانة الزوجية من صديقتها المقربة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon