توقيت القاهرة المحلي 12:48:29 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كذب بعض الإعلاميين ولو صدقوا!

  مصر اليوم -

كذب بعض الإعلاميين ولو صدقوا

بقلم - خولة مطر

محزن أن يكتب أحدنا مدينا مهنته أو ربما زملاءه أو حتى بشكل غير مباشر نفسه، ولكن ماذا تفعل عندما تتكرر الحكايات الصحفية المحبوكة برداءة، أو حتى تلك التى يحاول بعضهم إقناع الشخص المتلقى بها بأى طريقة أو شكل؟ ماذا تفعل؟ هل تقول ربما خانتهم المعلومات أو لم تصلهم أو لم يعرفوها أو.. أو..؟ وكلها من فعل شياطينهم! أم تنبش ما تحت الخبر أو المقالة أو التحقيق الاستقصائى؟! أو حتى التقرير الإخبارى الذى يمرر بين رزمة من الأخبار المكتظة؟
• • •
ربما هذا ما كنا نعمل على فعله والأحداث تصطادنا أو تخرق اللحظة أو تبعد المسافات حتى سقطت الحكاية خلف الحكاية منذ السابع من أكتوبر، وهم وكثر غيرهم يسردون حكايات وروايات هى فى معظمها تسقط فى خانة الأكاذيب، ولكنهم لا يعتذرون معبرين عن تسرعهم فى نشرها أو خطئهم فى حساباتها أو حتى قلة معرفتهم أو ثقتهم بالمصادر.. نعم المصادر التى هى الأخرى لا تلبث وأن تتضح عندما ينشغل الواحد منا فى بحث ولو بسيط عن من هم خلف كل هذه السرديات القاتلة؟ وما هى إلا بضع ساعات من البحث حتى تنكشف الحقيقة الموجعة والتى تؤكد أنهم كاذبون أو أفاقون أو مضللون أو حتى مرتزقة برتبة إعلاميين.
• • •
بدأت قبل 7 أكتوبر، ولكنها فيما بعد أصبحت النمط السائد أى أن تكذب وتلفق حكاية لا يمكن أن يصدقها عارف أو حتى عاقل، وما هى إلا لحظات وتصبح هى السرد الدائم المنتشر من عناوين الصحف ونشرات الأخبار و«الترند» على وسائل التواصل.. بعدها بلحظات أو أيام وبعد جهد جبار من المخلصين للمهنة تنتشر أخبار الكذبة أو الكذب الممتد عبر القنوات والجرائد والحوارات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والعربية أيضا.. ثم تختفى الحكاية أو تنسى ولا يعاد ذكرها إلا بعد حين من قبل البعض الذى اعتمد فكرة «اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس»، وهم مقتنعون جدا بأن كذبتهم قد وصلت إلى ما بعد تلك الحدود الجغرافية والثقافية والدينية والأيديولوجية، وحتى الأسوار التى تفصلهم عن من يعاديهم أو ينظر لهم بتوجس.
• • •
حكاية قتل الأطفال واغتصاب النساء والفتيات من قبل المقاومين فى السابع من أكتوبر كاذبة، ثم حكاية أن المقاومين «الإرهابيين» يختبئون فى المستشفيات والجوامع هى الأخرى كاذبة، والحكايتان ابتدأتا من عناوين صحف أو برامج تلفزيونية فى أكثر تلك الجرائد أو المحطات «عراقة»! من النيويورك تايمز حتى الـ«بى بى سى» وما بعدهما أو بينهما!
• • •
وفيما هم يكذبون ويؤلفون، كانت الصحفيات والصحفيون الفلسطينيون يدونون الحقائق كما هى دون رتوش أو تلاوين أو حتى مبالغة، هى المرة الأولى التى لا يقوم فيها الإعلامى بذرف دمعة على أهله على شاشات أو منصات أو صحف، بل هى المرة الأولى التى قام فيها كثر بتصوير ونشر معاناتهم وموتهم، أو قتل أحبتهم وإبادتهم فى نفس اللحظة وعلى هواتفهم حتى تسقط من أيديهم، إما لأنهم أصيبوا وقتلوا أو لأنهم فضلوا الجرى استجابة لصراخ الأطفال والنساء والشيوخ والرجال الموجوعين.. كم حاضر الوجع فى تلك دقيقة فى غزة وكل فلسطين.. الوجع المتنقل من خان يونس إلى شمال أو جنوب غزة إلى مخيماتها وشوارعها وحواريها إلى جنوبها بل جنوب الجنوب حتى رفح!
• • •
كثر كذبهم فيما الصورة واضحة كالشمس بل ربما أكثر منها.. ولكنهم لم ييأسوا بل استمروا فى الروايات الكاذبة حتى قالوا إن موظفين من الأونروا ساهموا فى القتل فى السابع من أكتوبر.. فقامت المنظمة الدولية سريعا بفصل البعض والتحقيق فى الرواية بعد ذلك، فيما الأصل أن يتم التحقيق خاصة أن الرواية جاءت من وسيلة إعلامية ليست مستقلة، وأين هى الوسيلة الإعلامية المستقلة الآن فى أمريكا أو أوروبا أو كل العالم؟ لقد دمروا كل ما تبقى لدينا من إيمان بأنهم محظوظون بإعلام مستقل وحرية فى التعبير! واكتشفنا أنهم كذابون، إما أنهم يعرفون ذلك أو يوهمون أنفسهم، وفى الحالتين لا يعنينا شىء سوى أن رواياتهم، كل رواياتهم وإعلامهم منحاز ومتعصب وعنصرى، والأهم أنه كاذب، وهنا سقطت مقولتهم حول الحيادية التى لطالما تشدقوا بها.. وإذا كان كل ما قالوه ونشروه منذ السابع من أكتوبر حتى الآن ثبت أنه كذب فى كذب فكيف صدق الجميع رواية الصهاينة النازيين الجدد حول موظفى الأونروا؟ إلا إذا كان المراد هو الاستمرار فى تحقيق هدفهم وهو الإبادة الجماعية ووضع حد حتى للمتيسر من الدعم الإنسانى للضحية، أى الفلسطينيون والفلسطينيات، فى بلدهم فلسطين..
لقد كذب الإعلاميون ولو صدقوا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كذب بعض الإعلاميين ولو صدقوا كذب بعض الإعلاميين ولو صدقوا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon